محتويات
الجهاد في سبيل الله
شرّع الله سبحانه وتعالى الجهاد لإعلاء كلمة الحقّ والتَّوحيد، ونُصرة الدِّين الإلهي، ودَحض الكُفّار والمشركين، وانتصاراً للمؤمنين في كُلِّ زمانٍ ومكانٍ منذ أقدم العصور، كما أنَّ في الجهاد اختباراً لقوّة الإيمان والتوكل على الله. إنَّ للجهاد أهميّةٌ عظيمة في الإسلام؛ فهو ذروة سنامه، وأفضل العبادات، وقد اعتبره بعض العلماء بِمثابة رُكنٍ سادسٍ من أركان الإسلام.
حُكم الجهاد في سبيل الله
الجهاد في سبيل الله مشروعٌ بنصِ الكتاب والسُّنة والإجماع، وقد قام به النّبي - صلى الله عليه وسلم - كما قام به الصحابة والتابعون من بعده، وقد قال تعالى: "كُتب عليكم القتال".
- الجهاد فرض كفايةٍ؛ أيّ إذا قام به مجموعةٌ من المسلمين سقط الوجوب عن البقية، وأصبح في حقهم سُنةٌ.
- الجهاد يجب وجوبًا عينيًّا، أي إنّ الجهاد يُصبح فرضَ عيّنٍ على كُلِّ مسلمٍ في بعض الحالات، وهي:
- حضور ساحة المعركة وقت القتال، فيجب عليه القتال ولا يجوز له الانصراف وترك القتال.
- الغزو من قِبل جيشٍ أو جماعةٍ على بلده؛ فيصبح القتال واجباً على كُلِّ من استطاع حمل السِّلاح حماية حُرمات المسلمين وأعراضهم وأموالهم.
- إذا احتاج إليه المسلمون في القتال والمُدافعة.
- إذا استدعاه الحاكم أو القائد للقتال.
الحكمة من مشروعيّة الجهاد في سبيل الله
شرّع الله الجهاد في سبيله لأهدافٍ ساميةٍ وغايةٍ نبيلةٍ منها:
- تَخليص العباد من عبادةِ الأصنام والطَّواغيت إلى عبادة الله وحده لا شريك له، الخالق العظيم، ومدبر الكون.
- تخليص النَّاس من ظُلم واستبداد الحُكام والأباطرة، وإعادة الحقوق إلى أصحابها، وتمكينُ النَّاس من التمتّع بالحياة الكريمة في موطنهم، دون ظُلمٍ أو اعتداءٍ.
- إذلال أهل الكُفر، والشِّرك، والنِّفاق، والجَبروت، والانتقام منهم، وإضعاف عزيمتهم، وكفّ أذاهم عن المُستضعفين.
أوّل من جاهد في سبيل الله
شُرّع الجهاد في سبيل الله في زمن نبيّ الله إدريس عليه السَّلام؛ فكان هو أوّل من جاهد في سبيل الله، وهو إدريس بن يارد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم عليه السَّلام، وُلد في حياة جدِّه الأول آدم عليه السَّلام، وهو النّبي الثّالث للنَّاس بعد آدم وشيث عليهما السَّلام، وبعد وفاتهما بقي إدريس على شريعتهما، وأضاف إليها بأمرِ الله عزّ وجلّ، وفي ذلك الوقت بدأ الفساد ينتشر بين النَّاس وبدأ قوم قابيل بن آدم - قابيل هو الذي خالف أمر أبيه وقتل أخيه هابيل- بالاعتداء على المؤمنين؛ فشرع إدريس عليه السَّلام الجهاد في سبيل الله انتصاراً للحقّ وللمؤمنين.