تفتيت حصى الكلى بالليزر

كتابة - آخر تحديث: ١١:١٠ ، ١ يوليو ٢٠٢٠
تفتيت حصى الكلى بالليزر

حصى الكلى

تُعرّف حصوات الكلى أو حصى الكلى أو الحصاة الكلوية أو التحصي البولي (بالإنجليزية: Kidney stone) على أنهّا إحدى الحالات التي تؤثر في إحدى الكليتين أو كلتيهما، وتتمثل بتشكّل مواد صلبة شبيهة بالحصى نتيجة ارتفاع مستويات المعادن في البول، ويُعتبر تطوّر الحصى في الكلى، أو الحالب، أو المرارة من الأمور شائعة الحدوث، ومن الجدير ذكره أنّ حصوات الكلى تختلف في ألوانها، وملمسها، وأحجامها، فقد تكون بنية أو صفراء اللون، وقد تكون خشنة أو ناعمة الملمس، في حين أنّ حجمها قد يتفاوت بين الصغير والكبير؛ إذ إنّ حجمها قد يكون مماثلًا لحبة رمل أو بحجم حبة البازلاء، أو قد يوازي حجم كرات الغولف في بعض الحالات، ويُشار إلى أنّ حجم الحصى يؤثر في قدرة الشخص على التبوّل، إذ إنّ الحصى ذات الحجم الصغير تخرج أثناء التبوّل دون أن يتم ملاحظتها، في حين أنّ الحصوات كبيرة الحجم من شأنها أن تُسبّب الألم للشخص وتُعيق قدرة البول على التدفق.[١][٢]


إنّ الكشف عن الإصابة بحصوات الكلى في وقتٍ مُبكر أمرٌ مهمٌّ، إذ إنّ ذلك يُساهم في تقليل خطر حدوث أيّ مضاعفاتٍ دائمًا، حيث إنّ بقاء الحصى في الكلى قد يترتب عليه الإضرار بالكِلى والمسالك البولية، ويختلف العلاج الموصى به اعتمادًا على حالة المريض؛ ففي العديد من الحالات يُكتفى بتوصية المريض بشرب كمياتٍ كبيرةٍ من الماء وتناول مُسكّنات الألم، وقد تُوصف أدوية مُعينة في بعض الحالات بهدف السيطرة على الحالة، وقد يُلجأ لاستخدام تقنيات مُعينة في سبيل تفتيت الحصى ذات الحجم الكبير إلى أجزاء صغيرة بهدف تسهيل خروجه من الجسم، في حين أنّ هُناك حالاتٍ أخرى تستلزم الخضوع لجراحاتٍ مُعينة؛ بما في ذلك الحالات التي تصِل فيها حصوات الكلى إلى المسالك البولية، أو الحالات التي تتسبّب فيها الحصى بحدوث مضاعفاتٍ؛ بما في ذلك عدوى الجهاز البولي.[٣][٢]


تفتيت حصى الكلى بالليزر

هُناك تقنيتان مُتبعتان في تفتيت حصى الكلى؛ وهما تفتيت الحصى بالموجات الصادمة من خارج الجسم (بالإنجليزية: Extracorporeal Shock Wave Lithotripsy)، والتفتيت من داخل الجسم باستخدام الليزر والمنظار المرن (بالإنجليزية: Flexible ureteroscopy and laser lithotripsy) المعروف أيضًا بتفتيت الحصى بالليزر (بالإنجليزية: Laser lithotripsy)، وفيهِ يتمّ استخدام أنواع مُعينة من الليزر بهدف تفتيت حصى الكلى إلى جزيئاتٍ صغيرة الحجم تُزال أثناء الجلسة أو قد تخرج مع البول لاحقًا.[٤]


التحضير للجلسة

هُناك مجموعة من الإجراءات المُترتبة على تحضير المريض لجلسة تفتيت الحصى بالليزر في الحالات التي تتمّ إحالة الشخص فيها للخضوع لهذا الإجراء، وتأتي هذه الإجراءات على النّحو الآتي:[٤][٢]

  • إخضاع المريض لفحوصاتٍ واختباراتٍ مُحددة في سبيل تحديد موقع الحصوات، وعددها، وحجمها، ويتضمّن ذلك إخضاع المريض لتصوير الحويضة الوريدية (بالإنجليزية: Intravenous pyelogram) في سبيل تحديد موقع الحصوات؛ حيث يتم ذلك بإجراء التصوير بالأشعة السينية بعد حقن المريض بصبغة مُعينة في وريده، بحيث تنتقل هذه الصبغة إلى الكلى والحالب والمثانة عبر مجرى الدم لتكشف عن الحصى وموقعها، بما يُمكّن الطبيب من رؤيتها على الصورة على هيئة بقع داكنة.
  • توضيح ماهية الإجراء للمريض، وبيان الفوائد المرجوّة منه إضافةً إلى المخاطر التي قد تترتب عليه.
  • إعلام المريض طبيبه بكافة أنواع الأدوية والمكملات والوصفات التي يستخدمها، إذ إنّ لبعضها تأثيرًا سلبيًا في المرضى الذين يخضعون لإجراء تفتيت الحصى بالليزر؛ فبعضُها قد يتمّ إيقاف استخدامه قبل الجلسة بمدّةٍ مُعينة قد تبلغ 7 أيام أو أكثر نظرًا لتأثيراتها؛ فبعضها قد يؤدي إلى حدوث تفاعلاتٍ مع الأدوية المُخدّرة المُستخدمة أثناء الإجراء، في حين أنّ أنواع أخرى من الأدوية قد تزيد من خطر حدوث النزيف؛ مثل مميّعات الدم كدواء الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin)، مع الأخذ بالاعتبار تجنّب الاجتهادات الشخصية أو إيقاف أيّ نوع من الأدوية دون استشارة الطبيب، ومن جهةٍ أخرى هُناك بعض الأدوية التي يصِفها الطبيب لأخذها بعد الجلسة بمدة مُعينة، كما سيوصي الطبيب بالاستمرار بأخذ بعض الأدوية دون أن يُجري أيّ تعديل على آلية استخدامها أو جرعاتها.
  • إقلاع المريض عن التدخين قبل الخضوع لجلسة تفتيت الحصى بالليزر بعدّة أيام، وذلك في سبيل الحدّ من مشاكل تخثر الدم التي قد تحدث.
  • الصيام قبل تلقي المُخدر العام بمدةٍ تتراوح بين 8-12 ساعة، وفي هذا السياق يُشار إلى أنّ التخدير العام يترتب عليه نوم المريض بشكلٍ تامّ وعدم شعوره بأيّ ألم أثناء الجلسة.
  • طلب المريض المُساعدة من أحد أفراد الأسرة أو القريبين منه، إذ إنّ المريض لن يكون قادرًا على القيادة لعدّة ساعات بعد الجلسة نظرًا لتأثير المُخدر وما يُسبّبة من نعاس، ممّا يضطر الشخص للاستعانة بشخص آخر لينقله إلى منزله بعد الجلسة.


الإجراءات أثناء الجلسة

تتوافر العديد من أجهزة الليزر الحديثة التي تمتاز بقوّتها ودقّتها والتي تُسهل على الطبيب الجراح التحكّم بالحصى وتفتيتها، كما تُساهم هذه التقتنيات في تسريع عودة المريض إلى حياته اليومية نظرًا لكونها تُقلل من الوقت المُستغرق أثناء الجراحة وفترة النوم التي يقضيها الشخص في هذه الأثناء،[٥] ومن الجدير ذكره أنّ هذا الإجراء يُعتبر خارجيًا، وبالرغم من ذلك إلّا أنّ بعض الحالات قد تستلزم مكوث المريض في المستشفى؛ خاصّة في حال واجه الطبيب صعوبةً أثناء إجرائه أو في حال كانت مدّة الجلسة طويلة، ويُمكن بيان الآلية المتبعة في جلسة تفتيت الحصى بالليزر على النّحو التالي:[٦][٤]

  • يستخدم الطبيب منظار الحالب الذي يُمثل أنبوبًا صغيرًا مُضاءً بحيث يقوم بتمريره عبر مجرى البول والمثانة إلى الحالب والكلى، بما يُمكّنه من الوصول إلى موضِع الحصى.
  • يقوم الطبيب بربط الحصى بجهازٍ مُعين في حال كانت الحصى ذات حجمٍ صغير لتتمّ بعد ذلك إزالتها من الحالب بشكلٍ كامل، أمّا في الحالات التي يكون فيها الحالب ضيقًا أو إذا كان الحصى ذا حجمٍ كبير فهُنا يلجأ الطبيب إلى استخدام الليزر لتجزئة الحصى إلى قطعٍ أصغر حجمًا، بما يُمكّن من خروجها عبر الحالب من تلقاء ذاتها، وكذلك الأمر في حصوات الكلى فهي تُعامل بذات الطريقة، إلّا أنّ حصوات الكلى الكبيرة التي يتمّ تفتيها إلى جزيئاتٍ صغيرة من الممكن إزالتها باستخدام الجهاز المُخصّص لذلك، ومن الجدير ذكره أنّ حصوات الكلى أو الحصوات الكبيرة قد تستلزم إجراء شقّ صغير في الظهر ليتمّ إدخال أنبوب مجوف عبره إلى الكلى، وبعد تفتي الحصى بالليزر يتمّ إزالتها وإخراجها من الجسم من خلال نفس هذا الأنبوب.
  • يتمّ وضع الدعامة الحالبية (بالإنجليزية: Ureteral stent) في مكان مُعين في الحالب، وذلك للتأكد من أنّ الكلية قادرة على تصريف البول بشكلٍ جيد، وقد تختفي هذه الدعامة من تلقاء ذاتها مع مرور الوقت، وفي بعض الحالات قد يتمّ وضع الدعامة قبل الخضوع لجلسة تفتيت الحصى بأسبوعين أو ثلاثة أسابيع ويكون ذلك في الحالات التي يكون فيها الحالب ضيقًا جدًا بما يحول دون القدرة على إدخال المنظار، إذ تُتيح الدعامة المهبلية تمدّد الحالب في هذه الحالة بما يُسهّل إدخال المنظار أثناء جلسة تفتيت الحصى.


التعافي بعد الجلسة

هُناك مجموعة من التوصيات والإرشادات التي يُوصي الطبيب بها بعد الخضوع لجلسة تفتيت الحصى بالليزر، والتي نذكر أبرزها فيما يأتي:[٥][٧]

  • الالتزام بالأدوية التي يصِفها الطبيب لأخذها بعد جلسة تفتيت الحصى بالليزر، ويتضمّن ذلك مُسكّنات الألم للتخفيف من الألم الذي قد ينطوي على الإجراء، والمُضادات الحيوية التي تُوصف لمنع حدوث العدوى، وقد يصِف الطبيب أدويةً مُعينة في سبيل التخفيف من تقلّصات المثانة وحرقة التبول التي قد تترتب على الخضوع لهذا النّوع من الإجراءات، وكذلك فقد يصِف نوعًا من الأدوية يُعرف بحاصرات مُستقبلات الألفا (بالإنجليزيّة: Alpha-blockers) والذي من شانه المُساهمة في تمرير الحصى وخروج بقاياه خارج الجسم خلال الأسابيع التي تلي الخضوع للإجراء.
  • تجنّب ممارسة التمارين الرياضية عالية الكثافة بعد الخضوع للجلسة وحتّى بعد إزالة الدعامة، فعلى الرغم من القدرة على استئناف الحياة اليومية وممارسة الانشطة العادية بمُجرد الشعور بالراحة أو خلال يوم أو يومين بعد الخضوع لهذا الإجراء؛ إلّا أنّ الأمر يستوجب توخي الحذر في ذلك، وفي هذا السياق يُشار إلى أنّ بعض مسكنات الألم التي قد يصِفها الطبيب من شأنها التأثير في يقظة الشخص وقدرته على ممارسة أنشطته الطبيعية؛ كقيادة السيارة.
  • مراجعة الطبيب وفقًا للموعد الذي يُوصي به، وغالبًا ما يكون ذلك بعد 7 أيام تقريبًا من الخضوع لجلسة تفتيت الحصى، وقد تتضمّن هذه الزيارة إزالة الطبيب للدعامة باستخدام منظار المثانة، ويُكرر الإجراء مرةً أخرى عبر المثانة، ويُشار إلى أنّ هذا الإجراء يُمكن إجراؤه دون الحاجة لمُخدر عام، ومن الجدير ذكره أنّ وجود الدعامة في بعض الحالات يُسرّع من عملية التّعافي وهذا ما يدفع الطبيب لإبقائها لدى المريض لفترةٍ زمنيةٍ أطول قد تصل إلى ثلاثة أشهر، وعليه يجدُر عدم الشعور بالقلق في حال تأخر ذلك.
  • مراجعة الطبيب فورًا في حال ظهور أعراض مُعينة، كالنزيف الشديد، أو مؤشرات تطوّر العدوى؛ كالحمّى أو القشعريرة، ومن الجدير ذكره أنّه من الطبيعي مُعاناة الشخص من الكدمات والألم بعد جلسة تفتيت الحصى بالليزر وأنّ الأمر لا يدعو للقلق عدا الحالات التي يستمر فيها ذلك الأمر أو يزداد سوءًا على الرغم من اتخاذ الإجراءات اللازمة لتخفيفها، فاستمرار الشعور بالألم قد يدلّ على وجود انسداد مُعين في الجهاز البولي.[٢]
  • الخضوع للإجراءات الأخرى التي يُوصي بها الطبيب في حال استلزم الأمر ذلك، كالحالات التي تُسبّب فيها أجزاء الحصى انسدادًا في الحالب بحيث يدعو الأمر لاستخدام منظار الحالب بهدف إزالتها.[٢]
  • شرب كمياتٍ كبيرةٍ من الماء خلال الأسابيع التي تلي الخضوع لهذا الإجراء، إذ إنّ ذلك يُساهم في تمرير الحصى وخروج بقاياه خارج الجسم.[٧]
  • اتباع الآلية المُوصى باتباعها أثناء التبول، بما يُمكّن من مُلاحظة خروج أيّ حصى، وقد يوصي الطبيب في حال خروج الحصى بحفظها بطريقةٍ مُعينة وإرسالها إلى المُختبر لإجراء الفحوصات المُناسبة.[٧]
  • اتباع الإرشادات الموصى بها للاعتناء بأنبوب تصريف الكلى الخارجي (بالإنجليزية: Nephrostomy drainage tube) والدعامة المستقرة (بالإنجليزية: Indwelling catheter) في حال تمّ تركيب أحدها للمريض.[٧]


المراجع

  1. "Definition & Facts for Kidney Stones", www.niddk.nih.gov, Retrieved June 25, 2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج "Lithotripsy for stones: What to expect", www.medicalnewstoday.com, Retrieved June 25, 2020. Edited.
  3. "Kidney stones", www.nchmd.org, Retrieved June 25, 2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Laser Lithotripsy: Before Your Procedure", myhealth.alberta.ca, Retrieved June 25, 2020. Edited.
  5. ^ أ ب "A Patient’s Guide to Laser Treatment for Urinary Stones", www.urologyhealth.org, Retrieved June 25, 2020. Edited.
  6. "Ureteroscopy and Laser Lithotripsy", urology.ufl.edu, Retrieved June 25, 2020. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث "Kidney stones and lithotripsy - discharge", medlineplus.gov, Retrieved June 25, 2020. Edited.
1,517 مشاهدة