خلق الله سبحانه وتعالى سيّدنا آدم ليكون أبا البشرية وخلق له من ضلعه زوجته حواء، وكان الله عزّ وجلّ يرزقهما بالتوائم، فكانت تضع سيدتنا حواء عليها السلام في كل حمل ذكر وأنثى، إلّا أنّ رزقت بأربعين ولد وأربعين بنت، ولضمان تكاثر البشرية شرع الله تعالى استثناءً فقط لأولاد سيدنا آدم وسيدتنا حواء عليهما السلام الزواج من بعضهم البعض، حيث كان سيدنا آدم عليه السلام يزوج كل ذكر لأنثى غير التي اجتمعت معه في الحمل.
كيف مات قابيل
تعتبر قصة قابيل مع هابيل من أشهر القصص التي رويت في القرآن الكريم، حيث إنّها تروي أحداث أوّل جريمة قتل وقعت على الأرض من قبل الإنسان وهي جريمة قتل قابيل لأخيه هابيل، وندمه على فعلته وتوبته إلى الله وموته من أثر الندم والحزن الشديد على المعصية التي ارتكبها بحق أخيه، وتحمّله لذنب كل جريمة قتل عمد تحصل على الأرض من بعده لكونه أوّل قاتل على وجه الأرض.
قصة قابيل وهابيل
كان هابيل يعمل راعياً للأغنام، أمّا قابيل فكان يعمل في زراعة الأرض، واتفقا على أن يقدّم كلٌ منهما قرباناً لله عزّ وجلّ تقرباً منه وطلباً لضوانه، وأن يقدّم كل واحد منهما قربانه مما كان يعمل به، حيث قدّم قابيل قربانه لله تعالى من مزروعاته التالفة والسيئة الجودة واحتفظ بالمزروعات الجيدة لنفسه، أمّا هابيل فقدم قربانه لله تعالى من أجود ما لديه من الأغنام طلباً لرضوان الله عزّ وجلّ، فتقبّل الله تعالى قربان هابيل ولم يتقبل قربان قابيل، وكان ذلك لطهارة قلب هابيل وصفاء نيته وورعه الشديد تجاه الله عزّ وجلّ وتقديمه أفضل ما لديه كقربان لله تعالى، أمّا قابيل فكان سيّئ النية وقليل الورع والتقوى حيث قدّم قربانه من أسوأ ما لديه من المزروعات فلم يتقبل الله تعالى منه.
بعد أن تقبّل الله عزّ وجلّ من هابيل قربانه ولم يتقبل قربان قابيل اشتعلت نار الغيرة والحقد في نفس قابيل تجاه أخيه هابيل، وهدّد قابيل أخاه بالقتل ولكن هابيل كان ورعاً ومتسامحاً ورفض أن يبادل أخاه بنية القتل فقتل قابيل هابيل، وفزع قابيل من فعلته عندما رأى أخاه ممدداً على التراب ولم يدر ما يفعل بجثة أخيه الهامدة، فبعث الله تعالى له غراباً يحمل غراباً آخر ميت وبدأ الغراب بالحفر في الأرض ودفن الغراب الميت في الحفرة وطمرها بالتراب، ففعل قابيل بهابيل كذلك حتى يواري جثة أخيه، وأصبح بعد ذلك من النادمين عل فعلته الشنيعة.