محافظة الشرقيّة بمصر
محافظة الشرقية إحدى محافظات الجمهورية العربية المصرية، وكانت لهذه المحافظة أهميةٌ كبيرةٌ على مرّ تاريخ مصر القديم، حيث كانت معبراً للقوافل التجارية القادمة من الجزيرة العربية، كما كانت نقطة الدفاع الأولى، والحارس عن مصر في وجه الغزاة القادمين من الجهة الشرقية منها.
تتوسط محافظة الشرقية أربع محافظاتٍ رئيسية من محافظات مصر وهي: محافظات الإسماعيليّة، وبور سعيد، والقاهرة، والغربيّة وتعتبر محافظة الشرقية نقطة التقاءٍ لطرق المواصلات لهذه المحافظات.
السكان
تعتبر محافظة الشرقية من المحافظات المصرية ذات الكثافة السكانية المرتفعة، حيث تحتلّ المرتبة الثالثة بعدد السكان، ويبلغ عدد سكانها 6.3 مليون نسمة تقريباً، وذلك حسب تعداد عام 2014 أي ما نسبته 7.4% من إجمالي عدد سكان الجمهورية، وثلثا سكان المحافظة يعيشون في القرى والأرياف، معتمدين على الزراعة كحرفةٍ أساسيةٍ، ويمارسون بعض الأعمال التجاريّة البسيطة، وتربية بعض أنواع الحيوانات، وتتميز أرض هذه المحافظة بخصوبة تربتها، واعتدال مناخها، خاصةً في المناطق الشمالية، وأغلب أراضيها صالحةٌ للزراعة؛ لذلك كانت هذه المحافظة مصدراً كبيراً للمنتجات الزراعية.
المناخ
تتأثر مناطق المحافظة بالكتل الهوائيّة التي تتشكل فوق البحر الأبيض المتوسط، مما يؤدي إلى استقبالها لكمياتٍ كبيرةٍ من الأمطار في فصل الشتاء، خاصةً المناطق الشماليّة، وتقلّ كميات الأمطار بالتدريج كلما اتجهنا إلى جهة الجنوب؛ بسبب تناقص تأثير البحر الأبيض، أما درجات الحرارة فتميل إلى الاعتدال بشكلٍ عامٍ شتاءً وصيفاً.
محافظة الشرقيّة في التاريخ
لجميع المحافظات في جمهوريّة مصر العربيّة تاريخٌ عريقٌ، وتزخر أغلبها بالكثير من الآثار التي تدل على تاريخها وكذلك محافظة الشرقية، فقد وجدت الكثير من الآثار التي تدلّ على أن هذه المنطقة مرّت بمرحلة ازدهارٍ وتقدمٍ، إذ استطاع سكانها بناء حضارةٍ متقدمةٍ؛ بسبب موقعها الجغرافي، وظروفها المناخية، مما أكسبها الأهميّة على امتداد التاريخ القديم، فموقعها في الركن الشماليّ الشرقيّ من مصر جعلها تكون أول المدافعين عن مصر إبّان غزو قبائل الهكسوس لمصر، لذلك حظيت هذه المحافظة بعناية الفراعنة على مرّ الأسر التي حكمت مصر، مما أدى إلى ازدهارها بشكلٍ كبيرٍ، وقد ساعدها مناخها المعتدل وطبيعة تضاريسها على تطور الزراعة في أرضها، فازدهرت ازدهاراً كبيراً، كما أن أهميتها جاءت من كونها أرض الأديان، فعلى أرضها أقام النبي يوسف عليه السلام، وعلى أرضها ولد النبي موسى عليه السلام، وكذلك كانت المعبر الذي سلكته الجيوش الإسلاميّة بقيادة عمرو بن العاص عندما فتح مصر وبنى في منطقة بلبيس أول مسجدٍ في مصرَ، ومنها اتجه إلى باقي المناطق بشمال أفريقيا.