من روائع امهات الكتب التي تعد من كنوز حضارتنا الاسلامية
تحفة المودود بأحكام المولود هو كتاب للشيخ ابن قيم الجوزية المتوفى عام 751 هـ. نبذة تعريفية
قال ابن القيم رحمه الله في المقدمة:"وهذا كتاب قصدنا فيه ذكر أحكام المولود المتعلقة به بعد ولادته ما دام صغيرا من عقيقته وأحكامها وحلق رأسه وتسميته و ختانه وبوله وثقب أذنه وأحكام تربيته وأطواره من حين كونه نطفة إلى مستقره في الجنة أو النار فجاء كتابا نافعا في معناه مشتملا من اaلفوائد على ما لا يكاد يوجد بسواه من نكت بديعة من التفسير وأحاديث تدعو الحاجة إلى معرفتها وعللها والجمع بين مختلفها ومسائل فقهية لا يكاد الطالب يظفر بها وفوائد حكمية تشتد الحاجة إلى العلم بها فهو كتاب ممتع لقارئه معجب للناظر فيه يصلح للمعاش والمعاد ويحتاج إلى مضمونه كل من وهب له شيء من الأولاد ومن الله أستمد السداد وأسأله التوفيق لسبل الرشاد انه كريم جواد وسميته تحفة المودود بأحكام المولود"
وكان سبب تأليف ابن القيم لهذا الكتاب هو أن ابنه برهان الدين رزق مولودا ولم يكن عند ابن القيم في ذلك الوقت مايقدمه لولده من متاع الدنيا فصنف هذا الكتاب وأعطاه إياه.
ومن اقتبسات الكتاب:
- الباب الأول
في استحباب طلب المولود : قال تعالى: "فالئن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم" قال بعض المفسرين ومنهم مجاهد و الحكم وعكرمة والحسن البصري والسكري والضحاك وابن عباس وفيه ستة أقوال الولد-الجماع- الرخصة - ليلة القدر- القرآن-الإماء والزوجات. قال ابن كثير:
واختار ابن جرير رحمه الله أن الآية أعم من هذا كله.
ورجح ابن جرير الطبري رحمه الله القول بالولد لأنه جاء عقب فالئن باشروهن فأشبه أن يقول وابتغوا الولد بمباشرتهن.
الرجل عندما يجامع زوجته قد لا يخطر بباله سوى الشهوة وقضاء الوطر فأرشد الله سبحانه إلى أن يطلبوا رضاه في مثل هذه اللّذة ولا يباشروا بحكم مجرد الشهوة بل يبتغوا ما كتب الله لهم من الأجر ، وقد ورد في الحديث"و في بضع أحدكم صدقة قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر قال أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجرا " . ويبتغوا بالمعاشرة الولد الذي يخرج من أصلابهم يوحد الله ولا يشرك به شيئا يكون امتداداً لركوعهم وسجودهم وتسبيحهم وتكثيراً لسواد المسلمين وتكثيراً للعاملين للإسلام الداعين إليه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأنبياء - وفي رواية حسنة الأمم - يوم القيامة"
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " النكاح من سنتي، ومن لم يعمل بسنتي فليس مني، وتزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم"
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. " - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن العبد لترفع له الدرجة فيقول يا رب أنى لي هذا فيقول باستغفار ولدك لك من بعدك." - وروى الإمام مسلم في فضل من يموت له ولد فيحتسبه عن أبي حسان قال توفي ابنان لي فقلت لأبي هريرة : سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً تحدثنا به تطيب به أنفسنا عن موتانا قال له نعم، صغارهم دعاميص الجنة يتلقى أحدهم أباه أو قال أبويه فيأخذ بناحية ثوبه أو يده كما أخذ أنا بصنفة ثوبك هذا فلا يتناهى حتى يدخله الله وإياه الجنة "
وروى الإمام أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل مات ابنه ألا تحب أن لا تأتي بابا من أبواب الجنة إلا وجدته ينتظرك عليه، قال رجل أله خاصة أم لكلنا قال بل لكلكم"
وفي الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للنساء ما منكم امرأة يموت لها ثلاثة من الولد إلا كانوا حجابا لها من النار فقالت امرأة واثنان قال واثنان."
الباب الثاني
في كراهة تسخط البنات
قال تعالى:" لله ملك السموات والأرض يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور (49) أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير(50) "
قسم الله الآباء إلى أربعة:
- من يعطه البنات
- من يعطه الذكور
- من يعطه البنات والذكور
- من يمنع هذا وهذا
إنه عليم قدير، عليم بحال كلم منهم أيشكر من أعطي أو يصبر من منع قدير علي كل شيء قادر أن يعطي من منع ويمنع من أعطي.
وقسم الأنبياء إلى أربعة أقسام:
1. آدم عليه السلام خلق من تراب لا من أم ولا من أب .
2. حواء عليها السلام مخلوقة من ذكر بلا أنثي .
3. عيسي عليه السلام خلق من أم بلا أب .
4. وسائر البشر سوى عيسى عليه السلام خلقوا من أم وأب (إن الله عليم قدير)
وكل ذلك من عطايا الله فاقبل ما أعطاك ربك، واقبل قدره إن منعك فهو العليم القدير الحكيم.