محتويات
لغة الإشارة
تُستخدَم اللغة الشفويّة؛ للتعبير عن الأفكار، والمشاعر، فهي نظام مُطوَّر لعدد من الرموز المُحدَّدة، والتي تعتمد على مجموعة من القواعد النحويّة، وعلى التعبيرات الصوتيّة، أمّا لغة الإشارة، فهي تُعَدّ وسيلةً للتواصل، حيث يستخدمها الأشخاص الذين يُعانونَ من الصَّمَم، أو الأشخاص الذينَ يختلفونَ في اللغات التي يتحدَّثونَ بها، وهيَ طريقةٌ للتواصل بين الناس عندما يكون التواصل الشفهيّ غير مُمكن، ويتمّ التواصل باستخدام لغة الإشارة عن طريق حركاتٍ جسديّة، أو حركاتٍ مُحدَّدة للأيدي، والأذرع، وتعابير الوجه، كما يمكن استخدام تركيبة من الحركات المُحدَّدة التي تُعبّر عن حروف الأبجديّة، علماً بأنّ لغة الإشارة تختلف من دولة إلى أخرى؛ فهناك لغة الإشارة الأمريكيّة (ASL)، ولغة الإشارة اليابانيّة (JSL)، وغيرها من لغات الإشارة العالَميّة.[١][٢]
طُرُق تعلُّم لغة الإشارة
بيَّنَت إحصائيّة طُبِّقت في الولايات المُتَّحِدة، أنّ أكثر من 20 مليون شخص يعانون من صعوبات في السمع، من بينهم مليونا شخص يُعانون من الصَّمَم، ممّا يُعطي دليلاً على أهمّية تعلُّم لغة الإشارة،[٣] ومن الجدير بالذكر أنّ هناك العديد من الوسائل التي تتيح لأيّ شخص تعلُّم هذه اللغة، ومن هذه الوسائل:[٤]
- القواميس: تَنشرُ دُورُ الكُتُب العديد من القواميس المُتخصِّصة بتعليم لغة الإشارة؛ فهيَ وسيلة تعلُّم أساسيّة، يمكن من خلالها البحث عن معنى الحركات، وهي تحتوي على رسومات توضيحيّة، وبعض هذه الكُتُب إلكترونيّ، وموجود على الإنترنت، حيث تُوفِّر فيديوهات تعليميّة.
- الدورات: تعقدُ بعض المدارس، والكلّيات، والمراكز، والمكتبات، دورات تعليميّة، والعديد من الدروس في لغة الإشارة، حيث تتيح هذه الدروس للشخص ممارسة ما يتعلَّمه فيها مع الآخرين، كما تُقدِّم له فرصة الحصول على نصائح، وملاحظات؛ لتحسين أدائه.
- الدليل التعليميّ: يمكن شراء بعض الأدلّة التعليميّة التي لا ينحصرُ دورها في تعليم الكلمات والعبارات فقط، بل تتيح لمُستخدمها ممارسة لغة الإشارة عمليّاً، كما أنّها تساعد على تعليمه كيفيّة تركيب الجُمَل المُهمّة للمُحادَثات الأساسيّة.
- المواقع الإلكترونيّة: حيث تحتوي العديد من المواقع الإلكترونيّة على وسائط مُتعدِّدة لتعلُّم لغة الإشارة، كالفيديوهات التي يَنشرُها مُدرِّبون مُحترِفون.
- تطبيقات الهاتف المحمول: إذ صُمِّمت بعض التطبيقات التي يمكن تحميلها على الهواتف المحمولة؛ لتعليم لغة الإشارة، حيث تُقدِّم مقاطع فيديو، أو قواميس، أو إرشادات؛ لتعلُّم اللغة بشكلٍ مجّاني، أو مقابل مبلغ مُعيَّن من المال.
- التواصُل مع الأشخاص الذين يُعانون من الصَّمَم: إنّ التواصُل مع الأشخاص الذين يُعانون من الصَّمَم، وتطبيق القليل ممّا يعرفه الشخص من لغة الإشارة، تساعده على تطوير مهاراته التواصُليّة، وتعلُّم أمور جديدة، من خلال إجراء مُحادَثات أساسيّة.
أساسيّات تعلُّم لغة الإشارة
يتطلَّب استخدام لغة الإشارة معرفة أساسيّاتها، ويمكن تعلُّم هذه الأساسيّات عن طريق ما ذُكِرَ سابقاً، ومن أهمّ هذه الأساسيّات ما يأتي:
- حروف لغة الإشارة: تُعَدُّ الحروف أساس كلّ لغة، وهي الخطوة الأهمّ لتعلُّم لغة الإشارة، علماً بأنّ للغة الإشارة طريقتين؛ للتعبيرعن الحروف، وذلك على النحو الآتي:[٥]
- إشارات حروف الأبجديّة: لكلّ دولة حروف أبجديّة خاصّة حسب اللغة المُستخدَمة فيها، وفي لغة الإشارة، يتمّ التعبير عن هذه الحروف باستخدام إشارات مُعيَّنة؛ إذ تتَّخذ بعض الحروف إشارة تتمثَّل بشكل كتابتها.
- التهجئة بالأصابع: يمكن صياغة كلمة، أو جملة ما، باستخدام الأصابع؛ وذلك بتهجئة حروف الكلمة باستخدام الإشارات المُخصَّصة لكلّ حرف حتى تتشكَّل كلمة، أو جملة مُتكامِلة، وهذه الطريقة مفيدة في حال عدم معرفة الإشارات المُخصَّصة لكلّ كلمة.
- موضع واتّجاهات اليد في لغة الإشارة: قد تتشابه بعض الكلمات في حركتها، إلّا أنّها تختلف في المكان الذي تُوضَع فيه اليدان؛ لذا فإنّه لا بُدّ من معرفة المكان الصحيح للإشارة، حيث إنّ حركات لغة الإشارة تبدأ من المنطقة الواقعة بين الأذنين والجبين، وحتى منطقة الخصر، كما ينبغي التنبُّه إلى اتّجاه كفّ اليد أثناء عمل الإشارات التي تُعبِّر عن الكلمات.[٤]
- الأشكال الأساسيّة لليد: لكلّ لغة أشكال مُخصَّصة تُعبِّر عنها، وفيما يلي أهمّ الأشكال الأساسيّة المُستخدَمة في لغة الإشارة:[٣]
- اليد المُنقبِضة والمُتَّجهة للأعلى.
- اليد المُنبسِطة والمُتَّجهة للأعلى، بحيث تكون مواجهة للخارج.
- اليد المُنبسِطة والمُتَّجهة للأعلى، بحيث تكون مواجهة للخارج، والأصابع مُتباعِدة.
- اليد مُتَّجهة للأسفل، وأصابع اليدين مُنحنِية قليلاً.
- الأصابع مضمومة على بعضها.
- الأصابع تُشكِّل زاوية قائمة مع راحة اليدّ.
- الأصابع مُنحنِية للداخل، واليد مُتَّجهة للخارج.
- معرفة المفردات: إنّ للغة الإشارة قاعدة ضخمة من المفردات، كالأرقام، والاتّجاهات، والوقت، والأيّام، وغيرها الكثير؛ لذا فإنّ تعلُّم مفردات جديدة في اللغة كلّ فترة، يساعد على بناء لغة الإشارة لدى المُتعلِّم بشكلٍ مُستمرّ.[٤]
- قراءة علامات الوجه: لا تنحصر لغة الإشارة في حركة اليدين؛ فهي مُرتبِطة أيضاً بمنطقة الجِذع العُلويّ، والذراعَين، والرأس، والوجه، وحتى تتكامل لغة الإشارة، فإنّه لا بُدَّ من أن تعمل هذه الأجزاء كلُّها معاً، فعلى سبيل المثال، تحمل حركة الحواجب معنىً مُعيَّناً، حيث إنّك إذا وجّهتها للأعلى، فإنّها عندئذٍ تدلُّ على أنّ الشخص يطرح سؤالاً.[٤]
نبذة تاريخيّة عن لغة الإشارة
يعود تاريخ نشأة لغة الإشارة إلى القرن 16، عندما أوجدَ بعض المُتخصِّصين في رعاية الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصّة إشاراتٍ بسيطة؛ للتواصل مع الأطفال، ولإعطائهم المقدرة على التواصل مع الآخرين، حيث كانت هذه اللغة التعليميّة تُعطى للأطفال الذين يعانونَ من الصَّمَم في العائلات الثريّة، وكانَ الراهب الإسبانيّ "بيدرو دي بونسى" أوّل من بدأ بتعليم الأطفال الأثرياء لغة الإشارة عام 1555م، كما كُتِبَ أوّل كتاب لتعليم لغة الإشارة عام 1620م على يد الراهب الإسبانيّ "خوان بابلو بونيه"، وفي عام 1755م، أُقِيمت أوّل مدرسة لتعليم لغة الإشارة للأطفال في باريس، إذ تمّ إنشاؤها من قِبَل "ليبى شارلز" للأطفال الذين يعانون من الصَّمَم جميعهم في فرنسا، وتَبعه بعد ذلك العديد من الأشخاص الذينَ أنشأوا مدارس في مناطق عديدة من فرنسا؛ لتعليم هذه اللغة، وقد ابتكرَ الضابط الألمانيّ "صموئيل هينيك" وسيلةً لتواصُل الأشخاص الذين يُعانون من الصَّمم مع الآخرين، عن طريق قراءة الشفاه، ودونَ استخدام لغة الإشارة.[٣]
'المراجع
- ↑ Amy Tikkanen, Darshana Das (2-8-2010)، "Sign language"، www.britannica.com, Retrieved 18-8-2018. Edited.
- ↑ Adam Schembri (17-12-2016), "Explainer: what is sign language"، theconversation.com, Retrieved 18-8-2018. Edited.
- ^ أ ب ت د. محمد كامل (2004)، قاموس لغة الإشارة للأطفال الصمم، مصر: دار الطلائع، صفحة 37، 21،22،36 . بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث "How to Learn American Sign Language", www.wikihow.com, Retrieved 18-8-2018. Edited.
- ↑ Jamie Berke (6-2-2018), "Sign Language Basics for Beginners"، www.verywellhealth.com, Retrieved 18-8-2018. Edited.