خالد بن الوليد
أنعم الله تعالى على الإسلام بأن هدى إليه صُحبةً خيّرةً من الرجال والنساء، الذين عملوا على نشر دين الحق تحت قيادة الرسول محمد صلى الله عليه وسلَّم، وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ودافعوا عن الدين بكل ما أتاهم الله من قوّة، ومن هؤلاء الرجال خالد بن الوليد، المعروف بشجاعته وبقوته.
نسبه
هو خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي، ويلتقي مع النبي صلى الله عليه وسلم في نسبه إلى مرة بن كعب بن لؤي وهو الجد السابع للنبي صلى الله عليه وسلَّم، كما أنّ أمّه هي لبانة بنت الحارث بن حزن الهلالية أخت أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها، كان خالد بن الوليد (أبو سليمان) من سكان مكة المكرمة.
صفاته
اشتهر خالد بن الوليد بشجاعته وحبه للجهاد، فقد تربى على ذلك من خلال وراثته لمهنة أبيه؛ حيث عَهِدَت قريشٌ إلى المغيرة والد خالد وظيفة بناء خيمة وتجميع كل ما يحتاج إليه الجيش من عتادٍ وزادٍ والتي كانت تسمى القبة، وبعد وفاة المغيرة تولى خالد هذه المهمة، لذلك فقد ترعرع على الجهاد والقتال والحرب، وقد كان مشهوراً جداً بذكائه العسكري وبراعته، ولا يخفى على أحدٍ فكرته الذكيّة في يوم غزوة أحد التي سبب فيها خسارة المسلمين بعد انتصارهم، ومازالت خططه العسكرية تُدَّرس إلى اليوم في المعاهد والجامعات.
قصة إسلامه ولقبه
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلَّم يتطلّع إلى إسلامِ خالد بن الوليد، وعندما أسلَّم أخوه سأله النبي صلى الله عليه وسلم عن خالد وأنّه يأمل أن يسلَّم، فأرسل إليه رسالةً يحثه فيها على الإسلام، وفعلاً شرح الله تعالى قلب خالد إلى الإسلام وأسلَّم هو وعمرو بن العاص معاً وكان ذلك في (صفر سنة 8 للهجرة) قبل فتح مكة بستة أشهر.
أما عن سبب تسميته بسيف الله المسلول فقد كان ذلك بسبب غزوة مؤتة، حيث خرج جيش المسلَّمين لقتال الروم بعد أن عيّن لهم الرسول صلى الله عليه وسلَّم ثلاثة قادة هم: زيد بن حارثة، وجعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن رواحة، وكلهم استشهدوا في المعركة وكاد صف المسلمين أن يتزعزع لولا اختيارهم لخالد بن الوليد الذي استطاع أن يعيد الثقة إلى قلوبهم واستطاع بحنكته أن ينسحب من المعركة بكل سلامةٍ دون أن تطاردهم جيوش الروم، وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلَّم الناس بما حصل في المعركة، وقال عن خالد بن الوليد: "اللهم إنه سيف من سيوفك فانصره".
وفاته
لقد دافع خالد بن الوليد عن الإسلام دفاعاً مستميتاً، وكانت أمنيته الاستشهاد في المعركة، إلّا أن إرادة الله عز وجل كانت أن مات على فراشه بسبب المرض، حيث قال وهو يموت: (لقد شهدت مائة ألف زحف وما في موضع جسدي إلا وفيه ضربة سيف أو طعنة رمح أو رمية سهم ولكني أموت اليوم على فراشي حتف أنفي كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء)، وتوفي خالد بن الوليد في الشام عام 21 وكان عمره 60 سنة، رضي الله عنه وعن جميع الصحابة الكِرام.