محتويات
تحريم المعاصي
بيّن الله تعالى للإنسان الطّريقَ المُستقيم الّذي يجب عليه أن يسلكه من أجل الفوز برضاه؛ فبيّن له ما عليه فعله واتّباعه، وما عليه اجتنابه ممّا نهى عنه تعالى، ولكنّ الإنسان خلال حياتِه يَضعفُ في كثيرٍ من الأحيان أمام شهواته ووسوسة الشّيطان الذي هو عدوٌ للإنسان، وفي هذه اللحظات قد يضعُف ويرتكب المعاصي والآثام. تُوجد بعضُ الطّرُق التي من المُمكن أن يُقلّل من خلالها الإنسان من هذه اللحظات أو من حدّتها، وبهذا يستطيع اجتناب المعاصي والآثام.
حرّم الله تعالى بعض الأشياء على الإنسان؛ كشرب الخمر، والزّنا، وغيرها؛ لسببٍ يعلمه هو سبحانه، فهو الخبير بكلّ شيء، ولهذا فإنّ معرفة الإنسان بقُبحِ الذّنب الذي يرتكبُه تمنع أيّ عاقلٍ من ارتكابه، فإن ذهب الإنسانُ إلى طبيبٍ، ومنعه من تناول شيءٍ ما فسيُطيعه في ذلك؛ لأنّه يعلم أنّ في هذا الصّنف من الطّعام مضرّةً له حتى لو لم يعلم ما هو، ولله المثل الأعلى؛ فإن لم يعلم الإنسان السّبب الرئيسيّ وراء تحريم أمرٍ ما، فيكفيه أن يعلم أنّ هناك سبباً من وراء تحريمه، الله تعالى أعلم به فهو من قال:(وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ) [الأعراف:157].
طرق التقليل من ارتكاب المعاصي
الحياء من الله تعالى
من أراد أن يفعل معصيةً ما توارى عن أعين النّاس جميعاً؛ استحياءً منهم، ونسي أنّ الله تعالى خلقه ورزقه الطّعام والشّراب والمأكل والملبس، وجعله يمشي على أرضه وفي مُلكه، وهو الحيُّ القيّوم الذي لا ينام، ولا يسهو، ويعلم كلّ حركةٍ وسكنةٍ للإنسان، فإذا علم الإنسان بهذا كلّه فكيف له أن يعصيه؟
تجنّب أسباب المعاصي
يضعف الإنسان في كثيرٍ من الأحيان أمام شهواته ووسوسة الشّيطان، إلّا أنّ هذه الشّهوة والوسوسة تختلف في حدّتها؛ فمَن ينظر إلى المُحرَّمات ستوسوس له نفسه أكثر ممّن يُصلّي في المسجد، ولهذا أمر الله تعالى بغضِّ البصر، ومَن كان في جلسة شرب خمرٍ ومقامرة ستكون وسوسة نفسه أكبر، ولهذا حرّم الله تعالى مجالسة شارب الخمر أو المقامر قبل تحريم الخمر ذاتِه، ولهذا فعلى الإنسان تجنّب الأسباب التي تؤدي للمعاصي، فهو أهون بكثيرٍ من تجنب المعاصي ذاتها.
الرفقة الصالحة
المرءُ على دين خليله؛ فمن كان خليله شخصاً عاصياً لله تعالى فسيجرُّه لمعصيته، ومن كان خليله شخصاً صالحاً فسيجرّه معه لفعل ما يُرضي الله تعالى وسيمنعه من اقتراف المعاصي في حال ضعفه أمامها، ولهذا كانت الرّفقة الصّالحة هي من أكثر الأمور التي يهتمّ بها العلماء والصالحون.
تذكّر الموت
الموت يأتي بغتةً للإنسان؛ فمن أراد أن ينال رضا الله تعالى ومحبّته حرص كلّ الحرص على أن يلقى الله تعالى وهو يفعل ما يرضيه لا ما يعصيه به، وحتى لو لم يأت الموت للإنسان فعليه أن يتذكّر عاقبة الظّالمين الذين اتّبعوا شهواتهم، والذين بيّن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم بعض قصصهم لتكون عبرةً للناس، فكانت عاقبتهم جميعاً النّدامة والخسران.