يقول الشاعر أحمد شوقي:
تسامحُ النفس معنىً من مروءتها
- بل المروءةُ في أسمى معانيها
تخلقِ الصفحَ تسعدْ في الحياةِ به
- فالنفسُ يسِعدُها خلقٌ ويشقيها
التسامح هو خلق من أفضل الأخلاق وأطيبها، به تسمو الأرواح، وترتفع قدراً عند الخالق، فالتسامح هو التساهل في الحق دون إجبار، والتهاون في رد الأذى مع المقدرة، واللين في التعامل مع الآخرين، والحلم عن المسيء والصفح عنه، والتسامح من أعظم الصفات التي حث عليها الله في كتابه، حيث قال: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ).[١]فالإسلام دين التسامح الذي حث عليه في جميع أحكامه وتعاليمه.
إنّ للتسامح صور كثيرة، ولعلّ أعظمها تسامح النبي صلى الله عليه وسلم مع قومه، ففي الحديث الصحيح الذي رواه البخاري قال ابن مسعود عن حال النبي وهو يتعرض للضرب من قومه وقد نزل دمه على وجهه وهو يقول: (اللهمَّ، اغفِرْ لقومي؛ فإنهم لا يعلمون)،[٢] وقد يتسأل البعض كيف أكون متسامحاً؟ يكون التسامح برغبة الإنسان بأن يكون سعيداً لا يعكر صفوه شيء، فينسى الأفعال السيئة ويستحضر الجيّدة منها، ويكون أيضاً بأن يوسّع صدره فيتجاوزعن أخطاء الغير ابتغاء لمرضاة الله الذي يحبُّ العافيين عن الناس، كما يكون التسامح بترويض النفس وتعويدها على ذلك بالدعاء، والاستعاذة من الشيطان، والاستغفار عند الغضب والرغبة بالانتقام، وتزيد قدرة الفرد على التسامح بقراءة الآيات التي تحث عليه وبالتفكّر فيها، وبما أعدّه الله للمسامح من فضل كبير، وكذلك بالنّظر في الأحاديث النبوية، وصور التسامح التي وردت عن السلف الصالح، ففيها ما يروِّض النفس ويكبحها عن الانتقام الذي يدفعنا الشيطان إليه.
إن للتسامح آثار عظيمة على الفرد والمجتمع فهو شجرة طيبة تثمر طيب الثمر، فمتى كان الأفراد متسامحين ظهر المجتمع قوياً ومزدهراً خالياً من الأحقاد والضغائن التي تولّد المشكلات، كما أنّ التسامح يُكسب المسامح رضا الله، ويشعره بالراحة والسكينة والطمأنينة، ويدفع المسيء لتجنّب الإساءة في حياته لما رآه من صفحٍ وعفو عند خطئه.
فيديو التسامح وأهميته
تعرف على التسامح وأهميته من خلال الفيديو: