الصلاة
الصلاة بابٌ عظيمٌ من أبواب دُخول الجنةٍ، فرضها الله تعالى على عباده لتقربهم منه، وتحُطّ عنهم أوزارهم وسيئاتهم، وعددها خمس صلواتٍ في اليوم والليلة، لا مشقّة ولا نصب فيها على الخاشعين، ولكنها ثقيلةٌ على الساهين والمُنافقين، ففيها كلُّ السعادة والأنس والسرور، ويجب على العبد أن يكون على طهارةٍ ووضوء لتُتَقبّل منه وتَصِح، ولكن البعض يؤدون صلواتهم دون وضوءٍ، إما عمداً، وإما نسياناً وسهواً.
حكم الصلاة من غير وضوء
إن الطهارة من الحدثين الأصغر والأكبر شرطٌ من شروط صحة الصلاة، فالله عز وجل يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ) [المائدة: 6]، وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (لا تقبل صلاة بغير طهور) [صحيح مسلم].
إنّ الصلاة دون وضوء مع وجود الماء، والقدرة على استخدامه تُعدُّ كبيرةً من كبائر الذنوب إذا تعمّد العبد ذلك، ويجب عليه الاستغفار والتوبة لله تعالى من هذا الصنيع، واستشعار مراقبة الله تعالى العظيم، والاستحياء منه، وقال العلماء في بعض المذاهب بتكفير فاعله، وذلك في نظرهم من باب الاستهزاء والسخرية بالدين الحنيف، ولكن من كان ناسياً، وصلى صلاته من غير وضوءًٍ، ثمّ تذكر فلا إثم عليه، ولكنّ صلاته باطلة، وعليه الوضوء، وإعادة الصلاة مرّةً ثانيةً، أما من لم يجد الماء، أو يتضرر من استعماله والوضوء به بسبب مرضٍ شديد أو نحوه فشرع له الله عزّ وجلَّ التيمُّم، وقد بيّنت الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة صفة التيمُّم الصحيح وكيفيّته.
أركان الوضوء
ذُكِرت أركان الوضوء في القرآن الكريم، ويجب الترتيب في غسل أعضاء الوضوء، والموالاة بينها؛ أي عدم ترك فاصلٍ زمنيٍّ فيما بينها، كما يجب إيصال الماء لأعضاء الوضوء كلها بشكلٍ كاملٍ، وأركان الوضوء على الترتيب الآتي:
- غسل الوجه كاملاً.
- غسل اليدين إلى المرفقين.
- مسح الرأس.
- غسل الرِّجلَين إلى الكعبين.
نواقض الوضوء
يجهل الكثير من الناس أموراً تكون سبباً في انتقاض الوضوء، وبطلان الصلاة، وهذه النواقض بعضها متفقٌ عليها، وبعضها الآخر فيه خلافٌ بين العلماء:
- الردّة عن الدين الإسلاميّ.
- الخارج من السبيلين، سواء كان طاهراً أو نجساً كَثُر أم قلّ.
- سيلان الدم، أو القيح أو القيء بكثرةٍ، وذلك عند الحنابلة والحنفيّة، والأرجح عدم نقضه للوضوء.
- غسل الميت.
- ذهاب العقل، سواء بسبب الجنون، أو شرب المسكرات، أو النوم، أو الإغماء، ولكن من نام جالساً وهو في انتظارٍ للصلاة فلا ينتقض وضوؤه.
- لمس الدبر، أو القبل باليد مباشرة دون وجود حائل.
- أكل لحم الإبل.