محتويات
سيدنا يعقوب
سيّدنا يعقوبُ هو إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام، أمُّه رفقة بنت بتوئيل بن ناحور، وبن ناحور هو سيّدنا إبراهيم عليه السلام، ويعودُ أصلُ سيّدنا يعقوب إلى شعب بني إسرائيل. ولدَ سيّدنا يعقوب في فلسطين ولكنّه عاشَ في العراق؛ لِحقدِ أخيه العيصى عليه؛ بسببِ وراثتِه النبوّة عن أبيه إسحاق، حيث إنّ أمَّه خافت عليه فأمرتْه بالسفر إلى خاله لابان في العراق.
عندما وصل يعقوبُ إلى العراق واجتمع بخاله، أعجب بابنة خاله الصغرى راحيل، فتقدّم لطلب يدِها من خاله، فوافق خاله على طلبه ولكنّه اشترط عليه رعيُ أغنامه لمدّةِ سبع سنوات متواصلة، فوافقَ يعقوبُ على طلب خاله، وبعد انقضاء المدة قدّمَ لابان ابنتَه الكبرى ليئة ليعقوب على مرأى من الناس، وتجدر الإشارة أنّ ليئة كانت تتصفُ بالقبح وضعف العينين، على عكس أختها راحيل التي كانت تتصف بالجمال الشديد، وعندما سأل خاله عن سبب إقدامه على هذا الفعل، قال له إنّه ليس من عاداتهم تزويجُ البنت الصغرى قبل البنت الكبرى، ثم قال ليعقوب إذا كنت قد أحببتَ راحيل وأردت الزواج بها فعليك رعيُ الأغنام لمدّة سبعِ سنوات، فواقه سيّدنا يعقوب، وبالفعل بعد انقضاء المدة تزوج من محبوبة قلبه راحيل، والجدير بالذكر إلى أن الجمعَ بين الأختين في هذا الوقت لم يكن محرّماً، فتحريم الجمع بين الأختين نزل في كلٍّ من التوراة والقرآن الكريم بعد ذلك.
بعد عقد من الزمن وهَبَ لابان خال يعقوب كلّ واحدة من ابنتيه جارية، فكانت الجارية زلفي تابعة للابنة الكبرى ليئة، والجارية بلها تابعة للابنة الصغرى راحيل، حيث قامت الأختان بوهب الجاريتين إلى يعقوب.
زوجات وأبناء يعقوب
- ليئة: وهي الزوجة الأولى ليعقوبَ وأنجبَ منها ستّة أولاد.
- راحيل: الزوجة الثانية ليعقوب وأنجب منها سيّدنا يوسف عليه السلام، وهو أحبُّ الأبناء على قلبِ سيدنا يعقوب، وبنايمين وهو الابن الوحيد لسيّدنا يعقوب الذي ولد في فلسطين.
- زلفة: وأنجبَ منها أيضاً ولدين.
- بلها: وأنجب منها سيّدنا يعقوب ولدين.
- بذلك يتضح أنه كان لسيدنا يعقوب أربعُ زوجات، وأنجب منهنّ اثنيْ عشرَ ولداً.
فقدان سيدنا يعقوب يوسفَ عليهما السلام
كان يوسُف عليه السلام أحبّ الأبناء إلى قلب سيّدنا يعقوب عليه السلام، ويعود السبب في ذلك إلى أنّه الابنُ الأكبر لزوجتِه الراحيل التي كان يحبها حباً كبيراً، بالإضافة إلى أنه كان يرى فيه الحلم وأثر النبوة والعلم. عندما لاحظ أخوةُ يوسف حبّ أبيهم إليه دبّروا له المكيدة بعد تشاور بينهم، فقاموا بإلقائه في بئرٍ عميق، ثمّ ذبحوا شاة وغمسوا قميصَ يوسُف بدم الشاة، وعادوا إلي أبيهم يبكونه وقد زعموا أنّ الذئب أكل يوسُفَ، عندما كانوا يتسابقون، وعندما سمع سيدنا يعقوب بذلك حزن حزناً شديداً على فراقِ يوسُف، ولكنه كان يثق بأنّ يوسف حيّ يرزق، وبعد مرور أربعين عاماً عاد يوسف عليه السلام إلى أبيه.
وفاة سيدنا يعقوب
توفّي سيّدُنا يعقوب عليه السلام عند عمر 180 عاماً، وترك خلفه وصيّة يطلب فيها من يوسف عليه السلام بدفنِه بالقرب من قبر أبيه إسحاق، وبالفعل دفن سيدنا يعقوب في خليل الرحمن.