مدينة أور
تعتبر مدينة أور (Ur)، أو تل المقير في العراق، أحد المدن المهمة في جنوب بلاد ما بين النهرين قديماً، وتقع على بعد 225 كيلومتر جنوب شرق موقع بابل، وحوالي 16 كيلومتر غرب مصب نهر الفرات الحالي،[١] وهي مدينة سومرية هامة بين حوالي 2025 و 1738 قبل الميلاد، وتقع بالقرب من مدينة الناصرية الحديثة في أقصى جنوب العراق، على قناة مهجورة الآن لنهر الفرات، وقد غطت أور حوالي 242811.27 متر مربع، ومحاطة بسور المدينة، وعندما اكتشف عالم الآثار البريطاني تشارلز ليونارد وولي في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين، كانت المدينة عبارة عن تل، وهي تلة اصطناعية كبيرة على ارتفاع سبعة أمتار.[٢]
تاريخ مدينة أور
كانت مدينة أور مركزاً تجارياً هاماً، وذلك بسبب موقعها في نقطة محورية حيث يتدفق دجلة والفرات إلى الخليج العربي، وقد أثبتت الحفريات الأثرية في وقت مبكر، أن أور تملك ثروة كبيرة، وأن المواطنين يتمتعون بمستوى من الراحة غير معروف في مدن بلاد ما بين النهرين الأخرى، كما هو الحال مع المجمعات الحضرية الكبرى الأخرى في المنطقة، وقد بدأت المدينة كقرية صغيرة كان على الأرجح يقودها كاهن، وهوملك العائلة الأولى، ومعروف فقط من خلال قائمة الملك السومري، ومن النقوش على القطع الأثرية الموجودة في قبور أور.[٣]
اكتشاف مدينة أور
أجريت الحفريات الجدية الأولى في مدينة أور بعد الحرب العالمية الأولى، من قبل قاعة الموارد البشرية في المتحف البريطاني، ونتيجة لذلك تم تشكيل بعثة مشتركة من قبل المتحف البريطاني وجامعة بنسلفانيا، التي كانت تقوم بأعمال التنقيب تحت إدارة ليونارد وولي (Leonard Woolley’s) من عام 1922 حتى 1934م،[١] وقد تم اكتشاف ما تم تسميته بقبر الموت العظيم، وهو مجموعة من القبور، والمقابر الملكية، وقد كانت أور مدينة ذات حجم هائل، وثراء استمدت ثروتها الهائلة من موقعها على الخليج العربي، والتجارة التي سمح بها مع دول بعيدة مثل الهند.[٢]