أرقت لبرق مثل جفني ساهرا
- يقول ابن زمرك:
بدور بأوصاف الكمال استقلت
- غمام بفياض النوال استهلت
سيوف على الأعداء بالنصر سلت
- نجوم بآفاق العلاء تجلت
وإن ابا الحجاج سيفك منتضى
- وبدر بآفاق الجمال تعرضا
بنورك يا شمس الخلافة قد أضا
- وراقت على أعطافه حلل الرضى
فحل محلا من علاك ممهدا
- مليك له تعنو الملوك جلالة
يجرر أذيال الفخار مطالة
- وتفرق اسد الغاب منه بسالة
وترضاه انصار الرسول سلالة أزاهر في روض الخلافة اينعت
- زواهر في افق العلاء تطلعت
جواهر اغيت في الجمال وأبدعت
- وعن قيمة الاعلاق قدرا ترفعت
يسر بها الإسلام غيبا ومشهدا بعهد ولي العهد كرم عهده
- وأنجز في تخليد ملكك وعده
تنظم منهم تحت شملك عقده
- وأورثهم فخرا أبوه وجده
فأعلى عليا حين أحمد أحمدا ونجلك نصر يقتفي نجل رسمه
- أمير يزين العقل راجح حلمه
أتاك بنجل يستضاء بنجمه
- لحب رسول الله سماه باسمه
وأسكنتها في ظل برك جنة
- وألحفتها برد امتنانك جنة
وعمرت منها بالتلاوة مسجدا فلله عينا من رآهم تطلعوا
- غصونا بروض الجود فيك ترعرعوا
وفي دوحة العلياء منك تفرعوا
- ملوك بجلباب الحياء تقنعوا
أضاء بهم من افق قصرك منتدى وقد أشعروا الصبر الجميل نفوسهم
- وأضفوا به فوق الحلى لبوسهم
وقد زينوا بالبشر فيه شموسهم
- وعاطوا كؤوس الأنس فيه جليسهم
وأبدوا على هول المقام تجلدا شمائل فيهم من أبيهم وجدهم تفضل
- آي الفخر فيها بحمدهم
وتنسبها الأنصار قدما لسعدهم
- تضيء بها نورا مصابيح سعدهم
ولم لا ومن صحب الرسول توقدا فوالله لولا سنة قد أقمتها
- وسيرة هدي للنبي علمتها
وأحكام عدل للجنود رسمتها
- لجالت بها الأبطال تقصد سمتها
ذكرى الهجرة النبوية
- يقول عبد الرحيم محمود:
يوم مجد فات ما أجمل ذكره
- فيه لو نفطن آيات وعبره
فيه أن الحق إن حصنه
- قادر لم يستطع ذو البطل هدره
فيه أن الفعل أجدى للفتى
- مم كلام ما عهدنا قط أمره
فيه أن المال والأهل إذا
- لم يجودا ضحيا من اجل فكرة
فيه إن هم الفتى فليقتحم
- لا يخف ضحضاح ما ينوي وغمره
شرعة علمناها المصطفى
- ليتنا نمشي على شرعه إثره
فليحل السيف ما عقده
- غادر بيت للأوطان غدره
ليس مثل البطش في الدنيا فكن
- باطشا يرهب أهل الأرض شره
ضيع المضعوف لا ظفر له
- ونجا المضعوف لو طول ظفره
ودموع الذل ما رق لها
- قلب ظلم إن قلب الظلم صخرة
قوة المرء له حجته
- وهي إن يظلم تقف في الناس عذره
" وأعدوا " لم يقلها ربكم
- عبثا فلتحسنوا في " الذكر " نظره
لم تكن هجرة طه فرة
- إنما كانت على التحقيق كره
كانقباض الليث ينوي وثبة
- وانقباض الليث في الوثبة سوره
ورمى في السوح أبطالا لهم
- فوق سوح الموت تمراح وخطره
وانجلى العثير عن هاماتهم
- كللت بالغار من مجد وفخرة
نصروا الله فلم يخذلهمو
- بل جزاهم ربهم فوزا ونصرة
فمشوا في الناس نورا وهدى
- وبدوا فوق جبين الدهر غرة
ركزوا أرماحهم فوق العلا
- وحدى الحادي بهم عزا وشهرة
وأتينا نحن من بعد همو
- وأضعنا ما جنوا طيشا وغرة
يثغر السور علينا ونرى
- ثم ر نرتق بالأفعال ثغرة
ونرى الماكر في أمجادنا
- ثم لا نفسد للشقوة مكره
ونرى حد حمانا ناقصا
- كل يوم شطرة من بعد شطرة
ولنا في كل يوم قالة
- فأرونا فعلة في العمر مرة
لا يصون الحد إلا حدة
- ويذيب القيد إلا نار ثورة
ومذاق الموت أحلى في الوغى
- من حياة ضنكة في القيد مرة
ونفوس الخلق أعلاها التي
- إن تعش عاشت وماتت وهي حرة
لا تقولوا ما لنا من قدرة
- إن تريدوا ينخلق عزم وقدرة
إن فيكم لبقايا طيبات
- لم يزل في الدم مجراها وخيره
فانهجوا نهجا قويما واعملوا
- واعملوا لا تبخسوا " مثقال ذرة "
ما أضر الشعب كاليأس فإن
- يئس الشعب يكون اليأس قبره
هكذا نقضي ولم تبدر لنا
- غضبة في حقنا أية بدرة
ولنا ثأر على الناس وما
- نام من يطلب أن يدرك ثأره
هاجر الهادي إلى رجعى فإن
- نحن هاجرنا فماذا بعد هجره؟
قد خرجنا أمس من أندلس
- ودخلنا بعد في نيران حسره
وإذا نحن خرجنا في غد هل
- يحن الناس للأقصى بزوره؟
لا يخاف الناس إلا ظالما
- فاظلموا كونوا ذوي بأس وجسرة
ليس يحمي الحق إلا فتكة
- ويعيد فينا غير قسره
حار فكري
- يقول عبد المعطي الدالاتي:
حارَ فكري.. لستُ أدري ما أقولْ
أيُّ طُهر ضمَّه قلبُ الرسولْ
أيُّ نورٍ قد تجلَّى للعقولْ
أنتَ مشكاة الهداية.. أنتَ نبراسُ الوصولْ
أيُّ مدحٍ كان كُفْواً للشمائلْ
يا رسولاً بشَّرَتْ فيه الرسائل
أيُّ كونٍ نبويٍّ فيك ماثلْ
أنت نورٌ.. أنت طهرٌ.. أنت حَقٌّ هَدَّ باطل
قد تَبعنا سنةَ الهادي المطاعْ
فنجونا من عِثارٍ وضَياع
وشدَوْنا في سُوَيْعاتِ السَّماعْ
((طلعَ البدرُ علينا من ثنيّات الوداع))
أم المؤمنين تحدثنا
- قول عبد المعطي الدالاتي:
مَن ذا يفاخرُني بقـرب محمّـدٍ
- و محمـّدٌ في قلبـهِ آوانـي ؟!
يا زائراً قبرَ النبـيِّ مُسلِّماً!
- البيتُ بيتـي .. والمكانُ مكاني
في حجرتي يثوي هُنا بدرُ السّنـا
- في حجـرتي بجـوارهِ قمَـرانِ
أنا اِبنةُ الصِّدّيق حِبُِّ المصطفـى
- أنا أوّلٌ .. وهو الحبيبُ الثاني
ذاك الذي صحِبَ النبيَّ بهجـرةٍ
- عصمـاءَ تحكي قصةَ الإيمـانِ
هو ثانيَ الإثنيـنِ في الغارِ ، الذي
- فادى الرّسولَ، فهلْ له من ثانِ؟!
وهو الذي لم يخشَ لومةَ لائـمٍ
- لا ..لم يلِـنْ في رِدّة العُربـانِ
واللهِ ما استبقَ الصِّحابُ بأسْرهمْ
- في نيل أوج ِ الخيرِ والإحسـانِ
إلّا بدا الصِّدّيـقُ أوّلَ سابـقٍ
- فحِصانُ "عبدِ الله ِ" خيرُ حصانِ
ويلٌ لمنْ قد خـانَ آلَ محمّـدٍ
- إذ نالهـمْ و صِحـابَهُ بلسـانِ
لِلطّيّبيـنَ الطّيبـاتُ .. ألا ترى
- إذ صار في قلبِ الرّسولِ مكاني؟!
إنـّي " لَأمُّ المؤمنيـنَ" جميعِهـمْ
- هـذا قضـاءُ اللهِ في القـرآنِ