مرض داء الفيل
مرض الفلاريا أو داء الفيل هو مرض يصيب الجهاز الليمفاوي ممّا يؤدّي إلى التهاب في الأوعية الليمفاوية، وبالتالي يحدث تضخم بالمنطقة المصابة وغالباً تكون بالأطراف أو أجزاء الرأس أو الجذع، والمسبب لهذا المرض هو ديدان مسطحة تسمّى ديدان الفلاريا وهي عبارة عن طفيلات لها أنواع مختلفة وتختلف مكان الإصابة باختلاف هذه الأنواع (ليمفاوية، جلدية، وتجويفية)، وكل إنسان معرّض للإصابة بها حيث أّنها تصيب الإناث والذكور وكذلك جميع الأعمار، مرض الفلاريا ليس مميتاً لكنه يسبب مصاعباً لجميع نواحي حياة المصاب وذلك لأنّه يسبب تضخم بالمكان المصاب مثل القدم التي تصبح كقدم الفيل ومن هنا أتت التسمية بداء الفيل، وهو مرض معدٍ يتناقله البعوض من شخص لآخر.
لقد ذكرنا أنّ الفلاريا تصيب الجهاز الليمفاوي، والجهاز الليمفاوي هو عبارة عن جهاز دوراني يتكون من الأوعية الليمفاوية، وسائل يحتوي على كريات الدم البيضاء ويسمّى "الليمف"، والخلايا الليميفية، والعقد الليمفية، والطحال، والغدة الزعترية، ولوز الحلق، والنخاع العظمي، وهو جزء من جهاز المناعة فله دور كبير لمحاربة الأمراض أو الميكروبات التي تدخل لجسم الانسان، حيث إنّه يضخّم مكان الإصابة ليقوم بمحاربة المرض والقضاء عليه ثم يعود لحجمه الطبيعي، ولكن عند الإصابة بمرض الفلاريا تعيش ديدان الفلاريا الليمفاوية في أوعية الجهاز الليمفاوي وتدور مع الدم لأطراف الجسم، وهذا يؤدّي إلى ارتخاء الأوعية الليمفاوية وتورّمها وبالتالي تضخمها بشكل كبير وغير مسيطر عليه.
أعراض المرض
يحدث ارتفاع في درجة الحرارة وحمى، يصبح الجلد سميكاً ويغمق لونه ويتقرّح، ثمّ يحدث انتفاخ وتضخم للجزء المصاب، الرعشة والتعب، وبالإضافة إلى تأثيره الشديد على الأعضاء التناسلية الذكرية والأنثوية حيث يحدث سماكة بجلد القضيب وسخونة وألم عند الذكور، وتظهر طبقة سرطانية بالفرج مع طبقة متقرحة بين الفخدين وتضخم الغدد الليمفاوية بالأرجل عند الإناث، ويحدث هذا في مراحل متقدمة لكن بالمراحل الأولى يحدث الحمى والرعشة والبعض يحدث لهم احمرار وألم في الساعدين أو كيس الخصية وقد تستمر هذه الأعراض 3 أشهر لـ 12 شهراً من قرصة البعوضة، فقد يصعب تشخيص المرض مبدئياً وذلك لتشابه أعراضه الأولية مع الكثير من الأمراض لكن يجب أن يتمّ فحص الدم، وكذلك فحص انسداد الأوعية الليمفاوية من خلال الموجات فوق الصوتية.
الوقاية والعلاج
للأسف لا يوجد علاج لهذا المرض حتّى الآن، ولكن يمكن تخفيف وطأة المرض من خلال العقاقير والجراحة وتليين الساق المصابة، وإحداث خلل في تكاثر الديدان البالغة وقتلها، والجراحة التقويمية عند الإصابة في الأعضاء التناسلية، وللوقاية من المرض يجب تجنب لدغات البعوض والتخلّص منها قدر الإمكان؛ لأنّها السبب الرئيسي للعدوة، وذلك من خلال وضع ناموسية أثناء النوم، وكذلك استخدام طارد البعوض، والقيام بردم المستنقعات والبرك وذلك لأنّها تعدّ مكاناً لتجمّع البعوض، والهواء البارد أيضاً يثبّط نشاط البعوض.