يجب على كل شخص قادر أن يعمل و ذلك ليحصل على رزقه دون الحاجة إلى الناس ، و من الأحاديث التي وردت عن الرسول في العمل :
- قال رسول الله:"ما بعث الله نبياً إلا رعى الغنم, قالوا: وأنت يا رسول الله؟ قال: وأنا كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة" وعمل في التجارة عند خديجة رضي الله عنها.
قالَ الحافِظُ ابنُ حجَر في "فتح الباري شرح صحيح البخاري "(كتاب الإجارة ج4، ص441): "قال العلَماء: الحكمةُ في إلهام الأنبياء مِن رَعي الغَنم قبلَ النّبوةِ أن يحصلَ لهم التَّمَرُّنُ بِرَعْيِها على ما يُكَلَّفُونَه مِنَ القِيام بأمرِ أُمَّتِهِم، ولأنَّ في مُخالَطَتِها ما يَحْصُلُ لَهُم الحِلْمُ والشَّفَقَة لأنهم إذا صَبَروا على رَعْيِها وَجَمْعِها بَعدَ تَفَرُّقِها فِي المَرْعَى وَنَقْلِها مِن مَسْرَحٍ إلى مَسرحٍ وَدَفْعِ عَدُوِّها مِن سَبُعٍ وغَيرِه كالسَّارِقِ وعَلِمُوا اختِلافَ طِباعِها وشِدَّةَ تَفَرُّقِها مَع ضَعْفِها واحتِياجِها إلى المُعاهَدَةِ، أَلِفُوا مِن ذلِكَ الصَّبْرَ على الأُمَّةِ وعَرَفُوا اختِلافَ طِباعها وتَفاوُتَ عُقُولِها فجَبَرُوا كَسْرَها ورَفَقُوا بِضَعِيفِها وأحْسَنُوا التَّعاهُدَ لها فيكونُ تَحَمُّلُهم لِمَشَقَّةِ ذلِكَ أسْهَلَ مِمّا لو كُلِّفُوا القِيامَ بذلِكَ مِن أوَّلِ وَهْلَةٍ لِمَا يَحْصُل لَهُم مِن التَّدْرِيجِ على ذَلِكَ بِرَعْيِ الغَنَمِ، وخُصَّتِ الغَنَمُ بذلِكَ لِكَوْنِها أَضْعَفَ مِن غَيْرِها، ولِأَنَّ تَفَرُّقَها أكْثَرُ مِن تَفَرُّقِ الإِبِلِ والبَقَرِ لإمْكانِ ضَبْطِ الإِبِلِ والبَقَرِ بالرَّبْطِ دُونَها في العادَةِ المَألُوفَةِ، ومعَ أكْثريّة تَفَرُّقِها فهي أسْرَعُ انْقِيادًا مِن غَيْرِها" اهـ
- عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يغرس غرسًا ، أو يزرع زرعا ، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة، إلا كان له به صدقة".
ال النّوويُّ في شرح مسلم:
“في هذه الأحاديثِ فَضِيلةُ الغَرْسِ وفضِيلةُ الزَّرْعِ وأنّ أجْرَ فَاعِلِي ذلكَ مُستَمِرٌّ ما دامَ الغَرْسُ والزّرْعُ وما توَلّدَ منهُ إلى يومِ القيامةِ“.وقوله صلى الله عليه وسلم: ولا يَرْزَؤه أي يَنقُصُه ويَأخُذُ مِنه.وفي تحفةِ الأَحْوَذِيّ: “قال في القاموس غَرَسَ الشّجر يَغْرِسُه أثْبَتَه في الأرْضِ“.وروايةُ أحمدَ :“ما مِن رجلٍ يَغرِسُ غَرسًا إلا كتَبَ اللهُ لهُ منَ الأجْرِ قَدْرَ ما يَخْرُج مِنْ ثَمَر ذلكَ الغَرْسِ“.قال المُناوي: “مُقتضَاه أنّ أجْرَ ذلك يَستَمِرّ ما دام الغَرْسُ مأكولا منه ولو ماتَ غَارِسُه“.ونَقلَ الطِّيْبِيُّ عن مُحي السُّنّةِ ِأنّ رجُلا مَرّ بأبي الدّرداءِ وهو يَغرِسُ جَوْزَةً فقال أتَغْرِسُ هذِه وأنتَ شَيخٌ كبيرٌ وهذهِ لا تطعَمُ إلا في كَذا وكذا عامًا ، فقال ما عليَّ أن يكونَ لي أجرُها ويَأكُلُ منها غيْرِيوفي عُمدة القَارِي شرحِ صحيح البخاريّ“وأمّا حديث أبي الدرداء فرواه أحمد في مسنده عنه أنّ رجلا مرّ به وهوَ يَغرِسُ غَرْسًا بدمشقَ فقالَ أتَفعَلُ هذا وأنتَ صَاحبُ رسولِ الله، فقالَ لا تعْجَلْ عليّ سمعتُ رسول الله يقول:” مَنْ غرَسَ غَرْسا لم يأكلْ منه ءادميّ ولا خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ الله إلا كان لهُ به صدقةٌ ”قال في فيض القدير:“أي يُثابُ عليه ثوابَ الصّدقَةِ وإن لم يكن باختِيارِه ولم يَعْلَمْ بهِ“
- عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن قامت الساعة، وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا تقوم حتى يغرسها، فليغرسها".
والحديث قال عنه الهيثمي : ورجاله ثقات وأثبات.وقال عنه الأرناؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم، وصححه الألباني في الصحيحة.ومعناه: أن المسلم يستمر في عمل الخير ومنه الغرس، ولو كان قبل القيامة بلحظات، فإنه مأجور على ذلك.