سفينة نوح
سيدنا نوح عليه السلام أحد أنبياء الله عز وجل، وكما عرف عنه ووصلنا من الأحاديث والقرآن الكريم، أنّ قوم سيدنا نوح طغوا في الأرض وحذّرهم نبي الله نوح عليه السلام من غضب الله سبحانه وتعالى، وأنذرهم الله تعالى بعذاب شديد بطوفان يبتلعهم ولكنهم أعرضوا وأبوا، وكان من القوم امرأة سيدنا نوح وابنه اللذين لم يستجيبا لسيدنا نوح، فأمر الله سبحانه وتعالى سيدنا نوح ببناء سفينة، قال تعالى: ﴿فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ﴾ صدق الله العظيم، وأخذ كل من آمن معه فيها ومن الحيوانات من كل نوع زوجين، وركب مع سيدنا نوح كل من آمن معه وابتلع الطوفان المعرضين.
قصة سفينة نوح عليه السلام
قوم سيدنا نوح كان يأكل كبيرهم صغيرهم، ظلموا وبغوا ورفضوا الاستجابة لسيدنا نوح عليه السلام، ولكن سيدنا نوح عليه السلام لم يمل من دعوتهم، فعلى الرغم من إعراضهم استمرّ في هدايتهم في كل يوم، واستمر في دعوة الله لهم ولكن قوم نوح تكبّروا ولم يستجيبوا، وبعد أمر من الله وإنغماس قومه بالمعاصي بدأ سيدنا نوح ببناء السفينة، وفي أثناء بناء السفينة لم يكّف أبناء قومه في إيذائه والاعتداء عليه بالضرب إلى أن تسيل دمائه والاستهزاء به وبمن اتبعه من المؤمنين، والضلال تفشّى في القوم وابن سيدنا نوح كان من الغابرين أيضاً وكان سيدنا نوح يدعو الله له كثيراً، قال تعالى: ﴿وَنادى نُوحٌ رَبَّهُ فَقالَ: رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي ﴾ صدق الله العظيم.
بعد ثمانين سنة من عمل سيدنا نوح في بناء السفينة اكتمل بناؤها، وفي يوم عاصف أمر سيدنا نوح من اتبعه من قومه بركوب السفينة، وكان عدد الذين آمنوا به ثمانين شخصاً فقط، وحمل معه من الحيوانات من كل زوج إثنين، فأخذ معه من الضأن اثنين ومن المعز اثنين، ومن الإبل اثنين، ومن البقر اثنين، ومن الغزال اثنين، ومن الخيل اثنين، ومن الفيل اثنين،.. وهكذا، بعد ذلك أخذ الطوفان كل من أعرض من قومه.
مكان سفينة نوح عليه السلام
قال تعالى: (وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)، جبل الجودي هو المكان الذي رست عليه سفينة سيدنا نوح ويقع في جنوب تركيا كما يقال، ولكن لا أحد يعلم إن كان هذا الأمر حقيقيا أم لا، حيث إنّ هناك باحث بريطاني قام باكتشاف أجزاء ما تبقى وآثار السفينة على جبل جودي في اليمن حيث إنّ الأبحاث والدراسات التي أجريت على السفينة كانت مطابقة لصفات السفينة الأصلية والله تعالى أعلم.