محتويات
تعريف الغيبة
تعرّف الغيبة بأنّها ذكر الإنسان لأخيه الإنسان بما يكره، ومثال عليها أن يكون النّاس مجتمعين في مجلسٍ معين، فيأتي ذكر فلان من النّاس فينبري أحد الجالسين لذكره بالسّوء، فيقول مثلًا إنّ فلاناً أخلاقه سيّئة، أو إنّ فلاناً رجلٌ لا يحسن الكلام، فهذا الحالة من الذّكر والكلام هي الغيبة، ذلك بأنّ من يتحدّث عنه النّاس يكون غائبًا عن أنظارهم، أمّا إذا كان هذا الإنسان الذي يتحدّثون عنه معهم، فلا تُعتبر غيبة لأنّه حاضرٌ بينهم، وإنّ الغيبة محرّمة سواء كان الكلام الذي يذكره الإنسان عن الشّخص المغتاب صحيحًا أم لا، فإذا كان صحيحًا فهذه غيبةٌ محرّمة، وإنّ كان الكلام غير صحيح فهذا أشدّ جرمًا؛ لأنّه نوعٌ من أنواع البهتان، وإنّ أدلة تحريم الغيبة في القرآن الكريم وفي سورة الحجرات تحديداً، قال تعالى: ( يا أيّها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظّنّ إنّ بعض الظّنّ إثم، ولا تجسّسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحبّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتًا فكرهتموه واتّقوا الله إنّ الله توابٌ رحيم )
تعريف النّميمة
أمّا النّميمة فهي السّعي بين النّاس بالإفساد والفتنة بنقل كلام النّاس عن بعضهم بعضاً، ولا شكّ في أنّ هذا السّلوك جرمه كبير؛ لأنّه قد يؤدّي إلى الفتنة والعداوة والبغضاء بين المسلمين، ومثال على النّميمة أن يأتي رجلٌ إلى رجل ليقول له إنّ فلاناً يقول عنك كذا وكذا، والنّميمة هي محرّمة مجرّمة في شريعتنا بلا شكّ؛ لأنّها من أشكال الفتنة، كما أنّ النّبي عليه الصّلاة والسّلام مرّ يومًا على قبر يُعذّب صاحبه بسبب أنّه كان يمشي بالنّميمة بين النّاس.
الفرق بين الغيبة والنميمة
وبالتّالي فإنّ الفارق بين الغيبة والنّميمة يُدرك من تعريف كلّ منهما، كما أسلفنا فحال الغيبة يختلف عن حال النّميمة، ففي الغيبة يذكر المغتاب الرّجل بما يسوؤه في غيبته، بينما في النّميمة يذكر النّام كلام الرّجل عن أخيه المسلم بقصد إحداث الفتنة بينهما.
آثار الغيبة والنميمة في المجتمع
ولا شكّ في أنّ آثار الغيبة والنّميمة وخيمةٌ على الفرد والمجتمع، فهي تؤدّي إلى إحداث الشّرخ بين مكوّنات المجتمع الإسلامي، بإحداث العداوة والبغضاء بين المسلمين، وإحداث الفتن التي جاءت الشّريعة الإسلاميّة لوأدها في مهدها.