علاقة المؤمن بربه
خلقنا الله سبحانه وتعالى لعبادته، فقال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ) [الذاريات:56] ويختلف مسلم عن آخر في مدى إخلاصه وصدقه في هذه العبادة، تبعاً لاختلافهم في قوَّة الإيمان بالله وثماره، وعليه فهناك واجبات للمؤمن الصادق يتميَّز بالتزامه وقيامه بها نحو خالقه سبحانه وهي صفات وأعمال تعكس صدق إيمانه، وسلامة فهمه لرسالته، وفيما يأتي ذكر لبعضها، وكذلك بيان لآثار تميِّزالمسلم بالتزامه بها.
صفات المؤمن وواجبه تجاه خالقه
- قوَّة الإيمان بالله سبحانه وتعالى.
- قوَّة محبَّة المؤمن لخالقه، وتتبلور بشكل واضح في طريقة تلقي المؤمن لأوامر الله، وكيفيَّة تعامله مع نواهيه.
- تقديم أوامر الله سبحانه على كل شيء لديه، حيث تُعَظَّم لديه كل هذه الأوامر، وتهون له كل رغبات معها.
- إخلاص العبادة لله سبحانه والبعد عن المعاصي، وذلك بمطابقة الظاهر للباطن، فنجد المؤمن لا يعصي الله في السر ويطيعه في العلن.
- خوفه من الله سبحانه واستشعار رقابته في الأقوال والأفعال، فكلُّ أفعاله وأقواله واقعة ضمن المراقبة الذاتيَّة والمساءلة، والمعيار في ذلك مدى طاعة الله سبحانه فيها.
- حسن التوكُّل الصحيح على الله سبحانه المقرون بالأخذ بالأسباب، وهذه سمة يتميَّز به المؤمن الواعي في فهمه، ففرق لديه بين التوكل والتواكل، فالتوكُّل عند المؤمن يكون دائماً مقروناً بالأخذ بالأسباب.
- إقباله نحو العبادة بهمّة وحيوية وشوق، بشكل يستشعر فيه لذَّة العبادة وحلاوة المناجاة.
- محافظته على الفرائض، وإكثاره من النوافل.
- الإكثار من الذكر والاستغفار، وهي صفة المؤمنين الصادقين، فالذكر بالنسبة لهم تعظيم ممزوج بالحبِّ لله سبحانه.
- الأنس بالله والشوق للقائه، ويتجلَّى ذلك في طريقة عبادة المسلم لله، ونظرته للموت، وأثر ذلك في حياته.
ثمار القيام بالواجبات تجاه الله
ومتى قام المؤمن بواجب العبوديَّة الصحيحة لله سبحانه فإنَّه ينعم بعدة فوائد ومكاسب، منها:
- طمأنينة النفس وشعورها بالسعادة.
- استقامة السلوك، حيث إنَّ محبّة الله سبحانه والطمع في جنته، والخوف من عقابه، واجتناب نواهيه هو الموجِّه لسلوك المؤمن دائماً.
- كسب محبَّة الله سبحانه وهي ثمرة لازمة ونتيجة محققة لتميّز المؤمن بعلاقته الجيَّدة نحو خالقه.
- كسب محبة النَّاس وألفهم له.
- توفيق الله سبحانه وتعالى له في الدنيا، واستحقاق عونه وتأييده له، لما جاء في الحديث القدسي: (إنَّ اللهَ قال: من عادَى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحربِ، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ ممَّا افترضتُ عليه، وما يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ حتَّى أُحبَّه، فإذا أحببتُه: كنتُ سمعَه الَّذي يسمَعُ به، وبصرَه الَّذي يُبصِرُ به، ويدَه الَّتي يبطِشُ بها، ورِجلَه الَّتي يمشي بها، وإن سألني لأُعطينَّه، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه)
- الفوز برضى الله سبحانه واستحقاق جنته.
- إن تميُّز المؤمن بأداء واجباته نحو خالقه هو عنصر مهم في سعادته وتوفيقه في الدنيا، وعامل استقرار له فيها، وفوز ونجاة يوم القيامة، وهذا نتاج سلامة تصوُّر المسلم لدوره الحقيقي في الكون ورسالته.