محتويات
حذيفة بن اليمان
هو حذيفة بن اليمان العبسي الغطفاني القيسي، وهو أحد صحابة رسول الله عليه السلام، أبوه هو الصحابي بن جابن بن عدنان، أمّا أمّه فهي رباب الأشهلية، له ثلاث أخوات، وثلاثة إخوة، ولد في مدينة مكة المكرمة، ثمّ انتقل للعيش في المدينة المنورة، إلا أنّه قد وافته المنية في منطقة المدائن ودُفن هناك، وفي هذا المقال سنذكر بعض المعلومات عن حذيفة بن اليمان.
حياة حذيفة بن اليمان
اضطر والده اليمان إلى مغادرة مكة والذهاب إلى يثرب وذلك لثأرٍ قديم كان عليه، وعندما سمع عن دعوة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام إلى الإسلام، ذهبت مجموعة من الأوس والخزرج لمبايعته، إلا أنّ حذيفة بن اليمان لم يكن معهم، ولكنه كان قد أسلم قبل مشاهدة الرسول عليه السلام، ويُشار إلى أنّه حينما التقى به سأله فيما إذا كان من المهاجرين أم الأنصار، فأجابه عليه السلام أنه مع الاثنين.
حذيفة حافظ سر رسول الله عليه الصلاة والسلام
كان يُلقب حذيفة بن اليمان بحافظ أسرار الرسول، حيث ائتمنه على أسماء المنافقين والمشركين المحيطين بهم، دون أن يكشفه لأحد، ويُشار بأن الخليفة عمر بن الخطاب كان إذا أقام صلاة على أحد الأموات يحرص على أن يكون حذيفة بن اليمان موجوداً، ولذلك لمعرفة إذا كان الميت من المنافقين، فلا يصلون عليه.
غزوات حذيفة بن اليمان
شارك حذيفة بن اليمان غزوات الرسول وفتوحاته، باستثناء غزوة بدر، ويعود السبب إلى أنّه كان مسافراً قبل الغزوة، فاعتقله الكفار، حيث أخبرهم أنّه كان مسافراً إلى المدينة، وليس له أي علاقةٍ بالإسلام أو الرسول محمد، ووعدهم أنه لن يقاتلهم، وعندما وصل إلى رسول الله أخبره أنّ الكفار يعزمون لمهاجمة المسلمين، فمنعه رسول الله من المشاركة في الغزوة، حتى يستطيع أن يحافظ على وعده. قتل الصحابي اليمان والد الصحابي حذيفة في معركة أحد بالخطأ على يد المسلمين، حيث جاء يصرخ إليهم ويقول "هذا أبي"، فاعترى المسلمين الخجل والحزن، ولكن نظر إليهم وقال: (غفر الله لكم، وهو أرحم الراحمين)، ثم انطلق بعدها إلى ساحة القتال يُدافع عن رسول الله والإسلام، وبعد انتهاء الغزوة علم رسول الله بمقتل اليمان، فأمر بإعطاء حذيفة ديّة من المال، إلا أنّه تصدّق بها للمسلمين.
حكم حذيفة بن اليمان للمدائن
ولّى عمر بن الخطاب حذيفة بن اليمان والياً على مدينة المدائن، فخرج إليهم على حماره، وكان يمسك بيديه رغيفاً، وعندما وصل إليهم استغربوا من منظره، فقال لهم: (إياكم ومواقف الفتن)، وعندما سألوه عن مقصده، طلب منهم ألا يمدحوا الولاة والأمراء فيما ليس فيهم، كما طلب منهم ألا يكذبوا عليه.
وفاة حذيفة بن اليمان
توفّي الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان في 36هـ، وذلك بعد مقتل الخليفة الراشدي عثمان بن عفان، وعندما دخل عليه أصحابه رأوه يبكي، ما أبكي أسفاً على الدنيا، بل الموت أحب إليّ، ولكنّي لا أدري على ما أقدم على رضىً أم على سخطٍ). ودخل عليه بعض أصحابه، فسألهم: (أجئتم معكم بأكفان ؟) قالوا: (نعم) قال: (أرونيها) فوجدها جديدة فارهة، فابتسم وقال لهم: (ما هذا لي بكفن، إنما يكفيني لفافتان بيضاوان ليس معهما قميص، فإني لن أترك في القبر إلا قليلاً، حتى أبدل خيراً منهما، أو شراً منهما) ثم تمتم بكلمات: (مرحباً بالموت، حبيب جاء على شوق، لا أفلح من ندم).
في عام 1933م، تم نقل جثمانه إلى جانب سلمان الفارسي بأمر من الملك غازي، وذلك نتيجة دخول مياه دجلة إلى داخل قبره.