الإحسان إلى اليتامى
أمرَّ الله سبحانه وتعالى عباده بالإحسان إلى الأيتام، حيث ورد ذلك في مواضع كثيرة من الآيات القرآنيّة؛ حيث يقول الله تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى)،[١] فالإحسان إلى اليتيم من أعظم القُربات التي يتقرب بها العبد من ربه، وهي نوع من أنواع البر، كما بشّر النبي كل من يُحسن إلى اليتامى ولو بمجرد المسح على رؤوسهم بالحسنات الكثيرة.[٢]
التربية الحسنة
يُمكن رعاية اليتيم من خلال تربيته تربية سليمة وصالحة، وهذه التربيّة سوف تغرس في قلب اليتيم الأخلاق الإيمانيّة الحميدة، وتكون التربية من خلال قراءة القصص القرآنيّة، وتوضيح عظمة الخالق سبحانه وتعالى، كما تكون التربية أيضاً من خلال عرض القصص النبويّة؛ وذلك من أجل الاقتداء بالنبي محمد صلّى الله عليه وسلّم، وخلاصة القول إنَّ النفس البشريّة تهوى سماع القصص والتشويق، ومن هذا المنطلق فإنَّ القصص ستساعد على تربية الطفل اليتيم تربية جادّة وهادفة بإذن المولى جلّ في عُلاه.[٣]
كفالة اليتيم
تُعتبر كفالة اليتيم أحد طرق رعايته، ويُقصد بكفالة اليتيم الاهتمام بأموره وجميع مصالحه، ولا يُشترط في الكفالة أن يعيش اليتيم في بيت كافله، ولكنها تكون من خلال الإنفاق عليه، ورعايته، والاهتمام بمصالحه حتّى لو كان هذا اليتيم في مكان آخر، أو في بيت أبيه المتوفى ومع أمه، كما يُمكن إرضاع اليتيم إذا كان صغيراً وفي سن الرضاعة؛ وبذلك يُصبح اليتيم من محارم الكافل، والجدير بالذكر هُنا أنَّ كفالة اليتيم لها أهمية ومكانة مميزة في الإسلام؛ حيث حثَّ الإسلام على رحمة اليتامى الفقراء البائسين، وتعويضهم عمّا فقدوه من حنان أبيهم،[٤] حيث يقول رسولنا الكريم: ( أنا وَكافلُ اليتيمِ في الجنَّةِ هَكَذا. وأشارَ بالسَّبَّابةِ والوُسطى، وفرَّجَ بينَهما شيئًا).[٥]
طرق رعاية اليتيم
هناك العديد من الطرق لرعاية الطفل اليتيم ومنها ما يلي:[٦]
- الحنان والعطف عليه.
- تعليم اليتيم النظام.
- شكر الطفل والثناء عليه عندما يُمارس أيّ سلوك إيجابي وحسن.
- تجاهل بعض الممارسات الخاطئة التي قد يقع بها اليتيم، ولكن يجب التدخل إن كانت هذه الممارسات تُشكل خطراً أو مضرةً على صحته، ويجب ألّا يتم مقابلة هذه السلوكيات بالعقاب البدني؛ لأنّ هذا العقاب سيتحول إلى نتيجة معاكسة.
- إشغال وقته بالأنشطة والأعمال المختلفة والمفيدة.
- العناية به، والصبر عليه وتحمله، ولا يُفضل مقارنته بغيره.
- التعامل الحكيم معه؛ فالجميع يعلم أنَّ العناد هي الصفة الدارجة بين الصغار؛ ولذلك فالحكمة هي الحل الوحيد.
- الذهاب معه في نزهة بالخارج.
- الإكثار من الدعاء له بالهداية والتوفيق.
- الاستماع إليه؛ لأنّ الاستماع يزيد من الراحة النفسيّة لليتيم.
- إعطائه فرصة للتعبير عن رأيه، وعدم الاستهزاء منه أو توبيخه.
- إدخال الفرح والسرور إلى نفسه؛ ويُعدُّ هذا من أعظم القُربات إلى الله تعالى.[٣]
- الحديث معه بإحسان ولين؛ أي التفوّه معه بالكلام الطيب الحسن.[٣]
المراجع
- ↑ سورة النساء، آية: 36.
- ↑ "خير الصحبة صحبة اليتيم"، www.islamstory.com، 1-4-2009، اطّلع عليه بتاريخ 30-4-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "فن التعامل مع اليتيم"، www.islamstory.com، 1-4-2009، اطّلع عليه بتاريخ 30-4-2018. بتصرّف.
- ↑ "كفالة اليتيم.. فضلها وكيف تتحقق"، www.fatwa.islamweb.net، 29-6-2003، اطّلع عليه بتاريخ 30-4-2018. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم: 5304، صحيح.
- ↑ يمنى زكريا (26-4-2017)، "التعامل مع اليتيم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-4-2018. بتصرّف.