السمك البيّاض
تُعدُّ الأسماك ومنتجاتها من العناصر الأساسيّة في الأنظمة الغذائيّ الصحيّة؛ وذلك كونها تُقدّم العديد من الفوائد الصحيّة لجسم الإنسان، كما أنّ لها دوراً مُهمّاً في تحقيق الأمن الغذائيّ وتوفُّر الطعام حول العالم،[١] ويُعدّ سمك البيّاض أحد أهمّ الأسماك الموجودة في المياه العذبة في دولة مصر تحديداً، ومن الجدير بالذكر أنّ هذا النوع من الأسماك ينتمي إلى فصيلة البيّاضيات (بالإنجليزيّة: Bagridae)، والتي تضُمّ نوعين من سمك البيّاض (بالإنجليزيّة: Bagrus)، وهما سمك البياض الأفريقيّ (بالإنجليزيّة: Bagrus bajad)، وسمك الدقماق (بالإنجليزيّة: Bagrus docmac)،[٢] ويتراوح طول سمك البيَّاض من 29 إلى 34 سنتيمتراً، وقد يصل طولها في بعض الأحيان إلى 112 سنتيمتراً، بينما قد يصل وزنها في أقصى حالاته إلى 12.5 كيلوغراماً.[٣]
فوائد السمك البياض
على الرغم من عدم توفر معلوماتٍ كافية حول القيمة الغذائية أو الفوائد المُرتبطة باستهلاك سمك البياض تحديداً، إلّا أنَّ الأسماك بشكلٍ عام تتميَّزُ بارتفاع مُحتواها من أحماض أوميغا 3 الدهنيّة التي تُساهم في دعم النموّ وتطوّر الجسم، والحفاظ على وظائف الدماغ وأعضاء الجسم الأخرى، بالإضافة إلى تقليل خطر الإصابة بالعديد من الأمراض، ولضمان الحصول على الكميّة التي يحتاجها الجسم من أحماض أوميغا 3 الدهنيّة فإنّه يُنصح بتناول الأسماك مرة أو مرتين على الأقل أسبوعيَّاً، كما يُنصح الأشخاص النباتيين بتناول مُكملات أحماض أوميغا 3 الدهنيّة المصنوعة من الطحالب الدقيقة (بالإنجليزيّة: Microalgae)، ومن الجدير بالذكر أنّه يُنصح للحوامل والمُرضعات بتناول كميّات كافية من أحماض أوميغا 3 الدهنيّة؛ حيثُ إنّ حمض الدوكوساهكساينويك (بالإنجليزيّة: Docosahexaenoic acid)، والذي يُعرف اختصاراً بـ DHA؛ مُهمٌّ لنموّ وتطوّر العينين والدماغ، إلَّا أنَّ بعض أنواع الأسماك تحتوي على كميّاتٍ عالية من عنصر الزئبق الذي قد يؤدي إلى مشاكل في تطوّر الدماغ.[٤]
وبالإضافة إلى ذلك تحتوي الأسماك على كميّاتٍ جيّدة من فيتامين د؛ وهو من الفيتامينات الذائبة في الدهون والتي يُنصح بتناولها إلى جانب الأطعمة الدهنيّة لتعزيز امتصاصها في الجسم، ومن الجدير بالذكر أنّ فيتامين د يُساهم في امتصاص الكالسيوم، وتطوّر العظام بالإضافةِ إلى الحفاظ على وظائف الجهاز المناعي، والتخفيف من الالتهابات،[٥] كما تحتوي الأسماك أيضاً على فيتامينات أخرى؛ كفيتامين ب2، بالإضافة إلى العديد من المعادن كالكالسيوم، والحديد، والزنك، واليود، والمغنيسيوم، والبوتاسيوم، وتجدرُ الإشارة إلى أنَّ جمعية القلب الأمريكية (بالإنجليزية: American Heart Association) تُوصي بتناول الأسماك مرتين على الأقل أسبوعيَّاً كجزء من النظام الغذائي الصحي، وذلك لأنّ الأسماك غنيٌةٌ بالعناصر الغذائيَّة التي قد تُساهم في خفض مستويات ضغط الدم، وتقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبيَّة، والسكتات الدماغيَّة.[٦]
أضرار الأسماك
على الرغم من عدم وجود معلومات كافية حول درجة أمان أو محاذير تناول سمك البياض، إلَّا أنَّ هناك بعض المحاذير المُتعلقة بتناول الأسماك بشكلٍ عام، ومنها ما يأتي:
- الزئبق: والذي يُعدّ من الملوثات المُحتمل وجودها في العديد من الأسماك، وهو من المعادن السامّة وقد يُؤدي تناول كميّاتٍ كبيرة منه إلى حدوث طفرات جينيَّة، أو تلف في الدماغ، والكليتين، وبشكلٍ عام تحتوي الأسماك كبيرة الحجم على كميات أكبر من الزئبق؛ وذلك لأنّها تكون قد قضت وقتاً أطول في المُحيط مما يُساهم في تراكم الزئبق في أجسامها، لذلك يُنصح بتناول أنواعٍ مُختلفة من الأسماك للتقليل من كميّات الزئبق المُتناول، وتجدر الإشارة إلى أهميَّة تجنُّب تناول أسماك التَلْفيش (بالإنجليزيّة: Tilefish) الموجودة في خليج المكسيك، بالإضافة إلى سمك القرش، وسمكة السيف (بالإنجليزية: Swordfish)، وأسماك الأسقمري الملكي (بالإنجليزيّة: King Mackerel)؛ وذلك لاحتوائِهم على مستويات عالية من الزئبق،[٧] وتجدر الإشارة إلى أنّ كميّة الزئبق التي يتعرّض لها الجسم تعتمد على كميّة ونوع الأسماك التي يتمّ تناولها، ويُمكن استشارة الطبيب للحصول على النصيحة بخصوص كميّة تعرُّض الجسم للزئبق.[٨]
- الملوثات الأخرى: تمتصُّ الأسماك ملوثات عديدة من الماء، والرواسب، والأطعمة التي تتغذى عليها، ومن هذه المُلوثات؛ ثنائي الفينيل متعدد الكلور (بالإنجليزيّة: Polychlorinated biphenyl)، والذي يُعرف اختصاراً بـ PCBs، والإثيرات متعددة البروم ثنائية الفينيل (بالإنجليزيّة: Polybrominated Diphenyl Ethers)، والذي يُعرف اختصاراً بـ PBDEs، بالإضافة إلى بعض الملوثات الأخرى مثل الديوكسينات (بالإنجليزيَّة: Dioxins)، والمُبيدات التي تحتوي على الكلور (بالإنجليزيّة: Chlorinated pesticides)، وغيرها من الملوثات، ومن المُرجَّح أنّ الأسماك الموجودة في القاع تحتوي على مستويات أعلى من هذه المواد الكيميائيَّة؛ وذلك لأن هذه المواد تستقرُّ في القاع حيث تتغذى الأسماك، وتجدر الإشارة إلى احتماليَّة تراكم هذه الملوثات في جسم الإنسان مع مرور الوقت، مما قد يُسبب ظهور بعض المشاكل الصحيَّة، ومن الجدير بالذكر أنّ مُعظم الملوثات توجد في الأنسجة الدهنيّة لدى الأسماك، لذلك فإنّ يُنصح بتحضير الأسماك بطريقة جيّدة للتقليل من هذه الملوثات بنسبةٍ تصل إلى 50%، وذلك من خلال من إزالة الجلد، والدهون قبل الطبخ ثم شويها، أو طبخها على شبك يسمح بتسرُّب الدهون عن السمك.[٩]
- حساسية السمك: إذ يُمكن التحكُّم بحساسيَّة السمك من خلال تجنُّب تناول الأنواع التي تُسبب التحسُّس، كما يُنصح الأشخاص المُصابون بالحساسية تجاه الأسماك ذات الزعانف بتجنُّب جميع أنواع السمك، وقراءة المُلصقات الغذائيّة بعناية للتأكد من خلوّ المُنتجات الغذائيّة من الاسماك، ومن أهمّ أعراض حساسية السمك؛ الطفح الجلدي، والغثيان، واضطرابات في المعدة، وسوء الهضم، والتقيّؤ، والاسهال بالإضافة إلى ألم في الرأس، والربو، وفي حالات نادرة قد يُصاب الشخص بصدمة الحساسيّة (بالإنجليزية: Anaphylaxis).[١٠]
المراجع
- ↑ Jogeir Toppe, "GLOBEFISH - Information and Analysis on World Fish Trade", www.fao.org, Retrieved 15-7-2020. Edited.
- ↑ Mohamed El-Drawany And W Elnagar (1-2015), "Growth, Food and Feeding Habits of Bagrus bayad and Bagrus docmac Inhibiting Muess Channel, Sharkia Province, Egypt", Journal of Aquaculture Research and Development , Issue 7, Folder 6, Page 1. Edited.
- ↑ Luna Susan (5-2019),"Bagrus bajad", www.fishbase.se, Retrieved 15-7-2020. Edited.
- ↑ Joe Leech (11-6-2019), "11 Evidence-Based Health Benefits of Eating Fish"، www.healthline.com, Retrieved 15-7-2020. Edited.
- ↑ Daisy Whitbread (27-6-2020), "Top 10 High Vitamin D Foods"، www.myfooddata.com, Retrieved 15-7-2020. Edited.
- ↑ "Health Benefits of Fish", www.doh.wa.gov, Retrieved 15-7-2020. Edited.
- ↑ Shannon Johnson (12-12-2018), "What are the best fish to eat for health?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 15-7-2020. Edited.
- ↑ "Guidelines for Eating Fish that Contain Mercury", www.epa.gov, Retrieved 15-7-2020. Edited.
- ↑ "Contaminants in Fish", www.doh.wa.gov, Retrieved 15-7-2020. Edited.
- ↑ "Fish Allergy", www.acaai.org,21-3-2029، Retrieved 15-7-2020. Edited.