قسوة القلب
من العلل والأمراض الخُلُقِيَّة التي يصاب بها المؤمن قسوة القلب، وقسوة القلب تعني تكبر صاحبه وعدم خشوعه للموعظة وعدم اكتراثه بفعل المعصيَّة، وعدم خشوعه عند ذكر الله وقلّة أنسه به، وهي كذلك عدم قبول الموعظة وعدم الاتِّعاظ بها، وخمول صاحبه عن ذكر الله وتعظيمه، ولقسوة القلب أسباب تؤدّي إليها كما ولها علاج أيضاً.
أسباب قسوة القلب
- ضعف الإيمان بالله سبحانه، وهذا يُعَدُّ أهمَّ سبب في قسوة القلب، فبه يقسو قلب الإنسان، وتقعد همَّته عن فعل الطاعات.
- المبالغة والإكثار من المباحات، حيث كانت على حساب أدائه للواجبات، فتعلَّق قلبه بالمعاصي، وعشقت جوارحه التفلَّت من كلّ التزام دينيّ أو خلقيّ.
- سوء الأخلاق، وما يتبع ذلك من مظاهر سلوكيَّة متعدّدة ومتنوّعة، فيها انتهاك للحرمات، ووقوع في الآثام.
- الكسل في العبادات دائماً.
- كثرة الاستماع للغناء واللهو المحرَّم، فهو يميت القلب ويقذف فيه الظلمة والوحشة، وتعميه عن الهدى والصواب.
- هجر تلاوة القرآن الكريم، وهجر تدبُّره.
- إطلاق النظر نحو المحرَّمات، فهذا يوقع صاحبه في المعصية ويحببه في فعلها، ويشغله عن الطاعة، حتّى يصل لمرحلة تركها.
- غياب التربية الإيمانيَّة السويّة، القائمة على تعظيم الله وحسن عبادته.
علاج قسوة القلب
- هناك عدة أمور يمكن أن تسهم في تليين القلب، والتخلُّص من قسوته منها:
- الإكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى فذكر الله يجلو صدأ القلوب، ويليِّن قسوتها.
- المحافظة على علاقة منتظمة بكتاب الله عزَّ وجلّ تلاوة وتدبراً وحفظاً إن أمكن.
- المحافظة على قيام الليل، ففي قيام الليل أعظم فائدة للتخلّص من قسوة القلب.
- تذكُّر الموت، وزيارة المقابر، والمشاركة في تشجيع الجنائز، ففي ذلك النفع العظيم أيضاً.
- التماس دروس وحلقات العلم في المساجد.
- كثرة الاستماع إلى القرآن الكريم، فمداومة سماع القرآن، فيه تهذيب لنفس الإنسان وسائر جوارحه.
- الخلوة مع النفس بالتفكُّر في عظمة الله وقدرته.
- المشاركة في الرحلات الترفيهيَّة والتعليميَّة في ذات الوقت، ففي ذلك ترويح عن القلب وتليين له.
- زيارة المشافي والتَّعرف على أحوال المرضى فيها عن قرب، ففي ذلك تهذيب للنفس وتليين لقسوة القلب.
- الحرص على الصحبة الصالحة، والرفقة الطيبة، حيث يتأثر الصديق بسجايا صديقه الطيبة.
- توثيق روابط الإخوَّة الإيمانيَّة الصحيحة، ففيها خير تهذيب للنفس وللقلب معاً.
- السعي في خدمة الضعفاء والمساكين.
- التواضع ولين الجانب والبعد عن التكبُّر
إنَّ التربية السويَّة الناجحة هي التي تقوم على بناء العقيدة في النفوس وتقويتها، بحيث تترتب عليها آثارها العظيمة، وكذلك الاهتمام بالقلب وتعهُّده بالمتابعة والمراقبة والتصفية، والإحلال، أي تخليصه من العلل كالرياء وقسوة القلب والتكبر، وإحلال صفات ايجابيَّة بدلاً منها، وهي بمثابة الأدوية لتلك العلل، ومنها التواضع وخشية الله ومحبته ومحبة المسلمين والإيثار، وغير ذلك من الصفات العظيمة.