محتويات
رسالة الإسلام
لم تأت الشريعة الإسلامية لتضيق على الناس وتضع عليهم القيود والأغلال، أو تكلفهم بما لا يطيقون من الأفعال، وإنّما جاءت لتحقيق السعادة للبشرية جمعاء، ورفع الحرج والمشقة عن الناس، فقد قال تعالى: (يُرِيدُ اللَّـهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) [البقرة:185]. ومن خصائص الإسلام أنّه دين اليسر والسماحة التي تمثلت في جوانب كثيرة من حياة الناس، سواء ما يتعلق بالجانب الديني والتكليف الشرعي، أو ما يتعلق بالجانب الدنيوي، وهذه الخصيصة تدل على صلاحية هذا الدين لكلّ العصور والأزمان، وأنّه دين الحق المهيمن على كل الأديان.
مظاهر يسر الإسلام وسماحته
يسر الدين في التكاليف الشريعة
فقد فرضت الشريعة الإسلامية على المسلمين تكاليف شرعية، وفرائض معينة، لكنها راعت في ذلك أحوال المرضى والذين لا يستطيعون أداء العبادات، ففي الصلاة أعطت الشريعة رخصة لمن لا يستطيع القيام بالصلاة، حيث يمكن أن يصلي قاعداً، فإن لم يستطع فيصلي مضطجعاً، وكذلك الحال مع الصيام، فمن لم يقدر على صيام شهر رمضان بسبب السفر أو المرض فقد رخصت له الشريعة الإسلامية أن يفطر تلك الأيام ثمّ يقضيها بعد أن يتعافى أو يرجع من سفره.
إدراك ضعف النفس الإنسانية أمام الشهوات
فقد أكدت الشريعة على غفران الله تعالى لذنوب العباد، وعدم مؤاخذتهم على ما يحدثون به أنفسهم من إتيان الذنوب والمعاصي، فمن همّ بسيئةٍ لم تكتب له، وإذا فعلها كتبت عليه سيئة واحدة، وإذا عمل حسنة ضوعفت له عشر حسنات يضاعفها الله لمن يشاء.
يسر الإسلام في التعامل مع المخالفين
فلم يسجل التاريخ واقعةً واحدة أجبر فيها المسلمون غيرهم على اعتناق الإسلام، بل يخير الناس في ذلك حتّى يدخلو في الإسلام طائعين راغبين.
منهج النبي عليه الصلاة والسلام
الذي يدل على يسر الشريعة الإسلامية، فما خيّر نبي الله بين أمرين إلّا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً، كما نهى النبي الكريم عن التشدد الذي يسبب العنت والمشقة للناس، ففي الحديث: (ولن يُشادَّ الدينَ أحدٌ إلا غلبَه) [صحيح البخاري]، ودعا صحابته أكثر من مرة لاتباع منهج التيسير على الناس، ومنها قوله لمعاذ بن جبل وصاحبه حينما أرسلهما إلى اليمن: (يَسِّرا ولا تُعَسِّرا، وبَشِّرا ولا تُنَفِّرا) [صحيح البخاري].
سماحة الدين في رد العدوان والإساءة
فقد حثت الشريعة الإسلامية على الصبر على الإساءة، ومقابلتها بالإحسان والعفو لأنّ ذلك من شيم المؤمنين، وخصال الموحدين ذوي العزيمة، فقد قال تعالى: (وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) [الشورى: 43].