الحديث القدسي
الحديث القُدسي هو الحديث الذي ينسبه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الله عزّ وجلّ، ويُسمى بالحديث القُدسي لقُدسيته ولتعظيم هذا الحديث الذي جاء ليُعلّم الناس تعظيم الله سبحانه وتعالى، إذ إنّ الحديث القُدسي قليلاً ما يتحدث عن أحكام الإسلام، ويأتي هذا الحديث بعدد من الصيغ مثل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على لسان ربه عزّ وجلّ؛ حتّى يستطيع القارئ التمييز بينه وبين أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.
الأحاديث القُدسية وبالرغم من عظم مكانتها إلّا أنّها تخضع لنفس أحكام أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث إنّه ليس بالضرورة أن تكون صحيحةً فمنها الضعيف، ومنها الموضوع، فتسميتها بالقُدسية نسبةً إلى أنّها كلام الله عزّ وجلّ أمّا كونها صحيحة أم لا فهذا يتعلق بالسند وشروط القبول التي تمّ تطبيقها من قبل الفقهاء على جميع أنواع الأحاديث.
الفرق بين الحديث القدسي والقرآن الكريم
اختلاف علماء الدين في كلام الحديث القُدسي فذهب بعضهم إلى أنّ الكلام الذي جاء فيه هو كلام الله سبحانه وتعالى باللفظ والمعنى، وذهب فريقٌ آخر إلى أنّه كلام الله أوحى به إلى رسوله صلى الله عليه وسلم بطريقةٍ أخرى غير الوحي جبريل عليه السلام، وأنّه كلام الله بمعناه فقط، أي أنّ كلام الحديث ولفظه من الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو الرأي الأقرب للصواب والذي رجحه معظم العلماء.
يختلف الحديث القُدسي عن القرآن الكريم في عدد من الأوجه منها:
- إنّ القُرآن الكريم هو كلام الله بلفظه ومعناه، بل جاء معجزةً لم يستطع أي مخلوق من إنسٍ أو جنٍ أن يأتي بمثله، وقد نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم عن طريق جبريل عليه السلام، بينما الحديث القُدسي لم يأتٍ به هذا الإعجاز.
- إن القُرآن الكريم نُقل بالتواتر، لذا فلا مجال للتشكيك بصحته، فجميعه صحيح ومؤكد، أمّا الحديث القُدسي فمنه الصحيح، ومنه الضعيف، ومنه الموضوع.
- إنّ القُرآن الكريم يُقرأ في الصلاة وهي أهمّ عبادةٍ يتعبد بها المُسلم، أمّا الحديث القُدسي فلا يتعبد المُسلم بتلاوته بل جاء لتعليم الناس عظمة الخالق وتنزيهه عن كُل شيء، كما أنّ ثواب قراءته لا تكون كثواب قراءة القُرآن فكُل حرف في القُرآن يتلوه العبد له حسنةٌ والحسنة بعشر أمثالها.
عدد الأحاديث القدسية الصحيحة
إنّ عدد الأحاديث القُدسية بغض النظر عن صحتها يُجاوز الألف حديث، وقد ذكر ابن حجر الهيتمي أنّ عدد الأحاديث القُدسية الصحيحة يتجاوز المئة حديثٍ بعددٍ قليل، وقد كتب العلماء عدداً من الكُتب في هذه الأحاديث وصنفوها حسب صحتها، ومن أمثلة هذه الكتب:
- الإتحافات السنية في الأحاديث القُدسية.
- الجامع في الأحاديث القُدسية.