ما المقصود بحلف الفضول

كتابة - آخر تحديث: ٠:٤٥ ، ١١ أبريل ٢٠١٨
ما المقصود بحلف الفضول

حِلْف الفضول

حِلْف الفضول هو أحد الأحلاف التي وجدت قبل البعثة النبوية بعشرين سنة تقريباً، ويعتبر أكرم أحلاف العرب، وأشرفها، ويُشار إلى أن الزبير بن عبد المطلب هو بادرة الخير لتأسيس هذا الحِلْف، وقد كان هذا الحِلْف في دار عبد الله بن جُدعان، واتفق جماعة الحِلْف أن يقوموا بنصرة المظلوم، والدفاع عنه، وأخذ حقه ممن ظلمه،[١] ويتميز حِلْف الفضول بمكارم الأخلاق والقيم، فقد كان حلف الفضول تجمعاً على التعاضد والتساند والاتفاق الإنساني؛ بغية نصرة المظلومين، والدفاع عن حقوقهم، ويعد أعظم مفاخر العرب في فترة ما قبل الإسلام.[٢]


سبب نشأة حِلْف الفضول

يعود السبب وراء نشأة حِلْف الفضول أن رجلاً من زبيد أتى إلى مكة المكرمة ومعه بضاعة له، وباعها للعاص بن وائل، ولكنه لم يعطه حقه، فاستعدى الزبيدي كلاً من عبد الدار، ومخزوم، وجمح، وسهم، وعدي بن كعب، ولكنهم رفضوا أن يأخذوا له حقه، وعندما أدرك الزبيدي الشر لجأ إلى أبي قبيس، وقد كان حينها رجال قريش في أنديتهم حول الكعبة، ونادى بصوت عالي:[١]

يا آلَ فِهر لمظلومٍ بضاعتُه

ببطنِ مكة نائي الدار والنفرِ

ومُحرِمٍ أشعثٍ لم يَقضِ عمرتَه

يا لَلرجالِ وبين الحِجر والحَجرِ

إن الحرام لمن تمَّتْ كرامتُه

ولا حرام لثوب الفاجر الغُدَرِ

وعندما سمع الزبير بن عبد المطلب ذلك تولى أمر الرجل، واجتمع كل من هاشم، وزهرة، وتيم بن مرة في دار عبد الله بن جدعان، وقد أحضر لهم طعاماً، واتفقوا، وتحالفوا، وتعاهدوا بالله على أن يكونوا يداً واحدة على عون المظلوم على الظالم، وبناء على ما سبق قامت قريش بتسمية حلفها بحلف الفضول، ثم ذهب الرجال إلى العاص بن وائل، وأعادوا حق الزبيدي له.[١]


موقف الرسول من حِلْف الفضول

تشير الأدلة على أن النبي محمد عليه الصلاة والسلام حضر هذا الحلف قبل البعثة النبوية، وبارك هذا الحلف وأثنى عليه بعد البعثة، هذا رغماً عن أن الرجال الذين كانوا في الحلف ليسوا على ما يجب أن يكونوا عليه، ولكن رسولنا الكريم يدعم ويساند الخير أينما يكون وكيفما يكون، أما القطيعة، والتقوقع على الذات فهو ليس من منهج المصطفى صلى الله عليه وسلم،[٣] وبالتالي فإن هذا الحِلْف كان محبباً للرسول الكريم، والدليل على هذا قول رسولنا الكريم: ((لقد شَهِدتُ مع عمومَتي حِلفًا في دارِ عبدِ اللَّهِ بنِ جُدعانَ ما أُحبُّ أن لي بهِ حُمْرَ النَّعَمِ ، ولَو دُعيتُ بهِ في الإسلامِ لأجَبتُ))[٤]


المراجع

  1. ^ أ ب ت إيهاب كمال أحمد (22-10-2013)، "من الشمائل والصفات المحمدية .. نصرة المستضعفين"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-3-2018. بتصرّف.
  2. "حلف الفضول"، www.articles.islamweb.net، 6-1-2013، اطّلع عليه بتاريخ 23-3-2018. بتصرّف.
  3. الدكتور محمد راتب النابلسي (8-5-2006)، "السيرة - فقه السيرة النبوية - الدرس (37-57) : حلف الفضول"، www.nabulsi.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-3-2018. بتصرّف.
  4. رواه الألباني، في فقه السيرة، عن عبدالرحمن بن عوف، الصفحة أو الرقم: 72 .
1,222 مشاهدة