محتويات
شهر رمضان
شهر رمضان هو الشهر التاسع بين الشهور القمريّة العربية، ويمتاز هذا الشهر بمكانة إسلاميّة خاصة؛ ففيه نزل القرآن الكريم، وفيه ليلة القدر العظيمة، وهو شهر الرّحمة والمغفرة والإحسان، فتكثر في الأعمال الصالحة طمعاً في الأجر والثواب.
عبارات جميلة عن رمضان
- في رضمان تكون الفرصة عظيمة لتعلّم الزّهد، فلا نُسرف في الأكل والشرب، ولنجعل لنا منه القليل فقط لنتزوّد به على الصّيام والقيام.
- في رمضان يستحكم الإيمان الحقّ بالله في قلب المسلم، فيقذف الله في ذلك القلب نوراً يشعّ على صاحبه، وهداية تدفعه لكل خير، وإحساساً يجعله يشعر بمن هُمْ في حاجة وكرب، وهمّاً يجعله يشعر بهموم الآخرين من حوله.
- في رمضان يستحكم الإيمان الحقّ في قلب المسلم، فيبعث الله فيه صدقاً في إيمانه، ومعرفةً حقّةً بخالقه تصل بالعبد إلى أن يكون عبداً ربّانياً يتكلّم بكلام الله وينطق برحمات الله، ويسعى إلى رحمة عباد الله.
- في رمضان يتحوّل المسلم إلى كتلة من النّور، وشعاعٍ يشعّ به على الناس بكل الخير وعظيم السرور، فيلين الجانب، ويساعد المحتاج، ويطبّب العليل، ويصنع الخير، ويغلق أبواب الشرّ.
- في رمضان يتحوّل المسلم إلى منارة وشامة وعلامة في دنيا أصابها الزّمان بعطب في نفوس كثيرٍ من الناس في غير رمضان، فصارت قاسية لا تتأثّر ولا تتحرّك حتى في مجرد محاولة تغيير النفس إلى ما فيه خيريتها قبل خيريّة الآخرين.
- في رمضان يتحقّق خشوع المسلم في الصلاة بدرجة قد تفوق الحال عمّا هو في غيره من الشهور والأيام، وتزداد حكمة المسلم مع لسانه، فيتقلّل من لغو الحديث والكلام، بل وقد يعرض بالكلية عنه.
- في رمضان يبذل العبد جهداً في إخلاص الأعمال لله وحده، فيجعل من الله أقصى غاياته، ويقصده في كل صغيرة وكبيرة، يسعى ويصلّي ويقوم ويتعبّد ويفعل الخيرات من أجل أن يرضى ربّ الأرض والسموات.
- في رمضان يستحضر العبد أكثر وأكثر لجلال وهيبة وعظمة الله عند سماع صوت المؤذن يعلو الله أكبر، إيماناً منه بأن الله حقّاً أكبر من كلّ عمل يمارس وقت صلاته، فيترك الأعمال، ويشدّ إلى الله الرّحال، وفي المُصلّى والمسجد يجلس جلسة الاطمئنان مستبشراً ببيعه الذي بايع ربّه عليه.
- في رمضان قد تكون الفرصة أكبر كي يستجمع العبد فكره وطاقاته مع الإمام فيتدبّر الآيات، وما أن يجد فيها وعداً أو وعيداً إلا وتجده يتعوّذ وبربّه يستغيث، وما أن يجد فيها جنّةً ونعيماً إلا وتجده يتحرّق شوقاً وطلباً طامعاً في كرم سيده ومولاه.
- في رمضان إذا كان العبد قد قصّر في حقّ ربّه قبل رمضان تجده يبذل جهداً في التّوبة والرّجوع والإنابة راجياً من سيّده وخالقه عفواً وسماحاً، ويتوب الله على من يشاء من عباده.
- في رمضان فرصة للتعرّف على عيوب النّفس، ممّا يُساعد في تلافيها، فيُحقّق العبد بذلك وصولاً وقُرباً من ربّه يُمتّنه ذلٌ وإنكسار بين يديّ مولاه.
شعر عن رمضان
- أدِم الصيام مع القيام تعبّدا
قم في الدّجى واتلُ الكتاب ولا تنم
فلربما تأتي المنيّة بغتة
يا حبّذا عينان في غسق الدُّجى
فكلاهما عَمَلان مقبولان
إلا كنومةٍ حائر ولهان
فتساق من فرس إلى أكفان
من خشية الرّحمن باكيتان.
- قد تعدَّوا على الصيام وقالوا
كذبوا في الصيام للمرء مهما
موقف بالنّهار غير مريب
حُرِم العبد فيه حسن العوائد
كان مستيقظاً أتمّ الفوائد
واجتماع بالليل عند المساجد.
- نلت في ذا الصّيام ما ترتجيه
ووقاك الإله ما تقيه
أنت في النّاس مثل شهرك في الأشــهر
أو مثل ليــلة القــدر فـــيه.
- هنَّ بهذا الصوم يا خـــير صــــائر
إلى كـــل ما يُهوى، ويا خير صائم
ومن صام عن كل الفواحش عمره
فأهون شــــيء هجره للمطاعــــم.
- شهر الصيام، لقد كرمت نزيلاً
وشفيت من كـل القلوب عليلاً
فيه الجنان تفتّحت لقدـومه
والحور فيه تـزينت تحفـيلاً
وبليلة قد قــــام يخـــــتم ورده
متبتلاً لإلهه تبتيلاً
فأجهد، عساك تنالها فيما بقى
بالجدّ، وأحذر أنْ تكون غفولاَ
شهر الأمانة والصيانة والتقى
والفوز فيه لمـــــن أراد قبولاً
طوبى لعبد صح فــــيه صيامه
ودعا المهيمن بـــكرة وأصيلاً
شهر يفوز عـلى الشهور بليلة
من ألف شهر فضلت تفضيلاً.
- قد جاء شهر الصوم فيه الأمان
والعـــــتق، والفوز بسكنى الجنان
طوبـــــى لعـــــبد صامه، واتّقى
مــــــولاه في الفعل ونطق اللّسان
ذلك الذي قد خصّه ربّه
بجنّة الخلد، وحور الحسان.
- شهر الرضا، والعفو عن زلاتكم
والله فــــيه عن الجرائم قد عفا
فأحــــــــــيوا لياليه المنيرة كلها
وأجـــروا لفرقته الدّموع تأسفا
يا صائمي رمضان فوزوا بالمنا
وتحقــــــقوا نيل السعادة والغنا
وثقوا بوعد الله إذ فيه الهــــــنا
أو ليس هذا القول قول إلا هُنا؟
- وهنئت من شهر الصيام بزائر
وما العيد إلا أنت فانظر هلاله
مُناه لو أن الشّهر عندك أشهر
فما هو إلا في عدوّك خنجر.
- ليهنئك أنّ الصّوم فرض مؤكّد
وأنك مفروض المحبّة مثله
من الله مفروض على كل مسلم
علينا بحقّ قلت لا بالتّوهم
- شهر الصّيام أجل شهر مُقبل
وكذاك أنت أبرّ من وطأ الحصى
وبه يمحص كل ذنب مُثقل
وأجلّ أبناء النّبي المُرسَل.
قصائد في رمضان
من جميل القصائد التي قيلت في شهر رمضان ما يأتي:
اِسعَد فؤادي
اسعَد فؤادي بالهدى قد جاءَ
رمضانُ عَمَّ الأرض والأرجاءَ
وأنار كل الكون بالنّور الذي
بالخير في جُلّ البلاد أضاءَ
مازلتَ تهفو للصّيام بشهره
وتروم فيه البرّ والآلاءَ
قد جاء فانهض لاحتفائِك بالتُّقى
في رَكبه قد عَمَّر الأنحاءَ
واجعل قصيدك مادحاً مُترنّماً
بالصّوم سابِق في المنى الشعراءَ
رمضانُ يا خير الشّهور بمهجتي
أشواق حبّي تستشفّ ضياءَ
من صومك المبرور يصلح للورى
روحاً وقلباً، مُهجةً ودماءَ
ويبث فيها معطيات جَمّة
منها تلاقي بالعلا الأضواءَ
قد جاء للنّاس الطبيب فأقبِلوا
لتُعالجوا في شهره الأعضاءَ
ولكي تصحّوا فالصّيام مصحّةٌ
فيها نودّع كلنا الأدواءَ
ونؤمّ عافية القلوب وبرءنا
من كلّ همّ بكرةً ومساءَ
ونعيش في رمضان عيشاً مسعداً
عيشاً جميلاً ساطعاً وضَّاءَ
ونصوم صوم المخبتين لربّهم
في شهره نتلمّس البؤساءَ
ونردّ بالعطف الوفير غوائلاً
نالت بعجزٍ في الورى الضعفاءَ
ونواصل الأرحام وصلاً طيّباً
بالحبّ نجمع بالقريب إخاءَ
ونقوم بالليل القيام جماعةً
لله ندعو خشيةً ورجاءَ
وبكل أوقات التهجد ننبري
للفرد نرفع بالدّموع دعاءَ
يا من يمنّ على الخلائق هب لنا
بالصوم يا رب الأنام رضاءَ
إن ترض عنا فالرّضا أسنى المنى
يا من خلقت الجنةَ الخضراءَ
فيها لنا أملُ الدّخول بمدخلٍ
من باب صومٍ مِنَّةً وعطاءَ
واجمع بفضلك بيننا والمصطفى
بالخلد نسكن كلنا العلياءَ
ونصاحب الآلَ الكرام وجدَّهم
وخديجةَ الكبرى .. كذا الزهراءَ
صلى الإله على الحبيب وآله
ما هَلَّ صومٌ بالورى أو جاءَ.
رمضان أقبل
رمـضانُ أقـبلَ يا أُولي الألبابِ
فاستَـقْـبلوه بعدَ طولِ غيـابِ
عـامٌ مضى من عمْرِنا في غفْلةٍ
فَتَـنَبَّهـوا فالعمرُ ظـلُّ سَحابِ
وتَهـيّؤوا لِـتَصَـبُّرٍ ومـشـقَّةٍ
فأجـورُ من صَبَروا بغير حسابِ
اللهُ يَجزي الصائـميـنَ لأنـهم
مِنْ أَجلِـهِ سَخِـروا بكلِّ صعابِ
لا يَدخـلُ الـريَّـانَ إلا صائـمٌ
أَكْرِمْ بـبابِ الصْـومِ في الأبوابِ
وَوَقـاهـم المَولى بحرِّ نَهـارِهم
ريـحَ السَّمـومِ وشرَّ كلِّ عـذابِ
وسُقوا رحيـقَ السَّلْسبيـلِ مزاجُهُ
مِنْ زنجبـيـلٍ فاقَ كلَّ شَـرابِ
هـذا جـزاءُ الصائـمينَ لربِّهم
سـَعِدوا بخيـرِ كرامةٍ وجَـنابِ
الصومُ جُنَّـةُ صائـمٍ مـن مَأْثَمٍ
يَنْـهى عن الفحشـاء والأوشابِ
الصـومُ تصفيـدُ الغرائزِ جملةً
وتـحـررٌ من رِبْـقـةٍ بـرقابِ
ما صامَ مَنْ لم يَرْعَ حـقَّ مجاورٍ
وأُخُـوَّةٍ وقـرابـةٍ وصـحـابِ
ما صـامَ مَنْ أكَلَ اللحومَ بِغيـبَةٍ
أو قـالَ شـراً أو سَعَى لخـرابِ
ما صـامَ مَـنْ أدّى شهادةَ كاذبٍ
وأَخَـلَّ بـالأَخــلاقِ والآدابِ
الصومُ مـدرسةُ التعفُّـف ِوالتُّقى
وتـقـاربِ البُعَداءِ والأغـرابِ
الصومُ رابـطةُ الإخـاءِ قويـةً
وحبالُ وُدِّ الأهْـلِ والأصحـابِ
الصومُ درسٌ في التسـاوي حافلٌ
بالجودِ والإيثـارِ والـتَّـرحْابِ
شهـرُ العـزيمة والتصبُّرِ والإبا
وصفاءِ روحٍ واحتمالِ صعـابِ
كَمْ مِـنْ صيامٍ ما جَـنَى أصَحابُه
غيرَ الظَّما والجوعِ والأتـعـابِ
ما كلُّ مَنْ تَرَك الطـعامَ بـصائمٍ
وكذاك تاركُ شـهـوةٍ وشـرابِ
الصومُ أسـمى غايـةٍ لم يَرْتَـقِ
لعُلاهُ مثلُ الرسْـلِ والأصحـابِ
صامَ الـنبيُّ وصـحْبُهُ فـتبرّؤوا
عَنْ أن يَشيبوا صومَهـم بالعـابِ
قـومٌ هـمُ الأملاكُ أو أشباهُـها
تَمشي وتـأْكلُ دُثِّرَتْ بثـيـابِ
صَقَـلَ الصـيامُ نفوسَهم وقلوبَهم
فَغَـدَوا حديـثَ الدَّهرِ والأحقابِ
صامـوا عـن الدنيا وإغْراءاتِها
صاموا عن الشَّـهَواتِ والآرابِ
سـارَ الغزاةُ إلى الأعادي صُوَّماً
فَتَحوا بشهْرِ الصْومِ كُلَّ رحـابِ
مَلكوا ولكن ما سَهَوا عن صومِهم
وقيامِـهـم لـتلاوةٍ وكـتـابِ
هم في الضُّحى آسادُ هـيجاءٍ لهم
قَصْفُ الرعودِ و بارقاتُ حرابِ
لكـنَّهـم عند الدُّجى رهـبانُـه
يَبكونَ يَنْتَحِبونَ في المـحـرابِ
أكـرمْ بهمْ في الصائمينَ ومرحباً
بقدومِ شهرِ الصِّيدِ و الأنـجـابِ