أسباب غزوة تبوك

كتابة - آخر تحديث: ٢٢:٥٠ ، ١٨ مايو ٢٠١٦
أسباب غزوة تبوك

المعارك في العهد النبوي

خاض رسول الله صلى الله عليه وسلم العديد من المعارك الهامة بنفسه، وذلك بعد أن ترسخت دولة الإسلام وتأسست عقب الهجرة النبوية الشريفة إلى المدينة المنورة، وقد جاءت هذه المعارك كردة فعل طبيعية على الهجمات المتعددة التي ابتدأتها قبائل شبه الجزيرة العربية، والقوى العظمى آنذاك على دولة الإسلام الناشئة، حيث حاول عرب الجزيرة، وهذه القوى استئصال المسلمين عن بكرة أبيهم، وبكل ما أوتوه من قوة لذلك.


من بين أبرز الغزاوت التي خاضها الرسول صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك، وهي التي عرفت تاريخياً باسم غزوة العسرة، وتعتبر في السيرة النبوية واحدة من أصعب الغزوات التي خاضها المسلمون في العهد النبوي الميمون، كما أنها حدثت في أواخر حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيما يلي بعض التفاصيل حول هذه المعركة الهامة.


سبب غزوة تبوك

السبب الرئيسي وراء غزوة تبوك هو أن الروم اجتمعوا على إرسال قوة عسكرية كبيرة لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن معه من المسلمين، وإنهاء التواجد الإسلامي في شبه الجزيرة العربية، كونه بات مصدر قلق يتهدد القوى العظمى في تلك الأثناء، وعلى رأسها دولة الروم العظيمة والتي كانت تعتبر القوة الأكبر آنذاك. وقد بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الأمر، فسارع بتجهيز جيش كبير، كان يعتبر من أكبر الجيوش التي خرجت لغزوة أو معركة في عهده الميمون.


أحداث غزوة تبوك

جاءت الأخبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في وقت صعب جداً، فقد كان الفصل هو فصل الصيف، وكانت الأرض مجدبة، وكان الماء قليلاً، الأمر الذي زاد من صعوبة الموقف على المسلمين في تلك الأثناء، ومع هذا فقد بلغ عدد جيش المسلمين بقيادة الرسول الأعظم قرابة ثلاثين ألف رجل تقريباً، تجمعوا من مسلمي المدينة، ومن القبائل العربية حولها، وذلك على الرغم من تخلف قسم من المسلمين، وعلى الرغم أيضاً من تخذيل المنافقين للمؤمنين.


أسهم المسلمون في تجهيز الجيش، وفي هذه المعركة أبلى أغنياء المسلمين والصحابة وعلى رأسهم ذو النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه بلاءً حسناً، فقد بذلوا الغالي والنفيس في سبيل إتمام الأمر الذي ابتدأه رسولهم وقائدهم صلى الله عليه وسلم. ولم يقتصر البذل على الأغنياء وحسب، فقد قدم الفقراء أيضاً كل ما كانوا يملكونه، وذلك رغبة منهم في الخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتلبية منادي الجهاد.


سار الرسول الأعظم، ومن معه من المسلمين إلى أن نزلوا تبوك، في شمال الجزيرة العربية، وقد انتهت المعركة قبل أن تبدأ؛ ذلك أن الروم تفرقوا وانتشروا، فحمى الله المسلمين ونصرهم دون أن يراق دم رجل واحد. ومن أعظم نتائج المعركة سقوط مكانة الروم، وهيبتها من قلوب العرب، إلى جانب ظهور قوة المسلمين، وذياع صيتهم، وتوحد شبه الجزيرة العربية.

822 مشاهدة