محتويات
حماية التراث
إنّ الحفاظ على التراث ضرورة أساسيّة للشعوب التي تسّعى لتحقيق ذاتها الحضاريّة، وإثبات هويتها في ماضّيها وحاضرها، والتراث الثقافي للأمم أيضاً منبع لا يجفّ من المعرفة، ومصّدر هام للإبداع المعاصر، يأخذ منه فنّانوها، ومفكّروها، وأدباؤها وشعراؤها، وفلاسّفتها، لتأخذ الإبداعات الجديدة مكانها في خارطة التراث الثقافي، وتصبح تراثاً يربط حاضر الأمّة بماضيها، ويعمل على زيادة حضورها في السّاحة الثقافية العالميّة، ولا يقتصّر التراث الثقافي على المعالم والصّروح، والآثار فقط، بل هو أيضاً كلّ ما يؤثر على الأمّة من تعبير غير ماديّ، ومن ذلك الفولكلور، والموسيقى والأغاني الشعبيّة، والروايات، والعلوم التقليديّة التي تتوارثها الأمّة عبر العصور، تعبيراً عن ثقافتها.
تعريف التراث
التراث هو ما تركته الأجيال السّابقة للأجيال التي تليها، أو ما تركه الأجداد كي يأخذ منه الأحفاد، مع إضافة ما اكتسبوه من خبرات في حياتهم، إمّا من خلال البناء، أو فنّ الكتابة، أو النقش، أو من خلال الأدوات المصّنعّة، وبمفهوم آخر فإنّ التراث هو مجموعة الممارسات والشعائر التي يقوم بها جماعة من الناس تعيش في مكان معيّن، وبهذا فإنّ التراث مثل الجذور الراسّخة في الشجرة، وكلّما كانت هذه الجذور ثابتة في الأرض، كانت الشجرة أقوى، بحيث تزيد قدرتها على مواجهة صعوبات الزمن المختلفة.
التراث من ناحيّة علميّة هو علمٌ مستقلٌ بذاته، يهتم بأحد أقسام الثقافة، ويُركز عليها من نواحٍ متعددة أثريّة، وتاريخيّة، وجغرافيّة، واجتماعية، ونفسية، ويهتم أيضًا بكلّ ما تبقى على الأرض من معانٍ، ورموزٍ حضاريّة، ومن معالم أثرية موجودة تعود إلى العصّور السّالفة.
أنواع التراث
- التراث الحيوي: ويضّم رموز الحياة المتواجدة على سطح الأرض، ويسّمى أيضاً التراث الجماعي، أمّا التراث الفردّي، فيشّمل كل عناصر الحياة داخل جسم الإنسان.
- التراث الثقافي: وهو مجموعة المعتقدات، والمذاهب التي تخصّ مجموعة من الناس في منطقة معيّنة.
- التراث العلمّي: يشمل الدراسات والبحوث، وما حقّقته البشرية من إنجازات تلزم لدراسة ظاهرة، أو مشكلة معيّنة.
- التراث الفكّري: وهو مرتبط بما ينتجه الفكر والتأمّل.
أهميّة الحفاظ على التراث
تكمن أهمية الحفاظ على التراث في عدّة أمور منها:
- أهم المصّادر الماديّة المحسوسة للأمم التي تعطي وصفاً للنشاط البشّري الثقافيّ والاجتماعيّ لديهم.
- مصدر مهمّ من مصادر المعلومات، التي تجعلنا قادرين على استعادة ما فُقد في الوقت الحاضر.
- الوصول إلى بعض الحلول لعدد لا بأس فيه من المشكلات، ومحاولة احتوائها بطرق مختلفة.
- إعطاء الإحساس بالإشباع العاطفي، عن طريق الشعور بجمالية الماضي، لأنّ التراث يرّبط الماضي بالحاضر.
طرق حماية التراث
- تعريف الأمم على تراثها، وذلك من خلال إقامة المعارض والمتاحف.
- التصليح المستمر للتراث المحلّي، وخاصّة غير المدوّن منه.
- توفير الحماية اللازمة للمعالم الأثرية والمتاحف.
- تحضير منهج واضح وموسع، يكون كدليل للآثار، وهذا من مهام الدولة، مع ضرورة دراسة المعالم الأثرية دراسة وافيّة شاملة.
- البحث المستمرعن الآثار في أماكن جديدة، ورصد الآثار الموجودة في بيئات معيّنة.
- نشر المعلومات المتعلّقة بالتراث، وذلك من خلال الكتب المدرسيّة، لنشر الوعي عند الأطفال وفئة الشباب على وجه الخصوص بأهمية الحفاظ على التراث، وعمل رحلات مدرسيّة إلى الأماكن التي تعبّرعن التراث، بما تحتويه من آثار ومعالم وصروح.