العسل
يُعتبَرُ العسل (بالإنجليزيَّة: Honey) من المُنتجات الطبيعيّة حيث يصنَعُه النَّحلُ من رحيق الأزهار، ويُخزِّنُه في خلايا قُرص العسل (بالإنجليزيّة: Honeycomb)، ويتميَّزُ هذا الشَّراب بطعمِه الحلو، وقد عُرِف مُنذُ القِدَم باستعمالاته الواسعة في المجالات الغذائيَّة، والدوائيَّة، وهذا ما أشارَت إليه العديد من الرُّسومات التي تعود إلى العصر الحجريِّ، بالإضافة إلى الحضارات القديمة في الهند، والصين، ومصر، وروما، وغيرها؛ ويُعزى ذلك لنكهته المُميَّزة، وقيمته الغذائيّة المُرتفعة، فهو غنيٌّ بالعديد من العناصر الغذائيَّة التي تُعزِّزُ صحَّة الجسم، ومنها؛ البوتاسيوم، والزِّنك، والحديد، والكربوهيدرات، وغير ذلك من المُغذِّيات، إضافةً إلى خواصِّه العلاجيَّة المُهمَّة؛ حيث إنَّه مُضادٌ للفيروسات، والبكتيريا، والالتهابات، والفطريّات، والأورام، بالإضافة إلى نشاطه القويِّ كمُضادٍّ للتَّأكسُد (بالإنجليزيّة: Antioxidant)، وعلاوةً على ذلك فإنَّه يُعتبَرُ من أقدم العلاجات التي استُخدِمَت لتعزيز شفاء الجروح؛ إذ استعملَه اليونانيّون سنة 50 بعد الميلاد في علاج حروق الشمس، وتضميد الجروح، وكذلك فإنَّ العسل يدخل في بعض الصِّناعات، كصناعة الصابون، وموادِّ التَّجميل؛ حيثُ إنَّه يمنحُها الرُّطوبة، والرّائحة العطريَّة.[١][٢][٣]
أنواع العسل
يشتملُ العسل على أنواع كثيرةٍ تصلُ إلى حواليّ 320 نوعاً مُختلفاً في اللَّون، والنَّكهة، والرّائحة،[٤] وأكثرُها شُيوعاً ما يأتي:[٥]
- العسل الخام: (بالإنجليزيّة: Raw honey)؛ الذي يتميَّز بلونه الغامق لاحتوائه على عناصر إضافيَّة، حيث إنَّه لا يخضعُ لعمليّات مُعالجةٍ، أو بسترةٍ، بل يُؤخذُ مُباشرةً من قرص العسل، ويتمُّ تنقيته من بعض الشوائب العالقة به؛ كشمع النَّحل، وحبوب اللّقاح (بالإنجليزيّّة: Pollen)، وأجزاءٍ من النَّحل الميِّت، ومن الجدير بالذِّكر أنّ تناوُلَه يُعتبَرُ آمناً لجميع الفئات العُمريَّة باستثناء الأطفال الرُّضَّع الذين تقلُّ أعمارهم عن 12 شهراً؛ حيث إنَّ تناوُلهم للعسل بكافَّة أنواعه يُشكِّلُ خطراً على صحَّتهم، ويعود ذلك إلى أنَّ جهازهم الهضميَّ ليسَ مُؤهَّلاً لمُكافحة البكتيريا الموجودة في العسل، والتي تُعرَفُ باسم البكتيريا المطثية الوشيقية (بالإنجليزيّة: Clostridium botulinum)؛ إذ إنَّها تنمو وتتكاثر في أمعاء الطفل مُسبِّبةً ما يُعرَف بتَسمُّم الرُّضّع السُّجَقيّ (بالإنجليزيّة: Infant botulism).
- العسَل المُبَستَر: أو ما يُعرَفُ بـ Regular honey، والذي يختلفُ في خصائصه عن العسل الخام نتيجةَ تعرُّضه لعمليَّة البسترة، إذ يُعتقَدُ أنَّها تُقلِّلُ من قيمته الغذائيَّة عبرَ إزالة الموادّ المُضادَّة للتَّأكسُد، كالفلافونويدات (بالإنجليزيَّة: Flavonoids)، وأحماض الفينول (بالإنجليزيّة: Phenolic acids)، ومن ناحيةٍ أخرى فإنَّ مُعالجة العسل بهذه الطَّريقة تُعزِّزُ من مظهره العام؛ بحيث يبدو أكثر نقاءً، وسلاسةً، كما أنَّها تُحسِّنُ مذاقَه بالقضاء على خلايا الخميرة، إضافةً إلى زيادة مدَّة صلاحيَّته، وعلى العكس من العسل الخام، فإنَّ العسل المُبستَر (بالإنجليزيّة: Pasteurized honey) يُمكنُ أن يحتوي على بعض المُضافات الغذائيَّة، كالمُحلَّيات، ومنها؛ شراب الذُّرة عالي الفركتوز (بالإنجليزيّة: High fructose corn syrup)، أو ما يُرمَزُ له اختصاراً بـ HFCS، وشراب الأرز البنيِّ (بالإنجليزيّة: Brown rice syrup).
- عسل المانوكا: (بالإنجليزيّة: Manuka honey)، والذي يُصنَعُ بواسطة النَّحل الذي يتغذَّى على زهور شجرة الشاي (بالإنجليزيّة: Leptospermum scoparium)، والتي تُسمَّى أيضاً بـ Manuka bush، ويتميَّزُ عن غيره من الأنواع بفوائده الصحيَّة المُميَّزة.
- عسل الأكاسيا: (بالإنجليزيّة: Acacia honey)، ويتميَّزُ بلونه الفاتح مُقارنةً بغيره من الأنواع، ويتغذَّى العسل الذي يُنتِجُه على أزهار شجرة الرّوبينيَّة السَّنطيَّة، أو المعروفة باسمها العلميِّ Robinia pseudoacacia، وكذلك باسم Black locust.
- العسل النقيّ: الذي يُعتبَرُ أحد أصناف العسل المُبستَر، إلّا أنَّه يخلو من أيِّ مادَّةٍ مُضافةٍ.
- العسل الأسود: أو ما يُعرَفُ بـ Honeydew honey؛ وذلك لأنَّ نحلات العسل تصنَعُه عبر امتصاص مادّة المغثار (بالإنجليزيَّة: Honeydew) من الأشجار بدلاً من رحيق الأزهار، كما أنَّ لونه يُعدُّ الأغمق مُقارنةً بأنواع العسل الأخرى.
فوائد العسل
يُقدِّمُ العسل فوائدَ صحيَّةً عديدة، وفيما يأتي أبرزُها:[٦]
- مصدرٌ غنيٌّ بمضادّات الأكسدة: حيث تبيَّن أنّ العسل الخام يحتوي على موادَّ نباتيَّةٍ ثانويَّةٍ (بالانجليزيّة: Phytonutrients) تمتلك خصائصَ مُضادَّةً للسرطان، ومن الجدير بالذِّكر أنَّ العسل غامق اللون، مثل: عسل مانوكا، وعسل الحنطة السوداء (بالإنجليزيّة: Buckwheat honey)، وغيرهما، ويحتوي نِسباً أعلى من مضادّات الأكسدة مُقارنةً بالعسل فاتح اللَّون؛ وذلك وِفقاً لدراسةٍ أجرتْها مجلة الكيمياء الزراعيَّة والغذائيَّة (بالإنجليزيّة: Journal of Agricultural and Food Chemistry) عام 2009.
- زيادة مستوى البكتيريا النّافعة في الأمعاء: إذ تحتوي بعض أنواع العسل على البكتيريا النّافعة، كما أنَّ بعضها يحتوي مُركّبات Prebiotics، كالسُّكريات قليلة التعدُّد (بالإنجليزيّة: Oligosaccharides)، والتي تُحفِّزُ نُموَّ البكتيريا النّافعة في الأمعاء.
- مُضادٌّ للبكتيريا والجراثيم: وذلك لاحتوائه على مُركباتٍ سامةٍ للبكتيريا، مثل Methylglyoxal الموجودة في عسل المانوكا، أو مادّة بيروكسيد الهيدروجين (بالإنجليزية: Hydrogen peroxide) الموجودة في أنواعٍ أخرى من العسل، وعلاوةً على ذلك فقد كشفَتْ نتائجُ دراسةٍ قامتْ بها جامعة أمستردام عام 2011 عن احتماليَّة احتواء عسل المانوكا على عوامل أخرى مضادةٍ للبكتيريا؛ حيث لوحِظ استمراريَّة النشاط المضاد للبكتيريا على الرُّغم من إبطال تأثير مادة Methylglyoxal، وإضافةً إلى ذلك فإنَّ العسل يُعتبَرُ مصدراً غنيّاً بالسكّر الذي يحدُّ من الرطوبة؛ فيُعيق نموّ البكتيريا، ومن ناحيةٍ أخرى فقد أظهرت الدراسات قدرة بعض أنواع العسل على مُكافحة نموّ البكتيريا الخطيرة المقاوِمَة للمضادات الحيوية (بالإنجليزيّة: Antibiotic-resistant bacteria)،على الرُّغم من أنّ آلية عمله غير واضحة تماماً حتى الآن.
- تخفيف السُّعال والتهاب الحلق: لذلك يتَّجه العديد من النّاس إلى استخدامه كأحد مُكوِّنات الشّاي عند إصابتهم بالتهاب الحلق، والسُّعال، وقد أكَّدت نتائجُ دراسةٍ أجرتْها جامعة ولاية بنسلفانيا سنة 2007، أنّ الآباء وجدوا تأثيراً أكبر فعاليَّةً عند استخدام عسل الحنطة السوداء في التخفيف من السعال ليلاً للأطفال المصابين بـ عدوى الجهاز التنفسي العلوي (بالإنجليزيّة: Upper respiratory infection)، مُقارنةً بأحد أدوية السعال وهو الديكستروميتورفان (بالإنجليزية: Dextromethorphan).
القيمة الغذائيّة للعسل
يُوضِّحُ الجدول الآتي القيمة الغذائيّة الموجودة في 100 غرامٍ من العسل:[٧]
العنصر الغذائيّ | الكميَّة |
---|---|
السعرات الحرارية | 304 سعرةً حراريةً |
الماء | 17.10 مليليتراً |
السكريّات | 82.12 غراماً |
الألياف الغذائية | 0.2 غرام |
البروتين | 0.3 غراماتٍ |
الدهون | 0 غرام |
الكربوهيدرات | 82.40 غراماً |
الزنك | 0.22 مليغراماً |
الحديد | 0.42 مليغراماً |
الكالسيوم | 6 مليغراماتٍ |
البوتاسيوم | 52 مليغراماً |
فيتامين ب12 | 0 ميكروغرام |
الكافيين | 0 مليغرام |
الفسفور | 4 مليغراماتٍ |
المراجع
- ↑ Eilidh I.Ramsay, SureshRao, Lal Madathil (3-2019), "Honey in oral health and care: A mini review", Journal of Oral Biosciences, Issue 1, Folder 61, Page 32-36. Edited.
- ↑ Rachael Link (22-1-2019), "Is Honey Good for You, or Bad?"، www.healthline.com, Retrieved 9-5-2019. Edited.
- ↑ "HONEY", www.webmd.com, Retrieved 9-5-2019. Edited.
- ↑ "Honey", www.mayoclinic.org,18-10-2017، Retrieved 9-5-2019. Edited.
- ↑ Jennifer Berry (15-4-2019), "How are raw honey and regular honey different?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 9-5-2019. Edited.
- ↑ Sofia Layarda (18-5-2011), "Honey’s Health Benefits"، www.healthcastle.com, Retrieved 9-5-2019. Edited.
- ↑ "Basic Report: 19296, Honey", www.ndb.nal.usda.gov, Retrieved 9-5-2019. Edited.