محتويات
الخوارزمي
يعتبر الخوارزمي من أوائل علماء الرّياضيّات المسلمين، ويرجع الفضل في تقدّم العلم في الغرب إلى أبحاثه بعد ترجمتها من اللغة العربيّة إلى اللغة اللاتينيّة، وهو عالم مسلم برع في الفلك، والرّياضيّات، والجغرافيا، والحساب، واسمه أبو عبد الله محمّد بن موسى الخوارزميّ، ويكنّى بأبي جعفر، وينسب إلى مدينة خوارزم أحد أقاليم خراسان من بلاد فارس (جمهوريّة أوزبكستان حالياً).
نشأة الخوارزميّ
وُلد الخوارزمي في مدينة خوارزم عام 164 هجري، وانتقلت عائلته بعد مدّة قصيرة من مدينة خوارزم للعيش في مدينة بغداد التي عاش فيها إلى أن توفّي عام 235 هجري، وكانت وقتها عاصمة الدّولة العباسيّة وأعظم دولة في العالم، وبرز الخوارزميّ في زمن الخليفة المأمون الذي عيّنه رئيساً لبيت الحكمة في بغداد، وأوكل إليه مهمّة جمع الكتب اليونانيّة وترجمتها، ممّا أفاده كثيراً وساعده على الاطّلاع على علوم الرّياضيات، والجغرافيا، والفلك، والتّاريخ، وأوكل إليه أيضاً مهمّة رسم خريطة العالم التي عمل فيها هو وسبعون جغرافيّاً آخرين في بيت الحكمة.
إنجازات الخوارزمي في مجال الرياضيّات
قام الخوارزمي بإنجازات كثيرة في مجال الرياضيات، وكانت هذه الإنجازات نتيجة لأبحاثه الخاصّة التي جمع وطوّر من خلالها المنطق وأدخله إلى علوم الإغريق والهنديين، واعتمدت بعض أعماله على علم الفلك الفارسيّ، والأرقام الهنديّة، وعلم الرّياضيات اليوناني.
من إنجازات الخوارزمي أنّه ابتكر علم حساب الخوارزميّات (اللوغاريتمات)، وعمل الجداول الخاصّة بها، وأنجز مهمّة في علم الجيوب والظّلال، وأعدّ الجداول الهندسيّة الخاصة بها، وأسّس الخوارزميّ علم الجبر الذي اشتُهر به وفصله عن علم الحساب، وأدى منهجه المنطقي في حل المعادلات الهندسيّة إلى نشوء هذا العلم الذي استخدمه الخوارزمي في حلّ المعادلات بعد تكوينها.
من إسهامات الخوارزمي الأخرى في الرّياضيات اكتشافه لبعض القواعد مثل قاعدة الخطأين، وابتكر الخوارزمي طريقة أدق وأكثر سهولة لحل العمليّات الحسابيّة، خاصّة بعد نشوء الحاجة عند المسلمين لاستخدام الحساب في الأمور الشرعيّة مثل الإرث وغيره، وذلك بعد أن كانوا يستعملون طريقة اليونان المعقّدة في الحساب.
يرجع الفضل غلى الخوارزميّ في تعريف الأرقام العربيّة، وهو الذي أدخل رقم الصّفر إلى الأعداد، واكتشف طريقة تحديد مساحات الأشكال والسطوح الهندسيّة مثل: الدّائرة، والقطع الدّائري، والأشكال المستقيمة الأضلاع.
كتاب الجبر والمقابلة للخوارزمي
ألّف الخوارزميّ كتابه الشّهير الجبر والمقابلة بناءً على طلب الخليفة المأمون، وأوضح الخوارزمي من خلاله أول طريقة حل منهجي للمعادلات الخطيّة والتربيعيّة متعدّدة الحدود، عن طريق إلغاء المصطلحات المتماثلة على طرفي المعادلة.
احتوى كتاب الجبر والمقابلة على العديد من الفصول منها: الضرب والقسمة، والجمع، والطرح، والمعادلات، وأمور البيع والإيجار، والنّقد والصّرف، والموازين، والحجوم، والمساحات، والمواريث، وقد ترجم هذا الكتاب إلى اللغة اللّاتينيّة وأدخلت مصطلحات الجبر والصّفر إلى الغرب من خلاله، ولفظ الجبر في كلّ لغات العالم مشتق من الكلمة العربيّة الجبر.
مؤلّفات الخوارزمي
ألّف الخوارزمي العديد من الكتب في مجال الفلك، والرّياضيّات، والجغرافيا ومن أشهر هذه الكتب:
كتاب صنع الاسطرلاب في مجال الفلك، وكتاب صورة الأرض وجغرافيتها أشهر كتبه في الجغرافيا، وكتاب المعرفة الذي يبحث في علم النّجوم، وكتاب الجمع والتّفريق في الحساب الهنديّ، وأعاد كتابة كتاب الفلك الهندي السند هند الكبير وأسماه السند هند الصّغير، وكتاب رسم الرّبع المعمور، وغيرها الكثير من الكتب.