محتويات
سعد بن أبي وقاص ثالث الصحابة
حينما ابتدأ النبيّ عليه الصلاة والسلام دعوة المسلمين إلى رسالة الإسلام والتوحيد آمن به عددٌ من الرجال الذين كان لهم قدم صدق وسبق في الإسلام، ومن هؤلاء الرّجال صحابي جليل كان من الثلاثة السابقين إلى الإسلام بعد أبي بكر الصديق وعلي ابن أبي طالب رضي الله عنهما، وقد تميّز رضي الله عنه بصفاتٍ كثيرةٍ وخصال كريمة أهّلته لأن يكون واحداً من أفضل الصّحابة، وأحد الذين بشرهم النبي عليه الصلاة والسلام بأنهم من أهل الجنة، فما هي قصة هذا الصحابي الجليل؟ وما هي أبرز محطات حياته؟
إسلام سعد بن أبي وقاص
رأى سعد ابن أبي وقاص رؤيا أنه كان يمشي في طريق مظلم، وكلما قطع فيها المسافات زادت ظلمةً حتى وصل إلى قمر منير أضاء له طريقه، وكان تحت هذه الطريق صحابيان جليلان هما أبو بكر الصديق وعلي ابن أبي طالب رضي الله عنهما، فلما أفاق سعد من نومه شعر بانشراح عجيب في صدره للإسلام فسارع إلى الإيمان به والدعوة إليه بين الناس.
بر سعد بن أبي وقاص بوالديه
كان سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه شديد البر لوالدته حتى أنّه حينما أسلم وعلمت أمه بقصة إسلامه، آلت على نفسها ألا تأكل أو تشرب حتى يعود عن دينه، وعلى الرغم من شدة حب سعد لأمه إلّا أن حب الله ورسوله أشد من حبه إياها، فقام مخاطباً إياها مبيناً أنه لو كان لها ألف نفس خرجت كلها أمامه ما ترك دين الإسلام، فلما استيأست أم سعد منه أكلت وشربت وعادت لما كانت عليه.
سعد مسدد الرمي والدعاء
كان سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه رامياً محارباً لا يعرف الهزيمة والفرار في المعارك، وقد صمد مع النبي عليه الصلاة والسلام في معركة أحد وهو يرمي والنبي الكريم يقول له ارم سعد، فداك أبي وأمي، فلم يفتد النبي الكريم أحدا بأمه وأبيه غير سعدا، وقد كان رضي الله عنه مجاب الدعوة لا يُخطئها بفضلِ دعاء النبي له بذلك حين قال، اللهم سدد رميه وأجب دعوته، وقد ثبت أن نفر من الناس آذى سعداً فدعا عليه فاستجاب الله تعالى له دعاءه في الحال.
سعد بطل معركة القادسية وقاهر الفرس
كان سعد رضي الله عنه ممن اختارهم عمر الفاروق رضي الله عنه لقتال الفرس وقيادة جيوش المسلمين في العراق، وقد تمكّن في معركة القادسية وما بعدها من إلحاق الهزيمة الساحقة بالفرس وقتل قائدهم رستم، وقد ولّي الكوفة زماناً ثم استقرّ فيه المقام في أواخر حياته في المدينة حيث دفن في البقيع سنة خمسة وخمسين للهجرة.