محتويات
أوقات العبادات
خصّص الله -تعالى- أوقاتاً لأداء الكثير من العبادات، كما خصَّص لبعضها أماكن مُحدَّدة، ومن العبادات التي حرص الشرع على بيان أوقاتها وتحديدها الصلوات الخمس، إلى جانب حرصه على تحديد بعض الأوقات الخاصّة بالنوافل منها، كصلاة الضحى، وصلاة القيام،[١] أمّا صلاة التراويح، فبيان الوقت الذي يتعلّق بأدائها فيه عند الفقهاء فيما يأتي:
متى ينتهي وقت صلاة التراويح
ذهب الفقهاء من الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة إلى أنّ وقت صلاة التراويح يبدأ بعد الانتهاء من صلاة العشاء، ولا يصحّ أداؤها قبل صلاة العشاء، أمّا أفضل وقت لأدائها، فيكون بعد سُنّة العشاء، ولكن إن بُدِئ بها قبل سُنّة العشاء، فإنّه يُعَدّ صحيحاً أيضاً، ويُشار إلى أنّ وقتها يستمرّ إلى طلوع الفجر، فإذا طلع الفجر انتهى وقتها، وذهب الحنفية، والحنابلة إلى جواز أداء صلاة التراويح قبل الوتر، أو بعده، بينما ذهب المالكيّة إلى كراهة تأخيرها بعد الوتر.[٢][٣][٤][٥]
والأفضل للإمام تأديتها في المسجد في أوّل وقتها بعد صلاة العشاء مباشرة، فلا يُؤجّل أداءها إلى منتصف الليل، أو إلى آخره؛ لتلافي وقوع المُصلّين في المَشقّة والتعب الذي قد يحصل نتيجة تأخير الصلاة، ولاحتمال فوات الصلاة على من يغلبه النوم، كما أنّ المسلمين اعتادوا على أداء صلاة التراويح بعد صلاة العشاء مباشرةً دون تأخير، أمَّا من أراد تأدية صلاة التراويح في منزله، فهو مُخيَّرٌ في أدائها؛ إمّا في أوّل الوقت، أو في آخره.[٦]
أحكام مُتعلّقة بوقت صلاة التراويح
حُكم قضاء صلاة التراويح لمَن فاته وقتها
اتّفق الفقهاء من الحنفية في أصحّ أقوالهم، والحنابلة في ظاهر أقوالهم على أنّ صلاة التراويح لا تُقضى إذا فات وقتها بطلوع الفجر؛ والسبب في ذلك أنّ صلاة التراويح ليست سُنّة مُؤكّدة أكثر من السنن الخاصّة بكلٍّ من المغرب والعشاء، فإذا كانت سُنّة المغرب وسُنّة العشاء لا تُقضيان، فسُنّة التراويح أولى بعدم قضائها، وذهب بعض الحنفية إلى أنّها تُقضى ما لم يأتِ وقت تراويح أخرى، ويقضيها المُصلّي وحده، وقِيل يقضيها ما لم ينتهِ شهر رمضان، وذهب الشافعية إلى أنّ النفل المُحدَّد بوقت مُعيَّن يُندَب قضاؤه، وتجدر الإشارة إلى أنّه لم يكن للمالكيّة تصريح في المسألة.[٧][٨][٣]
حُكم من تأخّر عن الإمام في صلاة التراويح
يؤدّي تأخُّر المُصلّي عن الصلاة مع الإمام إلى فوات شيءٍ من الصلاة عليه؛ وعليه فإنّ بيان كيفيّة إدراك المُصلّي لذلك على النحو الآتي:[٩]
- فوات صلاة العشاء: إذا فات المُصلّي أداءُ صلاة العشاء مع الإمام، وأدركَه في صلاة التراويح، فإنّه يُصلّي مع الإمام، وينوي أداء صلاة العشاء، فإذا سلَّم الإمام بانتهاء صلاة التراويح، قام وأكمل صلاة العشاء؛ لجواز أن يُصلّي المسبوق الفريضةَ خلف إمام يُصلّي النافلة؛ لحديث جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- أنّه قال: (كانَ مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ يُصَلِّي مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ يَرْجِعُ، فَيَؤُمُّ قَوْمَهُ)؛[١٠] فقد كان معاذ -رضي الله عنه- يُصلّي بقومه نَفلاً، وهم يُصلّون الفريضة، ويُشار إلى أنّه من الأفضل للمسبوق أن يقضيَها جماعة إن أمكنه ذلك، وإلّا قضاها منفرداً.
- فوات شيء من صلاة التراويح: إذا فات المُصلّي شيء من صلاة التراويح مع إمامه، فإنّه يقوم بعد سلام الإمام في ركعة الوتر، ولا يُسلّم مع الإمام، ويأتي بركعة أخرى فيجعلها شَفعاً، ثمّ يقضي ما فاته من صلاة التراويح، ثمّ يُصلّي الوتر بعد ذلك وحده، ولا يجعل قضاء ما فاته من التراويح بعد الوتر.
للمزيد من التفاصيل عن صلاة التراويح الاطّلاع على مقالة: ((ما هي صلاة التراويح)).
المراجع
- ↑ محمد بن إبراهيم بن عبدالله التويجري، "كتاب: موسوعة الفقه الإسلامي/ مواقيت العبادات "، www.al-eman.com ، اطّلع عليه بتاريخ 30-3-2020. بتصرّف.
- ↑ زين الدين الرازي (1417)، تحفة الملوك (الطبعة الأولى)، بيروت: دار البشائر الإسلامية، صفحة 81. بتصرّف.
- ^ أ ب الرحيباني (1994)، مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى (الطبعة الثانية)، دمشق: المكتب الإسلامي، صفحة 562-563، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ النووي، المجموع شرح المهذب، دمشق: دار الفكر، صفحة 32، جزء 4. بتصرّف.
- ↑ كوكب عبيد (1986)، فقه العبادات على المذهب المالكي (الطبعة الأولى)، دمشق: مطبعة الإنشاء، صفحة 195. بتصرّف.
- ↑ "وقت صلاة التراويح"، islamqa.info، 11-11-2002، اطّلع عليه بتاريخ 21-3-2020. بتصرّف.
- ↑ وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية (1992)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: دار الصفوة، صفحة 149، جزء 27. بتصرّف.
- ↑ نجاح الحلبي، فقه العبادات على المذهب الحنفي، صفحة 108. بتصرّف.
- ↑ "إذا فاته شيء من أول التراويح فكيف يقضيها؟"، islamqa.info، 20-10-2006، اطّلع عليه بتاريخ 21-3-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 701، صحيح.