مدينة بغداد

كتابة - آخر تحديث: ١١:٤٧ ، ٤ فبراير ٢٠١٦
مدينة بغداد

العراق

تتألف الجمهوريّة العراقية من ثماني عشرة محافظة، وتتخّذ من بغداد عاصمة لها، قامت على أرضها العديد من الحضارات، ويقيم على أراضيها الممتدة مساحتها إلى أربعمئة وثمانٍ وثلاثين ألفاً وثلاثمئة وسبعة عشر كيلومتراً مربّعاً ما يقارب سبع وثلاثون مليون نسمة أو أكثر، وتخضع العراق لنظام حكم اتحاديّ جمهوري، وهي دولة برلمانيّة.


وتًعتبر العاصمة بغداد أكبر المحافظات في الجمهوريّة، وتليها محافظة ديالى ثم الأنبار ثم كركوك ثم صلاح الدين، أما إقليم كردستان فهو إقليم له حكومة خاصة به، وقوات عسكرية رسمية خاصة به أيضاً.


بغداد

أكبر محافظات جمهوريّة العراق من حيث السكان، إذ يقيم فيها سبعة ملايين نسمة تقريباً، وثاني أكبر مدينة على مستوى الوطن العربيّ أيضاً من حيث السكان، يعود تاريخ نشأتها للعصر العباسيّ عام 145 هجرية أنشأها العباسيون في عهد الخليفة أبي جعفر المنصور، واتخذوها عاصمة لهم حتى انتهوا من بناء مدينة سامرّاء، ويشطر نهر دجلة الذي يعبر بغداد إلى نصفين أحدهما مدينة الكرخ الواقعة على الضفة الغربية للنهر، ومدينة الرصافة الواقعة على الضفة الشرقية للنهر.


تحتضن محافظة بغداد الكثير من المواقع الأثريّة التاريخية، والتي أولتها أهمية تاريخية عريقة، ومنها إيوان كسرى الكائن في منطقة المدائن، كما أنّ على أراضيها أول جامعة في التاريخ وهي المدرسة المستنصريّة، أما فيما يتعلق بالمقامات والأضرحة فيرقد في ربوعها الأئمة موسى الكاظم، وأبو حنيفة النعمان، وعبد القادر الكيلاني، وسلمان الفارسي وغيرهم.


حملت بغداد هذه التسمية بأمر من بانيها أبي جعفر المنصور، إذ وقع الاختيار على هذا الاسم نسبة إلى قرية كانت قائمة في تلك المنطقة، وكانت تعتبر مركزاً لتجمع التجار من الأصول الفارسية في مطلع كل شهر، وتشير المصادر التي استدل بها المنصور إلى تاريخ القرية التي كانت قائمة بأنّ اسمها بغدان، وحملت المدينة عدة مسمّيات منها الزوراء، والمدينة المدوّرة، ومدينة الخلفاء، ومدينة المنصور، ودار السلام، ولكن الاسم الشائع لها بغداد حتى وقتنا هذا.


التاريخ

تعاقبت الحضارات التي قامت على الأراضي البغدادية في العراق، إذ كشف علماء الآثار عن عودة أصول هذه المدينة إلى العصر الآشوريّ قبل أن يتخذها أبو جعفر المنصور عاصمة لخلافته العباسيّة، وما زاد مدينة بغداد أهمية موقها الاستراتيجيّ والجغرافي وسط الحضارات الإنسانيّة التي قامت شمال وجنوب البلاد، ما جعل منها بيئة مناسبة لمنح الإنسان القدرة على مواكبة الحضارات والتطوّرات فكريّاً.


وفي خلافة هارون الرشيد بلغت مدينة بغداد أوج ازدهارها ومجدها، فأصبحت مدينة ذات عمران وأبنية تمتد على طول جوانبها امتداداً عظيماً، وبذلك أصبح شكل المدينة وكأنها مدن تلاصقت مع بعضها البعض، وتعتبر المدينة مركزاً لانطلاق قصص ألف ليلة وليلة ومحورها.


وتعرّضت بغداد لهجوم مغوليّ وذلك في عام 1258م بقيادة هولاكو، ودُمرت المدينة عن بكرة أبيها، وأُبيد سكانها البالغ عددهم آنذاك ثمانمئة ألف نسمة، وتراجعت إلى مركز ولاية بأمر من هولاكو.


الجغرافيا

تقع مدينة بغداد في المنطقة الوسطيّة لجمهورية العراق، إذ تعتبر مركزاً متوسطاً بين المدن الشمالية والجنوبية، فتفصل بينها وبين البصرة مسافة تصل إلى أربعمئة وخمسة وأربعين كيلومتراً جنوباً، وثلاثمئة وخمسين كيلومتراً عن الموصل إلى الشمال، وتبعد عن محافظة أربيل مسافة ثلاثمئة وعشرين كيلومتراً، أما وجغرافياً تقع على خط عرض ثلاث وثلاثين درجة، وخط طول أربع وأربعين درجة، وقد منح توافر المياه بكثرة وقلة خطورة تشكل الفيضانات لبغداد أهميّة بالغة وموقعاً استراتيجيّاً، الأمر الذي ساهم بدعمها لزيادة نفوذها واتساع رقعتها، وما حفز ذلك أيضاً هو الاتصال المباشر بينها وبين نهر دجلة.


تُصنّف مدينة بغداد إلى عدة مناطق، وبشكل رئيسي فإن نهر دجلة يقسم المدينة إلى جزأين الكرخ والرصافة، وتقام في كلتا المناطق مبانٍ متحضرة وحديثة، ومحلات وأسواق تجاريّة، وكما تحتضن بغداد مناطق صناعية منها منطقة التاجي الصناعيّة الواقعة في شمال بغداد، والحي الصناعي في منطقة البياع.


المناخ

تتأثر العاصمة العراقية بغداد بالمناخ الصحراويّ، إذ يمتاز صيفها بالجفاف الشديد، فترتفع درجات الحرارة لتصل إلى خمسين درجة مئوية صيفاً، وسجلت المدينة نظراً لصحراويّة مناخها أعلى درجة حرارة في العالم، وشهدت المدينة عواصف ترابيّة عاتية تزامنت مع درجات الحرارة المرتفعة وتعزى هذه الظاهرة إلى الاحتباس الحراريّ، وارتفاع نسبة عنصر الكربون، وتعاني المدينة من عدة مشاكل كالتصحر وانجراف التربة والجفاف.


الاقتصاد

تعتبر العاصمة بغداد مركز اقتصاد البلاد، إذ تقوم بها المصانع والورش، وهي بمثابة حلقة وصل تجاريّة بين الدول المجاورة كتركيا وسوريا والهند ودول جنوب شرق آسيا، ويعتمد اقتصاد العراق وبغداد بشكل خاص على القطاعات الصناعيّة والزراعية والتجاريّة، وتكون على النحو التالي:

  • القطاع الصناعي: يقوم القطاع الصناعي في بغداد على صناعة السجاد والمنسوجات والجلود، كما يُعتبر الإسمنت والتبغ من أكثر المنتجات أهمية فيها، ومن أكثر الأنشطة التي تحظى بأهميّة اقتصادية أكثر من غيرها من ممارسات المدينة الاقتصادية هو تكرير النفط وإنتاجه، إذ بلغ الاحتياطي النفطي أكثر من ثمانية ملايارت برميل من الحقل الشرقي في بغداد، ويعتبر من أكبر الاحتياطات في البلاد، وتحتضن المدينة ثالث أكبر مصفاة على مستوى البلاد وهي مصفاة الدورة، إذ تبلغ طاقتها الإنتاجية أكثر من مئة ألف برميل يومياً.
  • القطاع الزراعي: تشتهر مدينة بغداد بزراعة النخيل فيكثر انتشارها على ضفاف نهر دجلة، ويعود تاريخ قيام هذه البساتين إلى الدولة العثمانيّة، وما يشير إلى ذلك سندات الطابو والوثائق العثمانيّة، كما يكثر انتشار الحمضيات والأشجار المثمرة فيها.
  • القطاع التجاريّ: تقع بغداد على الطريق التجاري مسار طريق الحرير العالميّ الذي يعبر وسط العراق، وأصبحت بفضل موقعها مسيطرة على الاقتصاد الوطني، وتمركزت الحركات التجاريّة والاقتصادية بأسواقها واقترنت بها بشكل مباشر، وتعيش المنطقة انتعاشاً اقتصادياً طيلة أيام السنة، ومن أشهر الأسواق التجارية في بغداد سوق الصفافير والسراي والساعاتية والمستنصر وغيرها.


السياحة

كانت مدينة بغداد تحظى بأهمية سياحيّة قبل اندلاع الحروب بها، إذ تحتضن معالم سياحيّة وأثرية كثيرة، منها المتاحف التي تحتوي على العملات وهياكل البشر وتماثيل لشخصيّات بارزة عاشت منذ القرن السابع عشر الميلادي وحتى وقتنا الحاضر، ومن الآثار المتبقية في المدينة الآثار الإسلاميّة وما تبقى من سور بغداد، والمدرسة المستنصرية ومقر المعتصم، وجامع الخلفاء، ومسجد الإمام الأعظم، وجامع الأحمدية وغيرها، وتضم المدينة مناطق ترفيهيّة متعددة من أهمها جزيرة بغداد السياحية، ومنتزه الزوراء، وجزيرة الأعراس، ومدينة ألعاب الكرخ.


الصحة

يوجد على أراضي مدينة بغداد أكبر صرح طبي على مستوى الشرق الأوسط وهو مدينة الطب، وتحتضن داخل أسوارها خمسة مستشفيات، ودار التمريض الخاصة، وحماية الأطفال، والجراحات التخصصية، وأمراض الجهاز الهضمي والكبد، ومن أهم المستشفيات مستشفى الكاظمية التعليمي، ومستشفى الشيخ زايد، ومستشفى أطفال الكاظمية.


الثقافة

انبثقت الأهمية الثقافية لمدينة بغداد من الصروح التي تقوم فوق أراضيها ومن أهمها المتاحف والمكتبات والمسارح والمدارس التاريخية، وأكثر ما تشتهر به انتشار الآثار الإسلامية ومن هذه الآثار:

  • الحضرة الكاظميّة: هو الضريح الخاص بالإمام موسى الكاظم، ويقع مرقده على الناحية الأخرى لنهر دجلة من ضريح الإمام الأعظم أبي حنيفة، وهذا الضريح له ولحفيده الإمام محمد الجواد.
  • الحضرة القادرية: هو مرقد الإمام عبد القادر الجيلاني، ويعتبر من أهم المساجد والمدارس في تاريخ بغداد.
  • جامع الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان في الكاظمية.
  • شارع الرشيد.
  • برج بغداد.
  • القصر الجمهوري.
  • محطة بغداد المركزية.
  • نصب الشهيد.
  • ساحة الاحتفالات.
  • نصب الجندي المجهول.
  • المدرسة المستنصرية: تعتبر صرحاً تعليمياً عريقاً، تعود نشأتها إلى العهد العباسي وتنسب إلى الخليفة المستنصر بالله.
912 مشاهدة