المسجد الحرام
يعد المسجد الحرام من المساجد العظيمة في الإسلام، ويقع في وسط مدينة مكة المكرّمة غرب المملكة العربيّة السعوديّة، تتوسطه الكعبة المشرّفة التي تعتبر أول بيت وضع للناس على الأرض، وذلك بهدف العبادة لله تعالى، كما أنّها أقدس بقعة على وجه الأرض لدى المسلمين، فهي قبلة المسلمين الذين يتوجهون إليه في صلاتهم، ويحجون بها.
تعود تسمية المسجد الحرام إلى حرمة القتال فيه منذ دخول النبي عليه الصلاة والسلام إلى مكة المكرّمة وبيده النصر، فالصلاة فيه تساوي مئة ألف صلاة في غيره، لقوله تعالى:(إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ) [آل عمران:96]، ويعد المسجد الحرام أول المساجد الثلاث التي تُشد إليها الرحال، لقول المصطفى عليه الصلاة والسلام:(لا تُشَدُّ الرحالُ إلا إلى ثلاثةِ مساجدَ : مسجدِ الحرامِ، ومسجدِ الأقصَى، ومسجدي هذا) [صحيح البخاري].
عدد منارات المسجد الحرام
يذكر التاريخ أنّ الخليفة العباسي أبا جعفر المنصور قد بنى أول مئذنة للحرم المكي، وذلك قبل نحو 1300عام، وشهدت التوسعة الثالثة للحرم المكي في العهد السعودي الحالي ارتفاع عدد مآذن الحرم المكي إلى ثلاث عشرة مئذنة.
أنشأ الخليفة المنصور منارة باب العمرة أثناء عمارة المسجد في عهده عام 139هـ، ثم قام بتجديدها وزير الموصل عام 551هـ، وقد أصلحت على يد السلطان جقمق عام 843هـ، إلى أن جاء السلطان سليمان وأعاد بناءها عام 931هـ، حيث أمر سليمان بإعادة بناء رأسها على نمط منابر الروم، إذ كانت تغطيها قبة.
بنى الخليفة محمد المهدي ثلاث منارات سنة 168هـ، واحدة منها على باب السلام فقد كانت بدورين، إلا أنّها هُدمت في زمن الناصر فرج بن برقوق عام 810هـ، أمّا الثانية فقد كانت على باب علي، لكن السلطان سليمان قد أمر بهدمها، لأنّه أعاد بناءها بالحجر الأصفر المنحوت، وجعل رأسها كمنابر الروم، والثالثة هي على باب الوداع، والتي أعاد بناءها الأشرف شعبان صاحب مصر وذلك بعد سقوطها عام 771هـ، لتعمر في السنة التي بعدها، إلى أن جاء العثمانيّون وبنوها على الطراز العثماني، وأطلق عليها مئذنة باب الوداع عام 1072هـ.
أنشأ المعتضد بالله منارة خامسة وسميت بمنارة باب الزيادة عام 284هـ، إذ تقع ما بين باب دار الندوة وباب الزيادة وباب القطبي، ثم آلت بالسقوط، وأعاد بناءها الأشرف برسباي عام 826هـ بأسلوب مملوكي، وتم إنشاء المنارة الثامنة وهي منارة مدرسة قايتباي على يد السلطان قايتباي ما بين باب النبي وباب السلام بثلاثة أدوار، وعلى رأسها قمة مصرية وذلك عام 883هـ مع المدرسة.
قام السلطان سليمان ببناء المنارة السابعة في إحدى هذه المدارس الأربعة، فقد حدد موقعها ما بين باب السلام وباب الزيادة، فقد صمّمت المنارة بحجارة عالية وصفراء اللون.
بدأت التوسعة الأولى في العهد السعودي عام 1375هـ، وتم بناء المنارات على ارتفاع 89متراً، فقد صُمّمت على الطراز الحديث، لتتناسب مع العمارة الحديثة للمسجد، ثم أضيفت منارتان لتصبح تسع منارات، وفي الوقت الحاضر أضيفت أربع منارات، وأصبح عدد منارات المسجد الحرام ثلاث عشرة مئذنة موزعة على الأبواب الرئيسيّة للحرم المكي.