محتويات
عبادة الأصنام
تُعتبر عبادة الأصنام من طرق العبادة التي اتبعها الكثير من الأقوام قبل إنزال الرسالات السماوية من الله عز وجل عليهم، فكانوا يضعون صنماً مَصنوعاً من الحجارة أو من المعادن في مكان مُحدد، ويذهبون إليه لتقديم القربان له، وعندما كان يأتي الرسل لتلك الأقوام ويسألونهم عن سبب عبادتهم لتلك الأصنام التي لا تضر ولا تنفع، كانوا يُجيبون بأنهم رأوا آباءهم يعبدونها وهم بقوا على ذلك.
أول من أدخل عبادة الأصنام للبشر
لم يتمكن العلماء من معرفة الشخص الذي أدخل عبادة الأصنام للبشرية، فكان ذلك صعباً بسبب توالي العصور المختلفة على عبادتها، وفقط توصل العلماء بأن الأصنام التي كانت تُعبد من قبل قوم نوح هي نفسها التي كان يعبدها العرب في الجزيرة العربية.
أول من أدخل عبادة الأصنام للجزيرة العربية
عمرو بن لحي الخزاعي هو أول من أدخل عبادة الأصنام إلى مكة المكرمة، فكان عمرو زعيماً كبيراً يسمع كلامه جميع الناس في تلك المنطقة، فأمر بأن تُعبد الأصنام كونه رآها تُعبد في بلاد الشام فظن أن ذلك الحق، فدار حوار بينه وبين أهل الشام عن تلك الأصنام قبل أن يدخلها لمكة، وكان ذلك الحوار:
قال عمرو لأهل الشام: ما هذه الأصنام التي أراكم تعبدون؟
فأجابوا: هذه أصنام نعبدها فنستمطرها فتمطرنا ونستنصرها فتنصرنا.
فقال عمرو: ألا تعطوني منها صنماً فأسير به إلى أرض العرب فيعبدونه، فأعطاه أهل الشام صنماً يُدعى بهبل وجاء به لمكة ونصبه وأمر الناس بعبادته، ثم تبع أهل مكة أهل الحجاز في تلك العبادة، لتنتشر بين جميع القبائل العربية.
انتهاء عصر عبادة الأصنام
انتهت عبادة الأصنام بعد أن بُعث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من الخالق عز وجل إلى العرب، فدعا الرسول الكريم أهل مكة بأن لا يعبدوها وأن يعبدوا الله تعالى الخالق والقادر على كل شيء، فاستكبروا في بداية الأمر واتهموه بالجنون، ولكن الله تعالى أمده بالصبر ومواصلة الدعوة إلى أن دخل بها عدد كبير من الناس، ونسوا عبادة الأصنام، وبقيت الديانة الإسلامية هي الديانة المنتشرة بين العرب إلى وقتنا الحاضر.
عبادة الأصنام في الديانة المسيحية واليهودية
نهت الديانة المسيحية واليهودية نهياً قاطعاً عبادة الأصنام والأوثان، ففي الوصايا العشر الموجودة في الديانة المسيحية ذُكر ذلك، والوصية هي: "لا يكن لك آلهة أخرى أمامي. لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا، وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ، ولاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ". وعقوبة من يعبد الأصنام في الديانة المسيحية واليهودية هي الرجم حتى الموت.