الصلاة
تعدّ الصلاة من أهم الفرائض والأركان التي وجب على المسلم أداؤها، كما أعطى الإسلام الرخص لغير القادرعلى أدائها والقيام بها على وقتها، ومن هذه الرخص قصرُ الصّلاة، وتعتبرُ هذه الرخص من النّعم الله وفضله علينا ومن رحمته بنا، وفي هذا المقال سوف نتناول الحديث عن قصر الصلاة، وعن مدة انتهاء القصر للمسافر.
صلاة القصر
هي عبارة عن قصر الصلاة الرباعيّة إلى ركعتيْن فقط، ويشمل هذا القصر صلاة العشاء والعصر والظهر؛ لأنها تتكون من أربع ركعات فرض، أما بالنسبة لصلاة المغرب والفجر فلا قصْرَ فيهما؛ لأن عدد ركعاتهما أقلّ من أربع، وقصر الصلاة لا يكون إلا بالسفر الطويل والذي يتجاوز 80 كم، والمسافر أيضاً مخيّر ما بين القصر والإتمام، لكن القصر يعد أفضلَ من الإتمام في الصلاة، وذلك لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته" رواه مسلم
مدة القصر
للمسافر أن يقصر مدّة سفره حتى يصل للبلد الذي يريدها ومقداره بالزّمن يومان معتدلان، فإذا نوى الإقامة أكثر من أربعة أيام بغير يوميّ الخروج والدّخول، أو كان له زوجة في البلد الذي سافر إليها يتمّ صلاته ولا يقصر، وكذلك أيضاً إذا قدم محلّ إقامته الثابتة، ونوى الإقامة فيها أقل من أربعة أيام كمسافر مرّ بوطنه وأقام فيه يوماً واحداً مثلاً، ثمّ واصل سفره فلا يجوز له أن يقصر بل يتم صلاته، كما ينتهي مدة القصر للمسافر عند رجوعه إلى أرض وطنه.
شروط القصر
*أن يبدأ المسافرُ بقصر الصلاة عندما يترك بلده ويعبر بساتينها وضواحيها، ولا يجوز القصر قبل ذلك. *أن ينوي المسافر القصر قبل كلّ صلاة يؤديها، وأن تكونَ المسافة التي يقطعها تزيد عن 80 كم. *أن يكون السفر لأمر مباح، بعيداً عن ارتكاب المعاصي والآثام، وذلك لأنّ الرخص التي يشرعها الإسلام غير المتعلّقة بالمعاصي والخطايا، لقوله تعالى: "فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ". *أن ينتهي وقت القصر في حالة وصول المسافر لوطنه.
حكم صلاة القصر
صلاة القصر سنّة مؤكدة إذا أتمّ شروط القصر بشكل كامل، حيث كان رسولنا الكريم محمد -صلى الله عليه وسلّم- يقصر في جميع أسفاره وتنقلاته، لذلك لا يجوز تركها، كما لا يجوز للمسافر أن يترك صلاة الجماعة من أجل أداء صلاة القصر لمفرده، فإذا كان المسافر يصلي وراء إمام مقيم، فيجب عليه إكمال الصلاة خلف الإمام.