أبيات حكمة قديمة

كتابة - آخر تحديث: ٩:٠٥ ، ١٧ مارس ٢٠١٩
أبيات حكمة قديمة

قصيدة لا يدرك الحكمة من عمره للشاعر الإمام الشافعي

لا يُدرِكُ الحِكمَةَ مَن عُمرُهُ

يَكدَحُ في مَصلَحَةِ الأَهلِ

وَلا يَنالُ العِلمَ إِلّا فَتىً

خالٍ مِنَ الأَفكارِ وَالشُغلِ

لَو أَنَّ لُقمانَ الحَكيمَ الَّذي

سارَت بِهِ الرُكبانُ بِالفَضلِ

بُلي بِفَقرٍ وَعِيالٍ لَما

فَرَّقَ بَينَ التِبنِ وَالبَقلِ


قصيدة ألكني إلى من له حكمة للشاعر أبو العلاء المعري

أَلِكني إِلى مَن لَهُ حِكمَةٌ

أَلِكني إِلَيهِ أَلِكني أَلِك

أَرى مَلَكاً طانَهُ لِلحِمامِ

فَكَيفَ يُوَقّى بَطينُ المَلِك

فَما لي أَخافُ طَريقَ الرَدى

وَذَلِكَ خَيرُ طَريقٍ سُلِك

يُريحُكَ مِن عيشَةٍ مُرَّةٍ

وَمالٍ أَضيعَ وَمالٍ مُلِك


قصيدة حكمة النساء للشاعر قاسم حداد

أجهشت النساء المغدورات برجالهنَّ

وأوشك الجزعُ أن يبلغ بهنّ

ليرمين خواتمهنَّ في وجوه الرجال

لكنهن استدركن فأمسكن عن الخلع

واستدرن نحو دُورهنَّ

يدهنَّ الأسرَّةَ بالتوابل

ويؤجّجن القناديل بزعفران السهرة

و يذهبنَ في استجواب المرايا

يشحذنَ َ أسماء عشاقهنَ بالأكباد

وكان في ذلك حكمة

سألتْ امرأةٌ

وهي تشقُّ القمصان من كل جانب

لماذا لا تطلق الغابة كائناتها فصلاً واحداً

تمتحن بها طبيعة النساء المغدورات

رهينات الوحشة في الغرف الشاسعة

مثل شتاء الغربة؟

سألتْ امرأةٌ ، محسورة الروح

وكان في ذلك حكمة

أخذت امرأةٌ عدّةَ زوجها

وبدأت في كسر أرتاج الأبواب

وخلع النوافذ بستائرها المسدلة

فتحت ثغرات الفضاء في جوانب الدار

وسمحت لشمس الليل أن تسهر في البهو

وللنجوم أن تحرس المداخل

لئلا يستوحش كائن في الظلام

كانت تلك مبادرة باسلة

استيقظت بها أحجار الغابة

ونهضت لها شكيمة المبارزات

لم تكن المرأة وحيدة في شهوة الشغل

وكان في ذلك حكمة

سحبتْ امرأةٌ سريرها المشبوق نحو حوش الدار

وأطلقت وحش الأساطير في بخور الأرجاء

ثم طفقت في الأغنية

كانت جوقة الملائكة معها

ومجامر العنبر معها

ومعها قندة الليل تحرسُ السهرة

فطاب لها أن تقترن بالهواء

وكان في ذلك حكمة

أخرجت امرأة صندوق عرسها

المكتظ برسائل الحب

وراحت تتلو أجمل الكلام

كمن يقرأ التعاويذ في محراب

فأخذ المارة يتقاطرون حولها

مأخوذين بكلام الأكباد

وكانت المرأة ملتذّة كأنها في الحب

وشبح الشخص ماثلٌ في الذاكرة

طفقت الريح تمدح الكلام

كمن يوقظ الفتنة

وكان في ذلك حكمة

حلّتْ سيدةُ البيت شعرها

وبدأت تغزل به حجاباً غامضاً

يغلب القاطن المستقر

ويغري الرأس بوسائل السفر

بكت معها غريزة الغريب

وبكت عليها حكمة القلب

فاحتدم حشد من كائنات اللذة

يؤلفن الكتب

ويؤثثن الطبيعة بالأسرار

وكان في ذلك حكمة

نساءٌ مغدورات برجالهن

يغدرن بهم

ويكشفن لهم ذريعة الفتنة

كأنَّ في ذلك حكمة .


قصيدة حكمة الشجرة للشاعر قاسم حداد

الشجيرات المُزْرقّـة لفرط البرد

المُثقلة بالانتظار والمعرفة،

قالت له الحكمةُ

نصَحَته بفهارس الأرق

ألاّ يعبر تحت موجها الأزرق وهي تبكي.

قالت له الحكمة

خصّته بفصاحة الألوان

وهو يضع كتفيه في المعطف

وهو يزيح الطينَ عن خطوات الماء

وهو ينحني بعبء الخبز

وهو يستعصي على الضغائن.

تحولاتٌ وضعتْ يده في المناجم

وغمرتْ أهدابَـه بالقناديل

الشجيراتُ ذاتها، رهينة التحولات

وهي تصْـفرّ غيرةَ

وتحمرُّ لفرط البوح.


قصيدة فيا رب هذا الدهر قد جار حكمه أبو الفيض الكتاني

فيا رب هذا الدهر قد جار حكمه

علينا بما أبدى وما قد رثى ليا

وقد أنشبت فينا الخطوب أظافرا

فهل من طبيب يشعرن بما بيا

وقد كان لي كنز من الصبر أتقي

به ألسن الرقطاء مما علانيا

فاجهده كيد الطوارق مذ بدت

نواجذها منها لقيت الدواهيا

كأني بها تهوى وصالي لذاك قد

أتيحت رزاياها وهان عزائيا

ومن عجب أشكو لمن هو أبكاني

فهيهات ما يرضيه إلا بكائيا

وإن شاء أشجاني وإن شاء أبلاني

وإن شاء أوهاني وزاد عذابيا

وإن شاء تعذيبي رضيت وإن يشأ

وصالي فكم أنشدت هل لي راقيا

أعوذ برب العرش من كل حادث

يقيني ويحميني وأهلي وماليا

ويكلؤني من كل خطب ألم بي

أنادي أيا قهار أوصل حباليا

ويجعل لي من كل خطب ألم بي

أنادي أيا قهار أوصل حباليا

فيا رب ما لي إلا أنت فأبلدن

طوارق ما ألقى وما قد دهانيا

وأجهدنا أهل الزمان بكيدهم

فأبكهم من حيث كان بكائيا

فإن أبصروا فضلي تواطأ كلهم

على جحده حتى طويت ردائيا

وإن أدبتني الدهريات فأبطنت

معارفنا قالوا من الفتح عاريا

وما علموا أني على الدهر لم تزل

على لجج البحر المحيط مراسيا

تزف لنا منها الجواهر حيث لا

رقيب ولا واش يكدر ما بيا

وإني ظمآن على الدهر لم أزل

أميل لأنفاس الديار اليمانيا

وإن فاجأتني الحادثات توقعوا

حوادث أخرى لم أزل لها لاقيا

وسوف يرى التغيير في الكون ريثما

يرى الدهر أن الدهر ليس بباقيا

تغلبه قهر فأبداه لا عَلي

ه معتبة مما به قد قضى ليا

تخاله لم تنشب حوادث خطبه

تغلبها خطب ويعيا المداويا

سأوصي عليه الدهر في كل نكبة

فيغتاله رئبال آجام ضاربا

ويخلفني في الطارقات فلا يعو

د يشمت من في الحب لاقي الدواهيا

وإن ساءني منهم كبير أحلته

على العفو أرجو مثل ذاك لما بيا

وإن ساءني منهم صغير رحمته

لأنه لا يدري الذي بفؤاديا

وإن ساءني مثلي دعوت له الرشا

د يصلحه من حيث يبكي بكائيا

وإن كان لا يدري بذاك فإنه

تبلغه الأملاك عني سلاميا

وما ضر أهل الشعر أن لو أحالوهم

على الدهر لكن أرجو طبا مداويا

ولست أرى عود التجلي وإلا قد

دعوت لهم حتى يكونوا مكانيا

فيشهدهم معنى الرقائق حيث ما

تجلت فلا ينكرن شأني وحاليا

فسبحان من يبدي لقوم مشاهدا

ويسترها عن آخرين كما هيا
645 مشاهدة