صلاة الجنازة
الحياة الدنيا ما هي إلا مرحلة انتقالية للحياة الأبدية، وتنتهي هذه المرحلة بموت الإنسان وانتهاء أجله، فالموت حق على كل إنسان خلق على هذه الدنيا، وحقيقة حتمية لا مفر منها، فعمر الإنسان الذي سوف يقضيه في حياته مكتوبٌ منذ ولادته في اللوح المحفوظ، وعند وفاته يتم الصلاة عليه من قبل جماعة من المسلمين، وتسمى هذه الصلاة بصلاة الجنازة، ويتجلى ذلك في قوله تعالى في كتابه العزيز: "وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت تحيد".
حكم صلاة الجنازة
صلاة الجنازة هي الصلاة التي يقوم بها المسلمون على الميت، وحكمها فرض كفاية أي أنه إذا قام بها مجموعة من المسلمين تسقط عن بقية المسلمين، وقد أمرنا سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- بأدائها والمحافظة عليها، ويدل على ذلك قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: " صلوا على صاحبكم"، وقال ذلك عندما كان يتوفى أحد الرجال.
سنن صلاة الجنازة
هناك العديد من السنن التي يمكن القيام بها عند أداء صلاة الجنازة وهي:
- يجوز أن يقوم بها مجموعة من المسلمين، ولا يشترط في صحتها أن يقوم بها كافة المسلمين.
- من السنة أن يكون الإمام متوجهاً للقبلة، وأن يقف عند رأس الرجل، وإن كان المتوفى امرأة فيجب أن يقف عند وسطها، وذلك اقتداء بما فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
- من السنة أن يكون الإمام متقدماً عن المصلّين، وفي حالة عدم وجود مكان للمصلين، فإنهم يقفون على الجهة اليمنى واليسرى له.
- من السنة أن يقوم المصلي برفع يديه عند القيام بكل تكبيرة، وذلك اقتداءً بما كان يفعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
كيفية صلاة الجنازة
هناك العديد من الخطوات التي يجب القيام بها عند أداء صلاة الجنازة وهي:
- يجب على الإمام أن يقوم بالتكبير لأربع تكبيرات وهي:
- التكبيرة الأولى: في هذه التكبيرة يقوم الإمام بالتعويذ من الشيطان الرجيم، ومن ثم قراءة سورة الفاتحة، وفي هذه التكبيرة لا يوجد مشروعية لقراءة دعاء الاستفتاح، وذلك بناء على مذهب الإمام الشافعي وغيره من المذاهب.
- التكبيرة الثانية: بعد قيام الإمام بالتكبيرة الثانية، يجب عليه أن يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- كما يقرأها في التشهد، ولو اكتفى الإمام بقول اللهم صلِّ على محمد فهذا جائز.
- التكبيرة الثالثة: بعد أداء الإمام التكبيرة الثالثة، يتم الدعاء للميت بالأدعية التي وردت بخصوص ذلك كالدعاء:" اللهمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ وَعافِهِ وَاعْفِ عَنْهُ، وَأَكْرِمْ نَزْلَهُ وَوَسِّعْ مَدْخَلَهُ وَاغْسِلْهُ بالماءِ والثلج وَالبَرَدِ، وَنَقِّهِ مِنَ الخطايا كما نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ داراً خَيراً من دارِه وَأَهْلاً خَيْراً مِنْ أَهْلِهِ، وَزَوْجَةَ خَيْراً مِنْ زَوْجِهِ، وَأَدْخِلْهُ الجَنَّةَ وَنَجِّهِ مِنَ النّارِ، وَقِه عَذابَ القَبْرِ".
- التكبيرة الرابعة: بعد القيام بأداء هذه التكبيرة يقول الإمام: "اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده"، أو يسكت لمدة قليلة، وبعدها يقوم بالتسليم من الجهة اليمنى، وذلك اقتداء بما كان يفعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومن الجائز أن يسلم الإمام تسليمة ثانية عن الشمال.