محتويات
الوسواس القهري
هو أحد الاضطرابات السلوكية القهرية التي تعكس اقتناع المريض بفكرة معينة تلازمه دائماً، وتكون هذه الفكرة قهرية لا يستطيع التخلّص منها، وقد تكون عبارة عن كلام معين يُردّده دائماً، أو سلوك يقوم به بشكل متكرر وباستمرار؛ كهوس النظافة الذي قد يصيب ربات البيوت، فنجدها تعيد تنظيف البيت من الغبار أكثر من خمس مرات يومياً، أو كالذي يُشكّك دائماً في طهارته فتجده يستحم في اليوم أكثر من مرة، وغيرها الكثير من المظاهر.
أسباب الوسواس القهري
- اضطراب مستوى (السيريتونين): وهو أحد النواقل العصبية الهامة في الدماغ؛ حيث إنّ انخفاضه عن معدله الطبيعي تنجم عنه العديد من الاضطرابات ومنها الوسواس.
- الوراثة؛ فالدراسات ما زالت قائمة حول هذا السبب، فوجد أنّ نسبة 30% تقريباً من أقارب المريض يعانون من نفس المرض.
- الأسباب البيئية والمشاكل الاجتماعية: فقد تبيّن أنّ الوسواس القهري له علاقة بالاكتئاب والقلق.
أنواع الوسواس القهري، وأعراضه
- وسواس الأفكار: حيث تسيطر على العقل الباطن للمريض أفكارٌ معينة، وتنتقل للعقل الظاهر وتنعكس على سلوكياته وآرائه، وغالباً تكون هذه الأفكار غير مقبولة.
- وسواس الصور، وفيه تسيطر صورة معينة على ذهن المريض بشكل مستمر ومتكرر، وغالباً ما تكون صور عنيفة ومخيفة، ومع أن المريض يعلم أنها وهمية وليست حقيقة إلا أنها تبقى تطارده.
- وسواس الاندفاعات، ويكون بتولد رغبة جامحة عند المريض للقيام بعمل لا يرضاه، إلا أنها تسيطر عليه بشكل كبير، كالقفز من الأماكن المرتفعة أو الرغبة في السباحة رغم عدم قدرته على ذلك.
- وسواس الاجترار، وتسيطر على المريض أسئلة متكررة ولا يمكنه الإجابة عنها، مثل أن يتساءل (إنّ الله خلقنا، فمن خلق الله إذاً؟)، وغيرها من الأسئلة.
- الوسواس الحركي: وهو الأكثر شيوعاً، ويقوم فيه المريض بسلوكيات يعتقد بأنها مغلوطة، ولكن تدفعه الرغبة الشديدة إلى القيام بها ظنّاً منه أنها ستخلّصه من أفكاره المسيطرة عليه، كاعتقاده أنّ يديه ملوثة فيشرع بغسلهما مرات عديدة، أو أن يتوضأ أكثر من مرة ظناً منه أن وضوءه باطل.
علاج الوسواس القهري
تختلف وسائل علاج الوسواس القهري من مرض لآخر تبعاً للسبب، وقد تطول فترة علاجه إلى سنوات، ومن أبرز طرق العلاج:
*العلاج الدّوائي: ويتم استخدام العديد من الأدوية لمعالجته، كما يتضمّن العلاج أدوية مضادة للاكتئاب وأدوية مهدئة، وغالباً تعمل هذه الأدوية على رفع مستوى الناقل العصبي (السيريتونين) مما يحسن من حالة المريض ويجعله قادراً على مقاومته راغباً في الاستمرار في نشاطه الاجتماعي.
*العلاج البيئي والاجتماعي: ويكون ذلك عن طريق تفسير طبيعة الأعراض ومحاولة الوصول إلى الأسباب التي أدت إليها، كما يتضمن تشجيع المريض وتهدئته وطمأنته بأنّ حالته ليست بالصعبة، وأنّه سيتجاوب مع العلاج، وأحيانا قد يلزم تغيير مكان العمل والسكن ليبتعد قدر المستطاع عن أماكن الوساوس.