محتويات
مقدمة
هناك من يعتمِد على رزّقه من خلال وظيفة يتلّقى منها راتبه الشهري، ويعتمد عليها كُليا ًفي تدبير أحواله المادية، وهناك من يرغب في الاعتماد على نفسه من خلال مشروع تجاري خاص به، يُدّر عليه دخل مادي ويتحكّم هو بجميع تفاصيله، وهناك عُقول فَذّة ترغب في الاعتماد على نفسها ليس فقط من النّاحية المادية ولكنّها ترغب في الإبداع وتحقيق أفكارها الخاصة ووضعها في نموذج عملي خاص به، فهو بذلك لا يخضَع لقوانين العمل الوظيفي الذي يتميز بحدود وقواعد لا يُمكن أن يتخطّاها الموظف، فحتى وقته لن يكون مُلكه إذا عمل بوظيفة، وهنا يبدأ دور الأفكار والإبداع، ويبدأ الشخص يسأل نفسه من أين أبدأ؟ ومن الدّراسات الحدّيثة المُذّهلة ما أثبت أنّ 5% من البالغين الذين تزيد أعمارهم فوق سِنْ 20 عاما يُعتبرون أنفسهم مُبدعون، وحتى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الخمس والعشر سنوات لديهم أفكار إبداعية واتجاهات رائعة نحو الإبداع، فخيالهم هو وقود لإبداعهم، ومن المُمكن جداً أنْ تُنير عقولنا أفكاراً يفوق العائِد المادي الناتج من تنفِيذها أضعافاً مُضاعَفة من الدّخل الذي يتلاقاه المُوظف كراتب بديل عن عمله في وظيفته.
دوافِع البِدء بمشروع خاص
هناك عدد من الأسباب التي تُنّمي رغبة الشخص في البدء بمشروعه التّجاري منها:
- تحسين الدّخل الشّهري وزيادة المردود المالي وتحسين الظروف المعيشية.
- حُبْ القيادة وتولّي زِمام الأمور والاعتماد على النفس.
- من المُمكن أنْ يكون السّبب هو التذُمر من طريقة تعامل المُدّراء في العمل، فحينها يُقرر الشخص التحرُر من ذلك المدير الدكتاتوري وإظهار شخصيته القيادية وتنمية مهاراته، سواء في نفس المجال الذي كان يعمل به أو في مجالات أخرى بعيدة عن مجال عمله الشخصي.
- القدرة على الإبداع والتفكير المُتجدد، فهنا يُولد لدى الشخص شُعور داخلي أنّ مُقدراتِه ومهاراتِه تفوق العمل المحصور بإطارات مُحدّدة.
- هناك أشخاص يرغبون ببدء مشروعهم الخاص فقط من باب التقليد فهو يرى الكثير من أقاربه قد استقّل وتحرّر من إطار الوظيفة وبدأ عملُه الخاص، فحازَ هذا الأمر على إعجابِه.
الرّيادّة والتّجارة
لا يُمكنُنا التّطرق لموضوع المشروع التّجاري بصرف النّظر عن الرّيادة، فالرّيادة هي أن يجتمع أفراد قادرين على إيجاد فُرص لمشاريع تجارية، وتخصيص موارد لتنفيذ هذه الفُرص، والعمل على خلق قيمة من خلال تلبية احتياجات ورغبات غير مُلبيّة بطريقة مُبّدعة ومُبتكّرة، فالرّيادة والابتكار أصبحت مُحرّك للإنتاجية والتنافُسيّة العالمية، وعلى الرغم من وجود نسبة كبيرة من المُخاطرة في الابتكار والابداع إلا أنّ تلك الأفكار التي غالباً ما يُطلق عليها أفكاراً مجنونة تكون هي السبب في الخروج من الإطار التقليدي وبالتالي ينتُج عنها مُنتجاً قيّماً أو خدمة مُفتقدّة تُلبي احتياجات الناس، مما يُؤدي إلى نسبة أعلى من الأرباح، وبدلاً من كونِك مُوظف لدى إحدى الشّركات سوف يُصبح لديك شركتُك الخاصة التي تُوظّف عدداً من المُوظفين.
لخَلْق فكرة جديدة للبدء بمشروع تجاري
- فكّر بطريقة جديدة وغيّر من طريقة تفكيرك السّابقة حتى ترى الأشياء بشكل أفضل وترى خفايا الأمور.
- قُم بربط الأشياء الغير مُترابَطّة فبذلك سوف تخرُج بفكر جديد.
- استعِنْ ببرامج التّلفاز واليوتيوب التي لم تكُن تُشاهدها من قبل (الغير مُعتادة) فهي سوف تُساعدُك على تبلّور فٍكرتك الخاصة.
- شارك أفكارك مع الآخرين حتى تعرف ما هو انطبّاعهم الأولّي، وهذا لا يعني أن تُزودّهم بكل تفاصيل فِكرتك، اكتفي فقط بإعطاء صورة عامة عمّا تُفكّر به.
- استخدم التكنولوجيا بطريقة جديدة، غيّر من البرامج التي تستخدمها وتعرّف على آفاق تكنولوجية جديدة.
- حلّل فشل الآخرين، فعندما تعرف شخصاً بدأ بمشروعه الشخصّي ولم ينجح، لا تدع ذلك يُقلل من عزيمتك ويُضعف من هِمّتك بل على العكس تماماً، قُم بدراسة الموضوع من زوايا مُختلفة للتعرُف على السبب الحقيقي للفشل، وتقوم بتفادّيه في مشروعك الخاص.
- قُم بكسر أنماط التفكير وتحدّى النّمطية، فكّر بالعكس مثلاً أو قُم بشرح الفكرة بطُرق مُختلفة.
- قُمْ بالعصْف الذّهني فهو يُساعد كثيراً على الخروج بفكرة خاصة بك.
- مرّن عضلات عقلِك، قُم بالبحث والاكتشاف اسأل كثيراً، لا تلعب دور المُتفّرج بينما الكل يتقدم.
- طوّر نفسك في المهارات الإدارية، فقواعد الإدارة لا تتغيّر يتغيّر فقط أشكالها والجوهر يبقى كما هو.
التخطيط للمشروع
بداية لابُدّ من وضع أهداف للمشروع أهداف واقعية تتمتّع بقابلية التنفيذ، فلا يكون الهدف الخيالي من الأهداف المُساعدة بل على العكس عدم القُدرة على قياس الأهداف يُعتبر عائقاً وليس مُحفزّاً ،ومن ثم عليك تحديد المهام المًخطط تنفيذها لتحقيق الهدف، فعليك توزيع المهام وترتيبها ترتيبا منطقيّاً، ومن ثم قمْ بوضع قائمة من المُعدّات والأجهزة المطلوبة لتنفيذ فكرتك الخاصة وقم بتقدير تكلُفتها تقديراً صحيحا ًمع الأخذ في الاعتبار ظروف السوق، ولا تنسَ أن تُراعي عُنصر الوقت خلال كل هذه العمليات فالوقت يُعتبر من أهم العناصر التي يجب التخطيط على ضوئها ولا يجب استثنائها.
نصائح مهمة لمرحلة التنفيذ
عندما تكون جاهزاً لهذه الخُطوة ابدأ بها، والكيفية كالآتي:
- ابدإ بتحديد مصدر تمويل المشروع، حدّد تماماً كم المبلغ الذي يلزم لبداية المشروع، واضمن كيفية السّداد في حال الاستعانة بقرض، لا تقوم بزيادة المال فقط من أجل أن تُضخّم المشروع بلا أهداف واضحة بل فكّر كيف سيجعل المال مشروعك أكثر نجاحاً واستغني عن المصروفات التي لن تستفيد منها بل على العكس هي تزيد من الأعباء المادية على المشروع فقط.
- حدّد رسالة واضحة ورؤية واضحة، لمشروعك وهدف يسّهل فهمه من قبل الآخرين.
- حدّد زبائنك، مَنْ هم الزبائن المُستفيدين من خدمتك أو مُنتجك النهائي.
- حدّد منافسيك ،يجب أن تُحدد مَنْ هم المنافسين سواء كانوا منافسين مباشرين أو غير مباشرين.
- حدّد نقاط قوتك التي سوف تُميزك عن منافسيك وقَوّها وحدد نقاط ضعف مشروعك وحاول التغلُب عليها.
- اهتّم بالتسويق فلا يُمكن للزبائن أن يعلموا بوجودك إن لم تضع خُطّة تسويقية وتدعمُها بكل ما يلزم، حتى تظهر بجانب مُنافسيك وتبدأ عملية المُنافسة.
- اهتّم بسياسة التسّعير الخاصة بك وحدد سِعرك الخاص بالنظر إلى سعر السوق، لا تكُن خيالياً في ذلك.
- لتصنع لشركتك هوية خاصة بها عن طريق الشّعار المُميز لها.
- للموقع أهمية كبيرة فهو عُنصر مُهم جدا ًفالموقع الذي يُمكن وصول المُوردّين إليه بسهولة يُساهم في توفير الوقت والجُهد، ويُسّهل عملية النقل والشّحن، ويُسّهل على الزبائن الوصول لك.
- لا تُهمّل الأمور القانونية، فحدّد وضعك القانوني من ترخيص وتأمين وعلامات تجارية، واستعِن بأصحاب الخبرة في ذلك.
- عيّن مُوظفيك بدّقة وتأنّي واستعِن بالموظفين الكُفُؤ، مع الاهتمام بالمهارات الذّاتية لكل فرد على حِدى، ودراسة هيكلية الرواتب والمُستحقات.
- ضع خُطّة مالية وقمْ بتحديثها.
- طوّر من نفسك باستمرار حتى لا يتوفق مُنافسيك عليك.
البدء بالمشروع الخاص مع وجود وظيفة
ومن الحالات الموجودة أشخاص يبدأون بمشروعهم الخاص مع البقاء على الوظيفة، ولكنْ في مثل هذه الحالات يجب الأخذ في الاعتبار البحث عن نموذج أعمال يُناسب أسلوب الحياة اليومي، بحيث لا يُؤثر المشروع على الوظيفة، ولا على الحياة الاجتماعية والأسرية، وختاماً للمشروع الخاص فائدة كبيرة ليس على الصعيد المادي وحسب بل يُشكّل فرقاً واضحاً في نفسية الفرد، إذا بدأ به بشكل جيد وبدّقة عالية مع الاستعانة بذوي الخبرة، لإعطاء النتائج المرجُوّة.