حكم صلاة العيد
دعا دينُنا الحنيف جميع المسلمين رجالاً ونساءً إلى أداء صلاة العيد في كل عام، سواءً صلاة عيد الفطر أو عيد الأضحى؛ وذلك اقتداءً برسول الله- صلى الله عليه وسلم- الذي كان يُسارع لأدائها في صَبيحة اليوم الأول من كل عيد فطرٍ أو أضحى، وكان يَأمرُ الناس بالخروج لأدائها أيضاً. اختلفت المذاهبُ الشرعية حَول حُكم صلاة العيد؛ فهي صلاةٌ واجبة في المذهب الحنفي، وفرضُ كفايةٍ لدى المذهب الحنبلي، وسنةٌ مؤكدة في المذهبين الشافعي والمالكي.
صلاة العيد - في الفطر أو الأضحى- ركعتان فقط، تُؤدّى في الغالب في الساحات العامة وليس داخل المساجد، ويستحبّ فيها خروج الجميع لأدائها من الذكور وحتى الإناث، إلا مَن يخشى منها الفتنة، مع استحباب الاغتسال، والتَطيب بالعطرِ، ولِبس أجمل الثياب، وأكل بعض التمرات بالنسبة للرجل، أمّا الأنثى فيُفضل الاغتسال، ويَتَوجب عليها لِبسَ الثياب النظيفة الشرعية، من غير إِبداء زينةٍ ولا تطيبٍ عطري، كما يجوز لها أن تُؤدي الصلاةَ في المنزل، إذا لم يَتَوفر لديها محرم، أو شُغلت بأمورِ المنزل.
تُؤدّى صلاةُ العيد قبل خُطبة الإمام للناس، والتي يُركز فيها على وَعْظِهم، وإرشادِهم نحو مَكارم الأخلاق وهو جالس مقابلهم، ويأمرُهم بالواجبات، وينهاهُم عن المُنكرات، ودليل ذلك حديث جابر بن عبد الله حيثُ قال: "إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يَوْمَ الْفِطْرِ فَبَدَأَ بِالصَّلاةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ". رواه البخاري ومسلم.
كيفية أداء صلاة العيدين في المنزل
صلاة العيد ركعتان، تُؤدى بشكلٍ يختلف عن الصلوات المفروضة المعتادة، ويدخل وقتها مُنذ ارتفاع الشمس قدر رمح، وحدّده العلماء بزوال حُمرَتِها، وينتهي وقتها بزوال الشمس، بحيث يبدأ المسلم بالركعة الأولى مُكبِراً سبع تكبيراتٍ قبل القراءة، من غير تكبيرات الركوع، وخمس تكبيراتٍ في الركعة الثانية قبل القراءة أيضاً.
إنَّ الركعة الأولى تبدأ بالتكبيرات ثُمَّ قراءة سورة الفاتحة، تليها سورة الأعلى أو سورة ق، أمّا الركعة الثانية فَتكبّر فيها خمس تكبيراتٍ غير تكبيرة القيام، تليها سورةُ الفاتحة وبعدها سورة الغاشية أو سورة القمر. أمّا عن صِيغة التكبير فتكون بالشكل التالي:" (الله اكبر، الله أكبر، لا اله إلا الله، الله أكبر، لله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيراً، والحمدُ لله كثيراً، وسبحانَ الله بكرةً وأصيلاً، لا إله إلا اللهُ وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعزّ جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا اله إلا الله ولا نَعبد إلا إياه، مخلصين له الدين، ولو كره الكافرون).