صلاة العيد في البيت
لا شكّ أنّ الأَولى في صلاة العيد أن تكون في جماعة، أمّا من فاتته أو تعذّر عليه صلاتها جماعة، فقد أُجيز له أن يُصلّيها منفرداً في بيته،[١]فقد قال الشافعية إنّ صلاة العيد تُشرع للمنفرد والمسافر والمرأة، والاجتماع فيها من السنة، كما جاء في المجموع للنووي أنّ أشهر الآراء وأقطعها الإجازة لصلاة العيد في البيت،[٢]بيد أن من اضطرّ لصلاتها منفرداً في بيته أن يُصلّيها بصفتها بلا خطبة بعدها، وتكون كصلاة العيد الطبيعية باستثناء الخطبة،[٣] فتكون ركعتين، فيما اختلف العلماء في عدد التكبيرات، فالراجح أنّها سبع تكبيرات في الركعة الأولى بتكبيرة الإحرام، وفي الثانية خمس تكبيرات بغير تكبيرة القيام،[٤]إلّا أنّ هناك رأي آخر يقول أنّ الركعة الأولى سبع تكبيرات دون تكبيرة الإحرام، فتقرأ الفاتحة ويليها سورة الأعلى أو سورة ق، وفي الثانية خمس تكبيرات وبعد الفاتحة سورة الغاشية أو القمر.[٥]
صلاة العيد
لقد منّ الله تعالى بنعم كثيرة على عباده من المسلمين، ومن هذه النعم أيّام للفرح، بها يلعبون ويبتهجون، فتكون هذه الفرحة بما أنجزوه من عبادات سابقة، فقد جاء عيد الفطر، وفرح به المسلمون لما تمَّ إنجازه من فريضة الصوم، أمّا عيد الأضحى المبارك فهو يحمل في طيّاته البهجة الكبرى بإنهاء المسلمين مناسك الحج، وقد شرع الله تعالى لهذين العيدين الصلاة، والتي تُعتبر أحد شعائر الإسلام العظيمة، فهي تمتلك من السمات التي تختلف بها عن غيرها، فلها من السنن ما يختلف عن فرائض الصلوات المُعتادة، فصلاة العيد تُقام في الخلاء إن أُتيح ذلك، بهدف اجتماع أكبر عدد من المُصلّين.[٤]
حكم صلاة العيد ووقتها
اتفق الفقهاء على مشروعية صلاة العيد، إلّا أنّهم اختلفوا في حكمها، وكُلٌّ منهم يُدعّم رأيه بإثباتات ودلالات، فقد رأى الشافعية والمالكية أنّها سُنّة مؤكدة، فقد كان الرسول صلّى الله عليه وسلّم يُداوم عليها ولا يقطعها ولم يتركها ولو مرّة، واُعتمد على ذلك في قول الحنفية بأنّها واجبة، كما أنّ تأديتها تكون بجماعة، ولو لم تكن كذلك لاستُثنيت كصلاتي التراويح والكسوف، في حين قال الحنابلة إنّها فرض كفاية،[٦]أمّا بذكر وقتها فإن أغلب العلماء اتفقوا على أنّها بعد طلوع الشمس مقدار رمح إلى زوالها، لتحريم الصلاة وقت الشروق وكراهيتها إلى أن ترتفع، ومن السُنّة أن يُعجّل في صلاة عيد الأضحى ليتمكّن الناس من ذبح الأضاحي، أمّا في عيد الفطر فمن السُنّة تأخير الصلاة حتى يكون للناس وقت لإخراج صدقة الفطر.[٧]
المراجع
- ↑ "كيف يصلي الفذ العيد ؟"، fatwa.islamweb.net، 2004-2-12، اطّلع عليه بتاريخ 10-9-2018. بتصرّف.
- ↑ "يجوز للمرأة والمنفرد صلاة العيد في البيت والأولى جماعة المسجد"، aliftaa.jo، 2014-7-27، اطّلع عليه بتاريخ 10-9-2018. بتصرّف.
- ↑ محمد صالح المنجد (2009)، الإسلام، سؤال وجواب، السعودية: موقع (الإسلام، سؤال وجواب)، صفحة 50، جزء 5. بتصرّف.
- ^ أ ب أحمد حطيبة، شرح كتاب الجامع لأحكام الصيام وأعمال رمضان، قطر: الشبكة الإسلامية، صفحة 1-2، جزء 36. بتصرّف.
- ↑ "كيفية صلاة العيدين"، fatwa.islamweb.net، 1999-12-12، اطّلع عليه بتاريخ 10-9-2018. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 114، جزء 31. بتصرّف.
- ↑ عبدالله الطيّار (1425ه)، الصلاة وصف مفصل للصلاة بمقدماتها مقرونة بالدليل من الكتاب والسنة (الطبعة العاشرة)، السعودية: مدار الوطن، صفحة 356. بتصرّف.