سياسة التخطيط
التخطيط عبارة عن دراسةٍ علميّة دقيقة متكاملة لمشكلةٍ ما بهدف تحديد أبعاد تلك المشكلة وحدودها، لمعرفة آليّة إيجاد حلول لهذه المشكلة عن طريق إعداد وتنفيذ مُخطّطٍ مُحدّد ومتناسق ومؤقت لحلها؛ بحيث يتضمّن هذا المُخطّط عمليّة التنبؤ بالأهداف المرتقبة، وتحقيق أفضل الحلول الملائمة لها.
يُعتبر التّخطيط السياسي سمةً من سمات العصر الحالي في شتى أرجاء العالم، ويشمل هذا النوع من التخطيط كافّة القطاعات ضمن نطاق الدولة، بل وتعدّاه إلى إلزام جميع القطاعات بتحديد الأهداف المنشودة، بالإضافة إلى متابعة تنفيذ الخطط التي تسعى لتحقيق الأهداف بشكلٍ دوري وذلك للتمكّن من حلّ العراقيل والمشاكل التي قد تَحدث أثناء اتّباع الخطط وحلّها في الوقت المناسب.
يتضمّن التخطيط السياسي جميع الدّراسات الاستراتيجيّة سواءً على مستوى التخطيط القومي أو على مستوى التخطيط السياسي العسكري أو على مستوى التخطيط التخصّصي.
التخطيط من منظور سياسي
يتضمّن مفهوم التخطيط من منظورٍ سياسي عدداً من النقاط، هي:
- عمل افتراضات عن ما ستكون عليه الحال مستقبلاً، ومن ثم وضع عددٍ من الخطط التي توضّح الأهداف المطلوب التوصل لها، والأدوات أو العناصر الواجب الاستعانة بها لتحقيق تلك الأهداف المنشودة، بالإضافة لكيفيّة استخدامها وخط سيرها والمراحل المختلفة التي يلزم المرور بها، بالإضافة لعنصر الوقت اللازم لتنفيذ جميع المهام الموضوعة.
- تطوير الأهداف في المنظّمة وجميع الأهداف في الوحدات الفرعيّة، بالإضافة لتسمية وتطوير البدائل في العمل، وذلك بهدف الوصول إلى الأهداف المنشودة، ويتمّ إجراء ذلك ضمن إطارٍ منظّم لتقييم المخاطر الخارجيّة بالإضافة لجميع الفرص المتاحة، ومراجعة جميع عناصر القوّة والضعف.
- يهدف التخطيط إلى تحقيق جميع الأهداف المنشودة، وتحديد جميع الأطراف للوصول إلى جميع الأهداف.
- تمّ تعريف عمليّة التخطيط من قبل دائرة المعارف البريطانيّة على أنه عمليّة تحديد الأهداف المرجوّ تحقيقها في ضوء الإمكانات المتيسّرة في الوقت الحالي والمستقبل، وخيارات وأساليب تحقيق تلك الأهداف.
التخطيط السياسي ومبدأ المشاركة الجماهيريّة
المشاركة هي عبارة عن أيّ عملٍ تطوعي من قبل الفرد العادي يهدف به التأثير على آليّة اختيار السياسات العامة، بالإضافة إلى اختيار القادة السياسيين أو إدارة الشؤون العامة ضمن نطاق أي مستوى سواء محلياً أو قومياً أو حكومياً، أو هي عمليّة مشاركة وإسهامات الأفراد بجميع الصور في عمليّة توجيه عمل أجهزة الحكم المحلّي أو الأجهزة الحكوميّة، أو مباشرة عددٍ من المهام التي يتطلّبها المحيط أو المجتمع سواءً أكان بطابعٍ استشاري أو تقريري أو تنفيذي أو رقابي.
وتعني المشاركة الجماهيريّة أيضاً جميع الجهود التطوعيّة المخطّطة والمنظّمة التي تتصل بشكلٍ مباشر بعمليّات صنع السياسات والمشاركة في عمليّة اختيار جميع القيادات السياسيّة، بالإضافة لوضع جميع الخطط اللازمة وتنفيذ المشروعات أو البرامج سواءً كان ذلك على المستوى الإنتاجي أو الخدمي، وأيضاً سواء كان على المستوى القومي أو المحلي.