محتويات
موسى عليه السلام
موسى عليه السلام من أولي العزم من الرسل والأنبياء، فقد أصطفاه الله جل وعلا من بين الناس، وأرسله إلى قومه بني إسرائيل فلبث فيهم زماناً طويلاً كان حافلاً بالكثير من المواقف والأحداث، وقد وردت قصة موسى عليه السلام مع قومه في القرآن الكريم وكانت أكثر قصص القرآن تفصيلاً وذكراً من بين قصص الأنبياء لما فيها من العبر والدروس، وكل نبي يتميز بالعديد من الصفات، سواءً الخلقية أو الشخصية.
صفات موسى عليه السلام
القوة
فقد تميز موسى عليه السلام بالقوة الجسدية والروحية، ومن الأمثلة على قوته الجسدية أنّه كان إذا ضرب أحداً قضى عليه من شدة قبضته، فقد وكز يوماً رجلاً من قوم فرعون فقضى عليه، وذلك حينما استغاثه رجلٌ من قومه، ويدل على قوته الجسدية كذلك أنه رفع حجراً ثقيلاً حتى يسقي للفتاتين عند ماء مدين كما ذكر الله عز وجل في سورة القصص، وفي السنة النبوية المطهرة أنه بينما كان يغتسل إذا بالحجر يذهب بثيابه فيركض وراء الحجر ويضربه بعصاه حتى بدت الندبات على الحجر من شدة ضربه. أمّا قوته الروحية فقد تمثلت في ثباته وعزيمته في الدعوة إلى دين الله تعالى وتبليغ الرسالة، فقد وقف أمام فرعون الظالم وألقى عليه كلمات الحق من غير خوفٍ أو وجل.
الصبر الكبير
فقد كان موسى عليه السلام صابراً في أكثر من موقف، فقد صبر على أذى قومه حينما اتهموه بأنه آدر أي فيه مرضٌ جلدي، كما صبر عليهم حينما كانوا يماطلون في الاستجابة إلى أمره، حيث دعاهم مرة إلى أن يذبحوا بقرة، فظلّوا يماطلون في الأمر وفي كل مرة يصبر عليهم ويبين لهم صفتها حتى استجابوا في نهاية الأمر فذبحوا البقرة.
الوفاء بالعهد والاتفاق
فقد كان موسى عليه السلام وفيا بالعهد الذي يكون بينه وبين الناس، فقد اتفق مع والد الفتاتين في مدين أن يعمل عنده ثماني سنوات أو عشر سنوات مقابل أن يتزوج إحدى بناته، وقد وفى موسى عليه السلام بأوفى الأجلين فعمل للرجل عشر سنوات كاملة.
اليقين بالله تعالى
فقد كان موسى عليه السلام موقناً بموعود الله له حتى في أشد اللحظات وأصعبها حينما لحقه فرعون وجنوده، فقد رد على مخاوف قومه من أن يدركهم فرعون وجنوده بقوله: (قَالَ كَلَّآ ۖ إِنَّ مَعِىَ رَبِّى سَيَهْدِينِ) [الشعراء: 62].
قوة الحجة والمنطق في الدعوة
فقد كان موسى عليه السلام قوياً في حجته، فقد امتن عليه فرعون بأن رباه وليداً في قصره وأنعم عليه بنعمه، فكان رد موسى عليه السلام قويا حينما قال: (وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ) [الشعراء: 22].