كيف تجيب على أسئلة المقابلة الشخصية

كتابة - آخر تحديث: ٠:٣١ ، ٢٥ أكتوبر ٢٠١٥
كيف تجيب على أسئلة المقابلة الشخصية

المقابلة الشخصية

تكاد تكون المقابلة الشخصية من أصعب المواقف التي يواجهها الشخص في حياته، فهي عبارة عن امتحان، ويجب على الشخص أن يجتازه بنجاح حتى يحصل على الوظيفة، ولكنه ليس امتحاناً تكون إجاباته بالورقة والقلم، فهو امتحان شفهيّ، وفيه مواجهة مع الطرف الآخر، ولكن قد تهون هذه المواجهة حينما يتعرّف الشخص على بعض الأسئلة الشائعة التي يتم طرحها في العادة، وسيكون حديثنا في هذا المقال عن كيفية الإجابة عن أسئلة المقابلة الشخصية.


الإجابة عن أسئلة المقابلة الشخصية

سنتحدث هنا عن أغلب الأسئلة التي يتمّ طرحها في المقابلة الشخصية، وعن كيفية الإجابة عليها، وذلك من خلال الحديث عن المواضيع التالية:


التكلّم عن النفس

تأتي صيغة السؤال على عدة أشكال مثل: تحدث عن نفسك؟ أخبرنا عن نفس؟ من أنت؟ وهنا يجب على الشخص أن يُراعي عدم الإطالة في الإجابة، فعليه أن يُعرّف ذلك الشخص، أو أولئك الأشخاص الغرباء عن نفسه، خلال دقيقة أو حتى أقل من ذلك، ويجب أن لا يتحدث عن سلبياته، بل يجب أن يُظهر نفسه بصورة جميلة، لا أقول هنا أن يكذب، ولكن عليه أن يُظهر إيجابياته التي يعرفها عن نفسه، ثم يُخبرهم بها، وتلك الإيجابيات التي سيتحدّث عنها يجب أن تكون مفيدة لعمله، ويُلمّح لذلك بطريقة سلسة، مثلاً كأن يقول: (أنا شخص لدي صبر وقدرة على تحمل ضغوطات الحياة)، هنا سيفهم الطرف الآخر بأنّ هذا الشخص من الممكن أن يتحمّل ضغوطات العمل، كما أنّه على الشخص أن لا يُكرّر النقاط التي تحدث فيها عن نفسه أكثر من مرة، بل يذكر أمر، ثم ينتقل للأمر الآخر، وإن كانت السيرة الذاتية بين يديّ الطرف الآخر على الشخص أن لا يذكر اسمه، ولا عمره، ولا اسم الجامعة، وغير ذلك من التفاصيل الموجودة فيها، فهي مكتوبة في السيرة الذاتية، وأصبحت معلومة للطرف الآخر.


سبب الرغبة في الوظيفة

تأتي صيغة السؤال على عدّة أشكال مثل: لماذا ترغب بالعمل لدينا ؟ لماذا تريد أن تعمل بهذه الوظيفة ؟ هنا يجب أن ينتهز الشخص هذه الفرصة للحديث عن إمكانياته، ومؤهّلاته، وخبراته العملية، التي تتلاءم مع الوظيفة، كما يجب عليه هنا أن يتحدّث عن مدى فهمه لمهام الوظيفة، وطبيعتها، وكلّ ما يرتبط بها، كما يتحدّث أيضاً عن مكان العمل، ومدى معرفته بإنجازاته، ومدى فخره بأنّه سيعمل لديهم، مما يوصل فكرة للشخص المقابل بأنّ هذا الشخص مهتمّ جداً بالوظيفة، ويعرف كلّ شيء يحيط بها، وعلى الشخص عند الإجابة عن هذا السؤال أن يبتعد عن المسائل العاطفية، وأنّه بحاجة للوظيفة نظراً لوضعه الماديّ، وغيرها من أموره الشخصية.


السبب المقنع لاختيار الشخص للوظيفة

تأتي صيغة السؤال على عدّة أشكال مثل: لماذا نختارك أنت للوظيفة؟ لماذا نوظفك أنت دون غيرك؟ لماذا تجد نفسك مناسباً للوظيفة؟ هنا يجب على الشخص أن يتحدث بإسهاب عن قدراته وإمكانياته التي تميزه عن غيره، ومدى ثقته بنفسه، وبقدراته تلك، كما يستطيع أيضاً أن يتحدث عن إنجازاته السابقة إن كان قد عمل في ذات المجال في السابق، وبأنّه وبتلك المؤهلات، والتجارب سيعود بالنفع على العمل، وأن تلك الخبرات العملية الموجودة لديه هي التي ستؤكد صحة كلامه في المستقبل ذلك إن تمّ قبوله في الوظيفة، مما يُبين لهم بأنه هو الخيار الأصح والأفضل من باقي الأشخاص الذين تقدّموا للوظيفة.


سبب ترك الوظيفة السابقة

تأتي صيغة السؤال على عدة أشكال مثل: لماذا تركت وظيفتك السابقة؟ ما هي أسباب ترك العمل السابق؟ هنا يجب على الشخص أن يكون حذراً جداً عند الإجابة عن هذا السؤال، فلا يذكر مديره السابق ولا الشركة السابقة بالسوء أو الانتقاد، حيث يُصوّر نفسه أمام الطرف المقابل بأنه شخص عدائي، سليط اللسان، ولكن يستطيع مثلاً أن يخبرهم بكل بساطة بأنّه يبحث عن فرصة أفضل، وبأنّه لم يجد نفسه في العمل السابق، وقد يحُد هذا العمل من قدراته، وإمكانياته، لذلك وحتى لا يسبب المشاكل لدى الشركة السابقة، وقام بتقديم استقالته للبحث عن فرصة للعمل بمكان أفضل، ولكن إن كان سبب تركه للعمل نتيجة لقيام الشركة السابقة بإخراجه عليه هنا أن يذكر السبب ولكن بطريقة لطيفة دون تجريح، ذلك لأنهم وبكل بساطة قد يتصلوا بمكان عمله السابق، ويسألوهم عن سبب تركه لعمله، لذلك يجب عليه أن يكون صادقاً، فلا يظهر في أعينهم بأنّه شخص كاذب.


معايير النجاح

تأتي صيغة السؤال على عدة أشكال مثل: ما هو النجاح بالنسبة لك؟ ما هي معايير النجاح؟ كيف يكون النجاح برأيك؟ هنا على الشخص أن يبتعد عن مسألة قياس النجاح بالمال، أو بتحصيل مبلغ ماليّ معيّن، حيث ينتقل بطريقة وأخرى للحديث عن الراتب، عندها سيعكس صوره عن نفسه بأنّه شخص مادي، لا يفكر سوى بالمال، إذاً يجب أن يكون تعريفه للنجاح، أو معايير النجاح موافقاً لمعايير النجاح لدى الشركة نفسها، فلا يعكس النجاح على نفسه فقط، بل إن النجاح هو نجاحه ونجاح الشركة، من خلال تحقيق الأهداف، وإنجاز المهمّات قصيرة وطويلة المدى.


القدرة على مواجهة المواقف

تأتي صيغة السؤال على عدة أشكال مثل: اذكر لنا مشكلة سابقة حصلت معك وكيف قمت بحلها؟ تحدث عن أصعب المواقف التي واجهتك في عملك؟ تحدث عن قدراتك في حل المشكلات ومواجهة المواقف؟ هنا على الشخص أن ينتبه جيداً لهذا السؤال، فهم لا يبحثون عن الأنا الموجودة لديه، حيث يبدأ بالتفاخر بمواقفه، وقدراته على حلّ المشاكل، ولكنهم هنا يبحثون فعلياً عن كيفيّة تعامله مع المشكلة، حتى يعطوه الثقة بالمستقبل، فهم حريصون على أن يكون صاحب الوظيفة شخص قادر على المجابهة، وحلّ المشكلات، إذاً يجب على الشخص هنا أن يصف الموقف أو المشكلة ويشرحها جيّداً، ثمّ يتكلّم عن الحلول التي قدّمها بطريقة منطقيّة دون الحديث عن الأنا.


كيفية التعامل مع ضغوطات العمل

تأتي صيغة السؤال على عدة أشكال مثل: كيف تتعامل مع التوتر الوظيفي؟ كيف تتعامل مع ضغوطات العمل؟ هل تستطيع العمل تحت الضغوطات؟ يجب أن يعلم الشخص أن معظم الوظائف مليئة بالمواقف التي تسبب الضغط والتوتر له، لذلك يجب أن يكون فعلياً شخص قادر على تحمل الضغط والتوتر في العمل، وعند الإجابة عن هذا السؤال يجب على الشخص أن يوصل فكرة للطرف المقابل بأنّ مسألة الضغط متوقّعة في العمل، وبأنّه يحوّلها إلى أمر إيجابي، بحيث تثير لديه التحدّي لإنهاء المهمة، والقيام بالأعمال بشكل أفضل، ممّا يزيد في المستقبل من كفاءته، وقدراته، وأنّه كلّما مرّس نفسه على العمل تحت الضغوطات فإنّ ذلك سيخلق لديه التعوّد، وبالتالي اعتبارها جزء من العمل، وصقل شخصيته العمليّة بناءً على تلك الضغوطات.


نقاط الضغط

تأتي صيغة السؤال على عدة أشكال مثل: ما هي نقاط ضعفك؟ أين تكمن نقاط ضعفك؟ هل تجد لديك نقاط ضعف؟ هذا السؤال من ضمن الأسئلة المخادعة، والتي يجب على الشخص أن يحذر، ويجيبه بحكمة وتعقّل، فحتى وإن كان لديه نقاط ضعف فلا يجب أن ينجرف بالحديث عنها فيفقد فرصته في العمل، ولكن يستطيع الشخص أن يتحايل على هذا السؤال بالإجابة عن نقاط الضغط التي ليس لها علاقة بالعمل، فمثلاً بأنه يجد بأن لديه نقطة ضعف وهي عدم قدرته على التعامل مع الأرقام، والعمليات الحسابية، هذا على فرض أن الوظيفة ليست لها علاقة بالمحاسبة، وهكذا، فهي من ضمن الأسئلة التي يجب على الشخص أن يتدرب عليها قبل المقابلة الشخصية، فهو سؤال متوقع في المقابلات الشخصية، ويمكن أيضاً أن يتحدث عن بعض نقاط الضعف التي كانت لديه، ولكنه قام بتحسينها، مثلاً بأنّه كان في السابق شخصاً انطوائياً، ولكنه اشتغل على نفسه، وبنى لديها الثقة، وأصبح مُقبل على التواصل مع الناس، فهنا قد تحدّث الشخص عن نقطة ضعف، ولكنه استطاع القضاء عليها.


الأهداف المستقبليّة

تأتي صيغة السؤال على عدّة أشكال مثل: ما هي أهدافك المستقبلية؟ أين ترى نفسك بعد خمس سنوات؟ كيف ترى نفسك في المستقبل؟ إن الإجابة التي يبحث عنها الشخص السائل هي بيان ثقة الشخص بنفسه، ومدى طموحه، ومدى قدرته على الارتقاء بنفسه في المستقبل، وعلى الشخص هنا أن لا يذكر بإجابته بأنه يطمح لأن يعمل في أعلى منصب من مناصب الشركة، بحيث يكون جوابه مبالغ فيه، حيث يجب هنا أن يجيب بأنّه سيرتقي بنفسه، وبالشركة، وبأن مهؤلاته قد تطورت، وأنه عندها سيصبح قادر على تحمّل مهمّات أكبر في المستقبل، أي قادر على تحمّل المسؤوليات الكبرى، نظراً لمؤهلاته العالية، كما أنّه في المستقبل ستزيد معرفته بمجال عمله، وبالتالي ما يعود بالنفع عليه، وعلى عمله.

789 مشاهدة