محتويات
العمل التطوعي
يطلقُ مصطلح العمل التطوعي على أيّ عمل غير ربحيّ لا يرجع بعائدٍ ماديّ على أصحابه، حيثُ يقومُ بعض الأفراد أو المؤسسات والشركات الخاصة ببعض الأعمال في مجال مساعدةِ وتنمية مستوى معيشة الآخرين، وتلبية احتياجاتهم، مثل: تقديم المساعدات المختلفة عند وقوع شدةٍ ما مثل الكوارث، والحروب، والزلازل، والبراكين.
تشملُ الأعمال التطوعية إسعادَ الآخرين ورفع الحزن والضيق عنهم قدرَ الإمكان، وقد أصبحت هذه الأعمال من أهمّ الركائز الأساسية في كافة المجتمعات، وهي مرتبطة بالخير والعمل الصالح عند البشرِ منذ القدم، وفي هذا المقال سنتحدّثُ عن مفهومِ العمل التطوعيّ في الإسلام.
مفهوم العمل التطوعي في الإسلام
ساعدتْ تعاليمُ الدين الإسلامي الحنيف بشكلٍ كبير على زرع العملِ التطوعيّ في قلوب المسلمين وتشجيعهم على التآلف والتآخي، ويظهر ذلك جليّاً في العديدِ من الآيات القرآنيّة، مثل قوله تعالى: (فَمَن تَطَوّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لّهُ) [البقرة، 184]، أمّا الأحاديث الشريفة التي حثت على العمل التطوعي فهي كثيرة، منها قولُه صلى الله عليه وسلم: (الإيمان بضعٌ وسبعون أو بضعٌ وستون شعبة، فأفضلُها قولُ لا إلهَ إلا الله، وأدناها إماطةُ الأذى عن الطريق، والحياءُ شعبةٌ من الإيمان).
أمثلة على العمل التطوعي في الإسلام
- قامَ عثمان بن عفان رضي الله عنه بتجهيز جيش العسرة، حيث تبرّع بثلث ثروتِه لتجهيزِ المسلمين في غزوة تبوك.
- كانَ عبد الرحمن بن عوف أحدَ أغنياءِ المسلمين، وقد بذل مالَه في خدمةِ الإسلام والمسلمين في حياة النبيّ مُحمّد صلى الله عليه وسلم وفي وفاته.
- كان صهيبُ بنُ سنانَ جواداً معطاءً، حيثُ كان يعينُ المحتاجين، ويغيثُ المكروبين، ويطعمُ المساكين.
مقترحات لتطوير العمل التطوعي
- تنشئة أفراد المجتمع تنشئةً سليمةً من خلال زرع القيم الحميدة في قلوبهم كحب الآخرين، وروح العمل الجماعي، والتضحية، والإيثار سواء في الأسرة والمدرسة وكذلك الإعلام.
- وضع المناهج الدراسيّة التي تؤكّدُ على مفاهيم العمل الجماعيّ والتطوّع، ودورهما في تنميةِ المجتمع ورفعته، بالإضافة إلى وضع البرامج التطبيقيّة على هذه المفاهيم، مثل حملات تنظيف محيط المدرسة والمنزل والبيئة بشكلٍ عام، والعناية بأشجارِها.
- دعم المؤسّسات التي تعمل في المجال التطوعيّ ماديّاً ومعنوياً، بحيث تؤدي رسالتها على أكمل وجه وتوفير كافة احتياجاتها من أوراق ومعاملات تمكّنُها من ممارسة مختلف نشاطاتها.
- إقامة دورات تدريبيّة للأفراد العاملين في المجال التطوعيّ، وإكسابهم مختلف الخبرات والمهارات التي تمكّنُهم من أداءِ واجبهم على أكملِ وجه.
- تعريفُ المجتمعِ بأهمية العمل التطوعيّ من خلال وسائل الإعلام.
- استخدامُ العمل التطوعيّ في مجالِ العلاج النفسيّ والصحيّ لمدمني المخدِّرات والمنحرفين اجتماعيّاً، وجعلهم يشاركونَ في هذا المجال.