تحيات الصلاة كاملة
هناك عدّة صيغ واردة عن النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - للتشهّد، والتي تعدّ ثابتةً عنه، ومنها: (1)
- ما أخرجه البخاري ومسلم وابن أبي شيبة عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: علمني رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - التشهّد، وكفّي بين كفّيه، كما يعلمني السّورة من القرآن:" التحيّات لله والصّلوات والطيبات، السّلام عليك أيها النّبي ورحمة الله وبركاته، السّلام علينا، وعلى عباد الله الصّالحين - فإنّه إذا قال ذلك أصاب كلّ عبد صالح في السّماء والأرض - أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله "، وهو بين ظهرانينا، فلمّا قبض قلنا السّلام على النّبي.
- أخرج مسلم والنّسائي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - يعلمنا التشهّد كما يعلمنا السّورة من القرآن، فكان يقول:" التحيّات المباركات الصّلوات الطيبات لله، السّلام عليك أيها النّبي ورحمة الله وبركاته، السّلام علينا، وعلى عباد الله الصّالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنّ محمّداً رسول الله ".
- أخرج أبو داود والدارقطني عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - أنّه قال في التشهّد:" التحيّات لله والصّلوات والطيبات، السّلام عليك أيها النّبي ورحمة الله - قال ابن عمر: زدت فيها وبركاته - السّلام علينا، وعلى عباد الله الصّالحين، أشهد أن لا إله إلا الله - قال ابن عمر: وزدت فيها وحده لا شريك له - وأشهّد أنّ محمّداً عبده ورسوله ".
- أخرج مسلم وأبو داود وابن ماجه عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:"... وإذا كان عند القعدة فليكن من أوّل قول أحدكم: التحيّات الطيبات الصّلوات لله، السّلام عليك أيّها النّبي ورحمة الله وبركاته، السّلام علينا، وعلى عباد الله الصّالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله ".
- أخرج ابن أبي شيبة والبيهقي - والسياق له - عن القاسم بن محمد: كانت عائشة تعلمنا التشهّد وتشير بيدها تقول:" التحيّات الطيبات، الصّلوات الزّاكيات لله، السّلام على النّبي.. الى آخر تشهّد ابن مسعود ".
أركان الصلاة
إنّ للصلاة أركاناً لا تقوم إلا بها، وهي لا تسقط لا بالجهل، ولا بالعمد، وبالسّهو، وهي على النّحو التالي: (2)
- أن يقوم في صلاة الفرض، مع قدرته على ذلك، قال سبحانه وتعالى:" حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ للهِ قَانِتِينَ "، البقرة/ 238.
- أن يكبّر تكبيرة الإحرام، وذلك لقول النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - في الحديث:" إذا قمت إلى الصّلاة فكبّر "، متفق عليه.
- أن يقرأ سورة الفاتحة على الترتيب في كلّ ركعة، وذلك لحديث عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - قال:" لا صلاةَ لمَنْ لم يقرأْ بفاتحة الكتاب "، متفق عليه.
- أن يركع، وذلك لقوله سبحانه وتعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا "، الحج/77.
- أن يرفع من الرّكوع، وأن يعتدل قائماً، وذلك لقوله - صلّى الله عليه وسلّم - في الحديث:" ثمّ ارفعْ حتى تعدلَ قائمًا "، رواه البخاري.
- أن يسجد على أعضائه السّبعة، وذلك لقوله سبحانه وتعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا "، الحج/77.
- أن يرفع من السّجود، وذلك لقوله صلّى الله عليه وسلّم:" ثمّ ارفع حتى تطمئن جالساً "، رواه البخاري.
- أن يجلس بين السّجدتين، وذلك لقوله صلّى الله عليه وسلّم:" حتى تطمئنّ جالساً "، رواه البخاري.
- أن يطمئنّ في جميع أركان الصّلاة، وذلك لقول النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - في الحديث:" حتى تطمئنَّ "، رواه البخاري.
- أن يتشهّد التشهّد الأخير، وذلك لحديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - وفيه:" لا تقولوا: السّلامُ على الله، فإنّ الله هو السلام، ولكن قولوا: التحيات لله ... "، متفق عليه.
- أن يجلس في التشهّد الأخير، وذلك لأنّ النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - قد فعل ذلك جالسًا.
- أن يصلي على النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - في التشهّد الأخير، وذلك لقول الله سبحانه وتعالى:" إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا "، الأحزاب/56.
- أن يرتّب بين أركان الصّلاة، وذلك لأنّ النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - عندما علم المسيء بصلاته مرتبةً بـ ثُمَّ، فقال:" إذا قمت إلى الصّلاة فكبِّرْ، ثمّ اقرأْ ما تيسَّرَ معك مِنَ القرآن، ثمَّ اركعْ حتى تطمئنَّ راكعًا، ثمّ ارفعْ حتى تعتدلَ قائمًا، ثمَّ اسجدْ حتى تطمئنَّ ساجدًا، ثمَّ ارفعْ حتى تطمئنَّ جالسًا، ثمَّ اسجدْ حتى تطمئنَّ ساجدًا، ثمَّ ارفعْ حتى تطمئنَّ جالسًا، ثم افعلْ ذلك في صلاتك كلها "، متفق عليه.
- أن يسلم عن اليمين والشّمال، وذلك لحديث علي - رضي الله عنه - يرفعه:" مفتاح الصّلاة الطّهور، وتحريمها التّكْبير، وتحليلُها التّسليم "، رواه أبو داود.
مخالفات الصلاة
هناك بعض المخالفات التي يقع فيها المصلي، ومنها: (3)
- أن يجهر بالنّية عن بداية الصّلاة.
- أن يقول في دعاء الاستفتاح:" ولا معبود سواك "، وهذه زيادة على السّنة الثّابتة عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد صحّ عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنّه كان يستفتح صلاته بقوله:" سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدّك، ولا إله غيرك "، أمّا لفظة:" ولا معبود سواك "، ومعناها خاطئ أيضاً، وذلك لأنّ هناك أشياءً تعبد من دون الله كما قال تعالى:" إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ "، الأنبياء/98.
- أن يرفع صوته بالقرآن أو بالأذكار في أثناء الصّلاة، قال صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" إنّ أحدكم إذا كان في الصّلاة فإنّما يناجي ربّه، فلا ترفعوا أصواتكم بالقرآن فتؤذوا المؤمنين "، رواه البغوي وغيره.
- أن يقول عند قراءة الإمام:" إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ "، استعنا بالله، قال الإمام النووي في المجموع:" قد اعتاد كثير من العوام أنّهم إذا سمعوا قراءة الإمام:" إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ "، قالوا: إيّاك نعبد وإيّاك نستعين، وهذا بدعة منهي عنها ".
المراجع
(1) بتصرّف عن فتوى رقم 8103/ صيغ التشهد وبيان أفضلها/ 25-1-2004/ مركز الفتوى/ إسلام ويب/ islamweb.net
(2) بتصرّف عن كتاب أركان الصلاة/ د. سعيد بن وهف القحطاني/ مطبعة سفير- الرياض.
(3) بتصرّف عن كتاب الجامع لأحكام الصلاة/ مجموعة من العلماء/ الكتاب العالمي للنشر- بيروت- لبنان.