الشجرة
تُعَدُّ الأشجار مورداً حيوياً للمجتمع؛ إذ إنَّها حلقة الوصل بين الطبيعة الخضراء، والبشر، وقد لعبت دوراً مُهمّاً في الحفاظ على الطاقة، وتلطيف الهواء، وحماية الموارد المائيّة، والمساهمة في تحسين الصحة العامة للسكّان، كما أنّها كانت عنصراً أساسياً لبقاء الإنسان على قيد الحياة؛ لما تُوفّره من طعام، وأكسجين، ومع تطوّر الزمن، ازدادت أهمية الأشجار؛ حيث اعتمد الإنسان عليها في بناء بيته، وعلاج أمراضه، وصناعة أدواته، وإلى هذا اليوم، ومع توسُّع أساليب الحياة الحديثة، فإنّ قيمة الأشجار تستمرُّ في الزيادة، إذ تُلبّي الاحتياجات الإضافية للمجتمع.[١][٢]
أسبوع الشجرة
يحتفل الناس عادةً في الفترة ما بين 7-14 من شهر آذار/ مارس في ما يُسمّى بأسبوع الشجرة؛ لتحفيز الأفراد، وتوعيتهم بأهمية الشجرة، وإمكانية الحفاظ عليها، حيث تُوحِّد فيه الجهات المُنظِّمة جهود الأفراد؛ لبَثّ رسالة بيئية توعوية هدفها حماية الطبيعة التي تُوفِّر للبشرية حياة صحية. إنَّ أسبوع الشجرة، فرصة تطوعية ينضمّ فيها الأفراد من الأعمار جميعها؛ للاحتفال بالطبيعة، ومواردها العديدة، وذلك بزراعة الأشجار في المُمتلَكات العامة.[٢] ففي سبعينيّات القرن التاسع عشر، اتَّخذت العديد من الولايات الأمريكية من يوم الشجرة عطلة رسمية، وفي ثمانينيّات القرن التاسع عشر، لُوحِظت عادة زراعة الأشجار، كنُصُبٍ تذكارية في المدارس الأمريكية؛ وذلك لتكريم المشاهير، أو للدلالة على حدث تاريخي مُعيَّن. والجدير بالذكر هنا، أنَّ العديد من بلدان العالَم تحتفل بهذه المناسبة في يوم مختلف، وتحت مُسمّىً مختلف أيضاً.[٣]
أصول يوم الشجرة
إنَّ تقدير الأشجار، والغابات في العصر الحديث، يمكن أن يرتبط إلى حدٍّ كبير بيوم الشجرة، وهو يوم يتمّ الاحتفال فيه بزراعة الأشجار، والحفاظ عليها، وعلى الرغم من عدم اتّخاذه للمكانة نفسها التي تتَّخذها الأعياد الأُخرى، إلّا أنَّه يُعَدُّ من المناسبات العالَمية في مختلف دُول العالَم، وترجع أصول عيد الشجرة إلى أوائل عام 1870م، عندما انتقل الصحفي جولياس ستيرلينغ مورتون مع زوجته، إلى ولاية نبراسكا عام 1854م، وزرع مجموعة مُتنوِّعة من الأشجار على امتداد السهل المُقفر، ولشَغَف مورتون بالزراعة، فقد كتب في صحيفة نبراسكا، والتي كان هو رئيس تحريرها، مقالات زراعية نَشَر فيها معرفته، وأكَّد على أهمّية البيئة داخل مدينته، كما كانت له مشاركات في مجلس نبراسكا للزراعة.[٤]
واقترح مورتون في عام 1872م تخصيص يوم لزراعة الأشجار في نبراسكا، وتقديراً لجهوده، فقد وافق المجلس الزراعي في تاريخ 10 نيسان، إبريل عام 1872م على تعيين يوم سُمِّي بيوم الشجرة (بالإنجليزيّة: Arbor Day)، حيث قاد مورتون مشروع إحضار أوّل شحنة، لزراعة ما يقارب مليون شجرة، وتكلَّلت مساعيه بالنجاح، وفي عام 1885م، تمّ تغيير تاريخ يوم الشجرة إلى 22 نيسان، إبريل، وهو يوم ميلاد مورتون، وجَعْله عطلة رسميّة في ولاية نبراسكا، وفي غضون 20 عاماً، صارت معظم الولايات الأمريكية تحتفل بعيد الشجرة، كما ساعد المزارع بيردسي نورثروب، على نَشْر هذا اليوم بشكل أوسع في أوروبا، وكندا، وأستراليا.[٤]
وأصبح عيد الشجرة في عام 1970م من الأعياد المعترف بها في أنحاء البلاد جميعها تقريباً، وذلك بجهود ريتشارد نيكسون الذي اتَّخذ لتحقيق ذلك مجموعة من المشاريع الصديقة للبيئة، ويُلاحَظ أنَّ الاحتفال بهذا اليوم، عادة ما يكون في الجمعة الأخيرة من شهر نيسان/ إبريل وعلى نطاق واسع في الولايات المُتَّحِدة الأمريكية، فعلى الرغم من وفاة مورتون في عام 1902م، إلّا أنَّه ما زال يتمّ الاحتفال بذكرى يوم الشجرة في العاصمة واشنطن، مع تمثال تمّ تخصيصه "لأب يوم الشجرة"، في قاعة الشهرة الوطنية.[٤]
فوائد الأشجار
تُعتبَر الأشجار أكبر النباتات على كوكب الأرض، ولا يخفى على أحد أنّها مفيدة للبشرية، إذ إنّ لها العديد من الفوائد المُتمثِّلة بزيادة الأكسجين في الجو، إضافةً إلى تخزين الكربون، وتحقيق الاستقرار في التربة، وإيجاد حياة برّية مُتوازِنة، كما أنّها الصلة بين الماضي، والحاضر، والمستقبل، وفيما يلي شَرْح مُفصَّل عن فوائد الأشجار، وتأثيرها في كلٍّ من: الصحّة، والبيئة، والحياة البرّية، والحياة الاجتماعية، والاقتصادية:[٥]
- الصحة: تساعد الأشجار على امتصاص المُلوّثات من الهواء، حيث تساهم كلّ شجرة بمفردها في إزالة 1.7كغم من الغبار كلّ عام، كما أنَّها تُوفِّر الظلّ، وتُقلِّل الضوضاء، ومن جانب آخر، فإنَّ هناك أكثر من 20 نوعاً من الأشجار البريطانية لها خصائص طبّية؛ إذ يحتوي الزيت في لحاء شجرة التامول على مادة مُطهِّرة، كما أنّ وجود الفرد في المساحات الخضراء من شأنه أن يُخفِّض ضغط الدم، ويُبطِّئ من مُعدَّل ضربات القلب، ويُقلِّل من الإجهاد.
- البيئة: تساعد الأشجار على امتصاص ثاني أكسيد الكربون، وفي المقابل، يُساعد الكربون الذي تُخزِّنه الأشجار في خشبها على تقليل مُعدَّل الاحتباس الحراري، كما أنّ الأشجار تُساعد على تقليل سرعة الرياح، وتبريد الهواء، حيث يمكن أن تُقلِّل من درجات الحرارة بنسبة تصل إلى 7 درجات مئوية، إضافة إلى أنّها تُساعد على منع الفيضانات، والحدّ من تآكل التربة؛ وذلك لامتصاصها آلاف اللترات من مياه الأمطار.
- الحياة البريّة: تُساعد الأشجار على توفير المأوى، والغذاء للطيور، والحشرات، والفطريّات، كما تُوفّر جذوعها سَكَناً للكثير من أنواع الطيور، والحشرات: كالخفافيش، وطيور البوم، ونقّار الخشب، وكذلك الخنافس، كما يُعتبَر شجر البلّوط موطناً لما يقارب 500 نوع مختلف من الأحياء البريّة.
- المجتمعات: تُعتبَر الغابات مكاناً للأنشطة الرياضيّة، مثل: المشي، والركض، وألعاب الأطفال، كما أنّها مكان مُهمّ لمشاهدة الطيور فيها.
- النموّ الاقتصادي: يُحبّذ الأفراد العيش بالقرب من المناطق الطبيعية؛ إذ تشير الدراسات إلى أنَّ مُتوسَّط أسعار المنازل يرتفع بنسبة تتراوح بين 5-18% عندما تكون العقارات قريبة من الأشجار.
- حماية المستقبل: ستصبح الحدائق والأشجار من العناصر المُهمّة في الحياة الحضريّة؛ إذ سيزيد عدد الأفراد الذين يعيشون في المُدُن، عن أولئك الذين يعيشون في الريف.
المراجع
- ↑ "Importance and Value of Trees", www.savatree.com, Retrieved 13-9-2018. Edited.
- ^ أ ب "About, California Arbor Week", arborweek.org, Retrieved 13-9-2018. Edited.
- ↑ "Arbor Day", www.britannica.com, Retrieved 13-9-2018. Edited.
- ^ أ ب ت "History of Arbor Day", www.history.com,21-8-2018، Retrieved 13-9-2018. Edited.
- ↑ "Why are trees so important?", www.royalparks.org.uk, Retrieved 13-9-2018. Edited.