عدة المطلقة بعد الدخول
إذا دخل الرجل بزوجته وخلا بها وجامعها فإنّ عدتها تكون على عدة وجوه هي:[١]
- أولات الحمل، وعدة المطلقة الحامل تنتهي عند وضع حملها سواء طالت مدّة الحمل أو قصرت، فلو طلقها على سبيل المثال الصبح، ثمّ وضعت حملها ظهراً، انتهت بذلك الوقت عدتها، وقد تصل عدة المطلقة الحامل إلى إثنا عشر شهراً وذلك إذا طلقها وهي حامل في شهر المحرم، ثمّ لم تضع حملها إلا في شهر ذي الحجة، قال تعالى: (وَأُولاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ).[٢]
- ذوات الحيض، وعدة المطلقة التي تحيض هي ثلاث حيضات سواء طالت مدتها أو قصرت، وتبدأ تلك العدة من أول حيضة وتنتهي بطهارتها من الحيضة الثالثة، وقد تطول مدّة العدة لمن لا تأتيها الحيضة بسبب إرضاعها لولدها، إذ تكون العبرة باحتساب الحيضات الثلاث عند ابتداء الحيضة الأولى وإن تأخرت، قال تعالى: (وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ).[٣]
- النساء اللاتي لا يحضن سواء كان ذلك بسبب صغر سنهن أو كبرهن، ومدّة العدة لهذا الصنف من النساء ثلاثة أشهر، قال تعالى: (وَاللائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللائِي لَمْ يَحِضْنَ).[٤]
- المرأة التي يرتفع حيضها، وتكون عدتها على ثلاثة أحوال، فإما أن تكون يأست من عودة الحيض إليها بسبب معروف كاستئصال الرحم فعدتها ثلاثة أشهر، وإما أن يرتفع حيضها لسبب تعلمه، وهي تتربص عودة الحيض إليها، ففي هذه الحالة تنتظر الحيضة الأولى ثمّ تكمل عدتها ثلاث حيضات، وإما أن يكون رفع الحيض بسبب لا تعلمه، ففي هذه الحالة تعتد مدّة سنة كاملة كما قال العلماء، تسعة أشهر منها للحمل، وثلاثة أشهر للعدة.
عدة المطلقة قبل الدخول
أجمع علماء الأمة على أنّ المطلقة قبل الدخول لا عدة لها لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا)،[٥] واختلفوا في عدة من خلا بها زوجها حيث ذهب جمهور الفقهاء إلى أنّها تعتد عدة المطلقة بعد الدخول لأنّ الخلوة تقوم مقام الدخول.[٦]
عدة المختلعة
وأما عدة المختلعة فهي حيضة واحدة كما ثبت في السنة في قصة إمرأة ثابت بن قيس التي خلعت زوجها فأمرها النبي عليه الصلاة والسلام أن تعتد بحيضة واحدة.[٧]
المراجع
- ↑ الشيخ محمد صالح المنجد (2004-4-18)، "عدة المرأة المطلقة "، الإسلام سؤال وجواب ، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-17. بتصرّف.
- ↑ سورة سورة الطلاق ، آية: 4.
- ↑ سورة سورة البقرة ، آية: 228.
- ↑ سورة سورة الطلاق ، آية: 4.
- ↑ سورة سورة الأحزاب ، آية: 49.
- ↑ "حكم من طلقها زوجها بعد الزفاف ولم تزل عذراء فهل عليها عدة"، الإسلام سؤال وجواب ، 2008-7-31، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-17. بتصرّف.
- ↑ "هل على المختلعة عدة "، الإسلام سؤال وجواب ، 2002-6-20، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-17. بتصرّف.