محتويات
البهارات والتوابل
تُشكّل البهارات والأعشاب إحدى الطرق الأساسية التي تُستخدَم في الحياة اليوميّة لإعطاء النكهة للأطعمة والمشروبات، كما تدخل كإحدى المكونات في غيرها من المنتجات التجميليّة والعطور، وتمتلك العديد من الفوائد الصحية، حيث إنها تمتاز بقيمتها الغذائية، وخصائصها المضادة للأكسدة، والمضادة للميكروبات، وغيرها،[١] وقد تُستخرَج التوابل من أجزاء كثيرة من النبات كاللحاء، والبراعم، والزهور، والثمار، والأوراق، والجذور، والبذور، والميسم، وقمم النباتات بأكملها، وتعتبر الأعشاب مجموعة فرعية من التوابل وتعرف بالنباتات ذات الأوراق العطرية، وعلى صعيد التجارة العالمية، فإنّ من أهم محاصيل التوابل في المناطق الاستوائية؛ الفلفل الحار، والفلفل الحلو، وجوزة الطيب ومسحوقها، والهيل، والفانيليا، والقرنفل، والزنجبيل، والقرفة؛ بما في ذلك القرفة الصينية، والكركم، أما الكزبرة، والكمون، والخردل، وبذور السمسم، والأعشاب كالمريمية، والزعتر، والنعناع، والمردقوش الشائع، فهي أهم محاصيل التوابل في المناطق غير الاستوائية.[٢]
دراسات علمية حول فوائد البهارات والتوابل
- أشارت دراسةٌ مِخبريّةٌ نشرتها مجلة International Journal of Antimicrobial Agents، إلى أنّ المستخلص المائي للقرنفل قد يساعد على مكافحة للميكروبات، كبكتيريا الشيغيلة الفلكسنرية (بالإنجليزية: Shigella flexneri)، وهو كذلك ذا تأثير أبطأ في مكافحة بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية (بالإنجليزية: Staphylococcus aureus)، وبكتيريا الإشريكية القولونية (بالإنجليزية: Escherichia coli)، والسَّلْمونيلة التّيفيَّة (بالإنجليزية: Salmonella typhi) مقارنة بالمستخلص المائي للثوم الذي يكافح أيضاً البكتيريا التي تُعرف بـ Bacillus sphaericus، وبكتيريا عنقودية الجلد الخارجي (الاسم العلمي: Staphylococcus epidermidis)، وبكتيريا الأمعائية المرياحة (الاسم العلمي: Enterobacter aerogenes)، وبكتيريا الزائفة الزنجارية (بالإنجليزية: Pseudomonas aeruginosa)، وغيرها، كما يثبط المستخلص المائي للقرنفل من نمو الخمائر.[٣]
- أشارت مراجعةٌ نُشرَت في مجلة The Indian Journal of Medical Research عام 2004 أنّ إضافة التوابل إلى النظام الغذائي يساهم في تعزيز عملية الهضم، ويقلل من مدة بقاء الطعام في الجهاز الهضمي، حيث تحفز التوابل من إفراز الأحماض الصفراوية في الكبد والتي تلعب دوراً أساسيّاً في هضم الدهون وامتصاصها، كما أنّها تُحسّن من مستوى الإنزيمات الهضمية كإنزيم البروتياز (بالإنجليزية: Protease)، والأميلاز (بالإنجليزية: Amylase)، وإنزيم الليباز الذي يُفرزه البنكرياس (بالإنجليزية: Pancreatic lipase).[٤]
- أشارت دراسةٌ مخبريّةٌ نُشرت في مجلة Applied and environmental microbiology أنّ مسحوق البهارات لـ 29 نوعاً يساعد على تثبيط إنتاج سموم الفطريات، في حين ترتبط 3 أنواع منها بما في ذلك مسحوق القرنفل، وبذور اليانسون النجمي، والفلفل الحلو؛ بمكافحة نمو 3 أنواع من فطريات الرشاشيات (بالإنجليزية: Aspergillus)، وقد أظهرت النتائج أنّ محتوى بذور اليانسون النجمي من مركب الأنيثول يُثبط نمو هذه الفطريات، في حين يرتبط الزيت العطري المستخرج من القرنفل والذي يمتاز بمحتواه من مركب الأوجينول، والزعتر الذي يحتوي على مركب الثيمول بتثبيط نوعين من فطريات الرشاشيات وهما الـ Aspergillus flavus، والـ Aspergillus versicolor.[٥]
- أشارت مراجعةٌ نُشرت في مجلة Antioxidants عام 2017 إلى أنّ البهارات والتوابل تساعد على مكافحة عمليات الأكسدة في الجسم وذلك لارتفاع محتواها من المواد والمركبات الكيمائية المضادة للأكسدة، مثل؛ الفلافونويدات، والبوليفينولات، والليغنان، والزيوت العطرية، وأشباه القلويات، إضافة إلى أن هذه المضادات تقلل خطر الإصابة بالأمراض الحادة والمزمنة، كما تساهم في التخفيف من بعضها، ويمكن أن يُقلّل تناول التوابل كجزءٍ من النظام الغذائيّ الصحيّ من آثار الملوثات المحتملة في بعض الأطعمة في المدن الملوثة.[٦]
بعض أنواع البهارات والتوابل وفوائدها
توضح النقاط الآتية بعض الأمثلة على أنواع البهارات والتوابل إضافة إلى ذكر فوائدها:
- الكمون: (بالإنجليزية: Cuminum cyminum) وهو من التوابل شائعة الاستخدام في الشرق الأوسط والهند، ويتنمي نبات الكمون إلى الفَصِيلَة الخَيْمِيَّة (بالإنجليزية: Apiaceae) التي يعود لها البقدونس أيضاً وغيرها، وهو من النباتات المزهرة؛ حيث تُنتِج أزهار النبات البذور، والتي تُستَخدم بعدة أشكال، كمطحون أو مسحوق أو حبة كاملة، ويشيع استخدام الكمون لإضفاء نكهة للطعام وكمادة حافظة، وتحتوى ملعقة طعام كبيرة من الكمون على بعض الفيتامينات، مثل؛ فيتامين أ، وفيتامين ج، وفيتامين ب2، وفيتامين ب3، وفيتامين ب6، والكولين، وهو أيضاً مصدرٌ لعدد من المعادن كالكاليسوم، والحديد، والمغنيسيوم، والفسفور.[٧]
- وللاطلاع على المزيد من المعلومات حول فوائد الكمون يمكنك قراءة مقال فوائد شرب الكمون.
- الكركم: ( بالإنجليزية: Turmeric) يسمى أيضاً بالزعفران الهندي (بالإنجليزية: Indian saffron)، أو التوابل ذات اللون الذهبي (بالإنجليزية: Golden spice)، وينمو نبات الكركم في آسيا وأمريكا الوسطى، ويتم الحصول على بهار الكركم من جذور النبات، ووفقاً لقاعدة البيانات الوطنية للمغذيات التابعة لوزارة الزراعة الأمريكية أو اختصاراً الـ USDA، فإنّ ملعقة طعام واحدة من مسحوق الكركم تحتوي على المغنيز، والحديد، والبوتاسيوم، بالإضافة إلى فيتامين ج، كما أنه يمتلك خصائص مضادة للأكسدة.[٨]
- وللاطلاع على المزيد من المعلومات حول فوائد الكركم يمكنك قراءة مقال فوائد وأضرار الكركم.
- الفلفل الأسود: (بالإنجليزية: Black pepper)؛ يُعدّ الفلفل الأسود مكوناً أساسياً في الطعام في جميع أنحاء العالم منذ آلاف السنين، ويأتي بهار الفلفل الأسود من الفاكهة المجففة وغير الناضجة من نبات هذا الفلفل، ويُستخدم لإعطاء نكهة للطعام، وتجدر الإشارة إلى أنه قد يمتلك خصائص مضادة للأكسدة، وله العديد من الفوائد الصحيّة.[٩]
- وللاطلاع على المزيد من المعلومات حول فوائد الفلفل الأسود يمكنك قراءة مقال ما هي فوائد الفلفل الأسود.
- القرفة: (بالإنجليزية: Cinnamon) هي نوعٌ من البهارات التي استُخدِمت منذ القدم، وتأتي من لحاء أنواع مختلفة من أشجار جنس القرفة، وهي أشجار دائمة الخضرة، ووفقًا لوزارة الزراعة الأمريكية؛ فإنّ ملعقة صغيرة واحدة من القرفة المطحونة تزود الجسم بالكاليسوم، والبوتاسيوم، وفيتامين ك، وتمتاز القرفة بخصائصها المضادة للبكتيريا، والمضادة للميكروبات، والمضادة للالتهابات، والمضادة للأكسدة، وتساهم في التخفيف من الأمراض.[١٠]
- وللاطلاع على المزيد من المعلومات حول فوائد القرفة يمكنك قراءة مقال فوائد شرب القرفة.
- الهيل: (بالإنجليزية: Cardamom) هو نوع من التوابل التي تستخدم في الطبخ الهندي، وأطباق الشرق الأوسط، ويضاف إلى المشروبات، والمخبوزات، ويأتي على عدة أشكال كالهيل الأخضر، والهيل الأسود، ويمكن الحصول عليه من قرون نباته الذي يتبع فصيلة الزنجبيل، ويُعدّ الهيل مصدراً للمنغنيز، والكاليسوم، والبوتاسيوم، وكذلك فإنّه يمتلك خصائص مضادّةً للأكسدة، ومدرّةً للبول.[١١][١٢]
- وللاطلاع على المزيد من المعلومات حول فوائد الهيل يمكنك قراءة مقال ما فوائد الهيل.
أضرار البهارات والتوابل
درجة أمان البهارات والتوابل
يعدّ استخدام البهارات والتوابل بكميات قليلة لاعطاء النكهة المميزة للطعام أثناء إعداده آمناً على الصحة بشكل عام، لكن تجدر الإشارة إلى أنّ معظم الدراسات التي بحثت الفوائد المرتبطة باستهلاك البهارات والتوابل تعتمد على الكميّات الكبيرة كتلك المتوفرة في المُكمّلات الغذائية والتي قد تكون غير آمنة وغير مناسبة للأطفال والنساء الحوامل والمرضعات، وكذلك الذين يعانون من حالات مرضية معينة، أو من يتناولون أدوية معينة، وبالتالي يجب استشارة الطبيب قبل إضافة هذه الكميات الكبيرة إلى النظام الغذائيّ.[١٣]
محاذير استخدام البهارات والتوابل
على الرغم من أنه غير المحتمل أن يسبب استهلاك البهارات والتوابل الحساسية، إضافة إلى أنّها نادراً ما تؤكل بمفردها وبالتالي في حال حدوث الحساسية فقد يكون من الصعب معرفة ما إذا كانت هي المُسبب للحساسية أم يعود سببها للمكونات الأخرى في الطعام والذي أضيفت إليه البهارات والتوابل، وفي حال حدوث الحساسية فإنها قد تكون بدرجة خطيرة أحياناً، فمثلا قد يؤدي استهلاك الفلفل الحار إلى فرط الدموع في العين، وكذلك الشعور بحُرقة بالفم وذلك لمحتواه من المواد الكيميائية، مثل؛ الكابسيسين (بالإنجليزية: Capsaicin)؛ الذي يوجد أيضاً في الأطعمة الحارة، ويُسبّب استهلاكُه بكميّاتٍ كبيرةٍ ظهورَ أعراض بدرجة شديدة خلال فترة قصيرة، مثل؛ آلام المعدة، والإسهال، والقيء ويحدث هذا بسبب فرط تحفيز الجهاز العصبي، وكذلك يحتوي الفلفل الحار على الإيزو-ثيوسياناتِ الآلِيل ( بالإنجليزية: Allyl isothiocyanate)؛ التي تسبب تهيج الأغشية المخاطية للأنف، والفم، وبالتالي يكون التأثير في هذه الحالة متعلقاً بوظائف الأعضاء، كما أنّ الاستجابة فورية في ذلك، وقد تظهر أعراض أخرى أيضاً، مثل؛ انتفاخ الشفتين، أو احتقان الأنف، أو الشرى، أو الانتفاخ، أو الغثيان، أو الإسهال.[١٤][١٥]
وقد يسبب استهلاك البهارات والتوابل في بعض الحالات النادرة حدوث رد تحسسيّ فوري يستجيب فيه الجهاز المناعي بدرجة شديدة وقد يزيد من خطر الوفاة ويُسمى بالحساسية المفرطة (بالإنجليزية: Anaphylaxis)، ومن أعراضها: الصفير، وضيق التنفس والصدر، والشرى، والانتفاخ في الوجه أو اللسان أو الحلق أو اليدين أو القدمين، والتقيؤ، والغثيان، والإسهال، تسارع ضربات القلب وضعفها، والارتباك، والدوخة أو الإغماء،.[١٤]
المراجع
- ↑ K. V. Peter, Handbook of herbs and spices, Cambridge, England: Woodhead Publishing Limited, Page 9, Part 3. Edited.
- ↑ "Herbs, spices and essential oils", www.fao.org, 2005، Retrieved 2-7-2020. Edited.
- ↑ Daljit Arora, Jasleen Kaur (5-3-1999), "Antimicrobial activity of spices", International Journal of Antimicrobial Agents, Issue 3, Folder 12, Page 257-262. Edited.
- ↑ Kalpana Platel, K Srinivasan (5-2004)"Digestive stimulant action of spices: A myth or reality?", The Indian Journal of Medical Research, Issue 119, Folder 5, Page 167-179. Edited.
- ↑ Hiroshi Hitokoto, Satoshi Morozumi، Tomoaki Wauke and others (4-1980)، "Inhibitory Effects of Spices on Growth and Toxin Production of Toxigenic Fungi", APPLIED AND ENVIRONMENTAL MICROBIOLOGY, Issue 39, Folder 4, Page 818-822. Edited.
- ↑ Alexander Yashin, Yakov Yashin, Xiaoyan Xia and others (9-2017)، "Antioxidant Activity of Spices and Their Impact on Human Health: A Review", Antioxidants, Issue 3, Folder 6, Page 70. Edited.
- ↑ Malia Frey (31-5-2019), "The Health Benefits of Cumin"، www.verywellfit.com, Retrieved 9-7-2020. Edited.
- ↑ Megan Ware (24-5-2018), "Everything you need to know about turmeric"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 9-7-2020. Edited.
- ↑ Lizzie Streit (20-2-2019), "Is Black Pepper Good for You, or Bad? Nutrition, Uses, and More"، www.healthline.com, Retrieved 9-7-2020. Edited.
- ↑ Sheryl Salomon (7-12-2019), "What Is Cinnamon? A Comprehensive Guide to Using and Reaping the Health Benefits of This Popular Ancient Spice"، www.everydayhealth.com, Retrieved 9-7-2020. Edited.
- ↑ Malia Frey (11-3-2019), "The Health Benefits of Cardamom"، www.verywellfit.com, Retrieved 9-7-2020. Edited.
- ↑ Lizzie Streit (8-8-2018), "10 Health Benefits of Cardamom, Backed by Science"، www.healthline.com, Retrieved 9-7-2020. Edited.
- ↑ Alina Petre (27-11-2019), "12 Powerful Ayurvedic Herbs and Spices with Health Benefits"، www.healthline.com, Retrieved 10-7-2020. Edited.
- ^ أ ب Daniel More (16-1-2020), "Symptoms, Diagnosis, and Treatment of Spice Allergies"، www.verywellhealth.com, Retrieved 10-7-2020. Edited.
- ↑ Lindsey Gudritz (4-2-2020), "Some Like It Hot: 5 Reasons Spicy Food Is Good for You"، www.healthline.com, Retrieved 11-7-2020. Edited.